يعتبر الديوان الملكي الهاشمي الدائرة الخاصة بالملك، ويقوم بعدة أعمال سياسية وإدارية خاصة تتعلق بالملك والدولة الأردنية، ويعتبر هذا الديوان من أهم الأجهزة الفعالة في الدولة، إذ يعتبر حلقة الوصل الرئيسية بين الملك وأجهزة الدولة بدءا بالحكومة مرورا بالقوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، والسفارات الأردنية في الخارج.
بالإضافة إلى ذلك يمثل الديوان الملكي حلقة الوصل بين الملك والشعب الأردني، إذ هو مكان امن لسماع الشكاوى التي يتقدم بها المواطنون. وعليه يلعب الديوان الملكي دورا في إدارة الشأن الأردني العام. وقد اتسع نطاق عمل هذا الديوان الملكي ليشمل مجالات مختلفة ومتنوعة، مثل التطوير الاجتماعي، والقضايا التعليمية والعسكرية وغيرها.
إن العشق الذي يجمع بين الشعب الأردني والعرش الهاشمي المفدى هو هاجس كل مواطن اردني يلوذ بالديوان من ظلم وزير او مسؤول او تعدي على حقوق من قبل قوى الشر والظلم ، وان نصرة جلالة الملك عبدالله الثاني للمواطن في كثير من القضايا تعبر بحق عن إعادة رسم الدور الإنساني والخيري للديوان الملكي الهاشمي بيت العدل والحق ونصرة الضعفاء والمساكين والمحرومين والمهمشين والمظلومين الذين لا يجدون الملاذ الأخير الا لصاحب الجلالة وديوانه الملكي العامر ، نعم نريد إعادة حقيقية لدور الديوان الملكي الهاشمي في تحمل جزء من هم الاردنيين الشرفاء والأحرار والصادقين الذين يرفعون راية الحق عالية، راية الأردن ويعلنون انهم مع القائد في خندق الوطن وفي كل المجالات الحياتية السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، يبحثون عن الحرية والعيش الكريم ، وعن المصداقية والمكاشفة وعن الإستماع لصوتهم بعيدا عن كل ما يعكر الصورة وينقل الخبر بغير صدق وسوء نية.
نعم نريد الصورة الحقيقية للديوان الملكي الهاشمي بيت الأردنيين الذي من دخله فهو آمن على نفسه وأهله ووظيفته ومستقبله ، نريد ان يكون هذا البيت سفينة النجاة لكل أردني ضاقت به السبل وتشعبت به الدروب وتكالبت عليه النوائب ، نريد ان يكون الديوان الهاشمي يا صاحب الجلالة النصير والعون والمساندة يمسح الدمعة عن كل يتيم ومظلوم ولاجىء ، نريد ان يكون هاجسنا وحبنا وأملنا وسفينة النجاة لنا ، نريد متابعة لكل استدعاء يكتب او يرسل عبر الإيميل او الفاكس لصاحب حاجة ، وان لا يكون الديوان يا صاحب الجلالة حكرا على فئة او طبقة او طائفة ، بل يجب ان تتاح الفرصة لكل شاب مؤهل يملك الفكر والتجربة والعلم والخبرة مهما كان لونه وعشيرته ، فالهدف هو العمل والبناء وخدمة الناس وليس الحصول على الجاه والمنصب والحافز .
سيبقى الديوان الملكي الهاشمي بيت الأحرار والشرفاء والصادقين ، عامرا بحس جلالة الملك عبدالله الثاني ، منيرا بوجهه، وفزعة لكل مهموم ومغموم ، ونأمل أن تكون تغييرات جديدة في الديوان الملكي الهاشمي فاتحة خير وبوابة جديدة ندخل منها مرحلة جديدة لرسم الدور الحضاري والسياسي والإقتصادي والإجتماعي للمطبخ السياسي الأردني ومصدر القرار وصانع السياسات ومطلق المبادرات .
اللهم واحفظ ملكنا من شر الأشرار، وكيد الفجار، واحفظه آناء الليل وأطراف النهار ، وسدد خطاه، واجعله سببا في صلاح الأمة، ووفقه إلى خير البلاد والعباد، وهيئ له من أمره رشدا، وارزقه البطانة الصالحة التي تكون عونا له في الخير، إنك ولى ذلك والقادر عليه .
واحفظ ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الحسين ، واجعل جميع ما يقدمونه لنا وما يخططون له في موازين حسناتهم يا رب العالمين .
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي