زاد الاردن الاخباري -
أثار ضم روسيا لأربعة مناطق من تراب أوكرانيا بعد استفتاءات صورية غضبا دوليا عارما، خصوصا وأن المجتمع الدولي حذر موسكو عدة مرات من مغبة تغيير الحدود بالقوة.
ويؤشر ضم موسكو لمناطق زابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية، على سعي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استكمال ما بدأه العام 2014، والذي شهد كذلك الضمّ بالقوة، لمنطقة شبه جزيرة القرم.
والضم يعني الاندماج المطلق، واستيعاب ما تم إلحاقه بموسكو، وهو ما تم الإعلان عنه، الأربعاء، حيث قرر بوتين الاستحواذ كليا على محطة زاباروجيا النووية الواقعة ضمن المناطق التي استولى عليها.
وإذا كان الاستحواذ على المحطة هو هدف بوتين في زاباروجيا، فما هو سر تركيز بوتين على المناطق الأخرى؟
- دونتسك ولوغانسك
عملت القوات الموالية لموسكو في هاتين المنطقتين ضد مصالح كييف، منذ 2014، حيث دعمها بويتن طيلة تلك المدة ضد المصالح الأوكرانية.
وقبيل غزو أوكرانيا في 22 فبراير الماضي، اعترف بوتين بهما "دولتان مستقلتان" ووسع نطاق حماية موسكو لهما، ثلاثة أيام فقط قبل غزو أوكرانيا.
السبب في تركيزه على هاتين المنطقتين، هو ضمان سيطرة روسيا على المنطقة المتاخمة لها من جهة وعزل شبه جزيرة القرم التي وعد الأوكرانيون بتحريرها "طال الزمان أو قصر" وفق تصريحات مسؤولين في كييف.
وتُعرف المنطقتان، اللتان يبلغ عدد سكانهما مجتمعين حوالي 6 ملايين قبل الغزو، مجتمعين باسم دونباس، وهي مركز يتحدث اللغة الروسية في الغالب بتعدين الفحم والصناعات الثقيلة، لكن اقتصاداتهما تراجع بسبب القتال منذ عام 2014.
خيرسون
تقع خيرسون، التي كان عدد سكانها قبل الحرب مليون نسمة فقط شمال شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وتسيطر القوات الروسية على المنطقة بأكملها تقريبا.
وخيرسون هي محور هجوم مضاد دأبت أوكرانيا على بنائه منذ أسابيع، جزئياً من خلال قصف الجسور فوق نهر دنيبرو لقطع خطوط الإمداد الروسية ومحاولة قطع بعض قواتها.
نظم المدنيون في خيرسون سلسلة من الاحتجاجات بعد أن استولت روسيا على العاصمة الإقليمية، في الأيام الأولى من الحرب، وكان المسؤولون الموالون لروسيا جعلوها أهدافًا لهجمات بالقنابل.
وقالت روسيا أيضا إنها تدمج جزءا صغيرا من مقاطعة ميكولايف المجاورة لأوكرانيا التي تحتلها في منطقة خيرسون، لأغراض الضم.
اللافت هنا كذلك أن خيرسون منطقة تساعد على ضمان بقاء شبه جزيرة القرم بأيدي الروس وهو السر وراء إصرار بوتين أن تكون ضمن المناطق التي تم ضمها مؤخرا.
- زاباروجيا.. الهدف واضح
أصبحت زاباروجيا مركز اهتمام العالم بعد القتال في محيط محطة الطاقة النووية، الأكبر في أوروبا.
وتعطل إمدادات الطاقة للمنشأة وأثارت مخاوف من حدوث كارثة إشعاعية.
وبعدما سيطرت روسيا على المفاعل النووي وما يقرب من 70٪ من المقاطعة ككل، أعلنتهما ضمن المناطق التي تم ضمها.
والأربعاء، استحوذت روسيا رسميا على محطة زاباروجيا للطاقة، بموجب مرسوم وقعه بوتين.
المرسوم الذي تم الإعلان عنه اليوم يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن موسكو كانت تسعى منذ البداية للسيطرة على هذه المنشأة النووية الهامة.
وكان رئيس الوكالة الأوكرانية للطاقة النووية، قال في تصريح سابق إن الكرملين "يعمل على هندسة أزمة لتحقيق مصالح الروس، وتبرير تحويل الطاقة من الأوكرانيين إليهم.