الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس - الخبر: (وصف الرئيس الأميركي جو بايدن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا بالأخطر منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وحذر من أن ذلك سينذر بنهاية العالم)..أنتهى الخبر.
من هذا الخبر نفهم وكأن نهاية العالم بيد كل من الرئيس الأميركي جو بايدن أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين!
الحرب العالمية الأولى قُتل فيها نحو (10) ملايين أنسان تقريباً, في حين أن الحرب العالمية الثانية قُتل فيها نحو(50) مليون أنسان تقريباً, ومتوقع أن يقتل فيها نحو (1) مليار أنسان تقريباً إذا ما وقعت حرب عالمية ثالثة طابعها العام النووي, وهذا يعادل ما نسبته ثمن سكان العالم فقط والبالغ عددهم حسب أخر إحصائية (8) مليار أنسان تقريباً, وهذا لا يعني باي شكل من الأشكال (نهاية العالم) على الإطلاق كما يصف لنا الرئيس الأميركي جو بايدن.
وثمة جملة من التساؤلات حول قدرة الأسلحة النووية على احداث اشياء عظيمة من ابرزها: هل للأسلحة النووية القدرة على طي السماء؟ طبعاً لا, وتسيير الجبال؟ طبعاً لا, وإخراج أثقال الأرض؟ طبعاً لا, وهل للأسلحة النووية أيضا القدرة على انكدار النجوم؟ طبعاً لا, وانتثار الكواكب؟ طبعاً لا, وأكثر من ذلك هل للأسلحة النووية التي يمتلكها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو الرئيس الأميركي جو بايدن القدرة على إذهال كل مرضعة عمّا أرضعت؟ طبعاً لا, وأن تضع كل ذات حمل حملها؟ طبعاً لا, إذن كيف سينذر بوتين بـ(نهاية العالم).
والسؤال الأجمل هنا حين حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية وأن ذلك سينذر بـ(نهاية العالم), نسأل ضاحكين هل بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفخة الصور الأولى والثانية الموكل بها إسرافيل عليه السلام وبها تنتهي حياة كل المخلوقات؟ وهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية يستطيع أن يجمع الشمس والقمر؟ أو أن يكّور الشمس؟ طبعاً لا, إذن كيف سينذر الشيخ بوتين بـ(نهاية العالم).
إن وصف الرئيس الأميركي جو بايدن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا ينذر بـ(نهاية العالم), وصف لا يتعدى وصف نملة تحمل الكرة الأرضية! لأطفال الروضة, أو وصف فراشة تشرب مياه البحر! لطلبة الصف الأول الأساسي, أو حتى وصف لزرافة عملاقة وضعت جميع النجوم في سلة واحدة! لطلبة الرابع (ج).
الذي بدأ العالم هو الذي سينهيه وهو الله سبحانه وتعالى فقط, وأن كل من الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يضمن أي منهما إذا ربط أحداهما حذائه الأيمن لا يضمن العيش لمدة ثوان لربط حذائه الأيسر.. فكيف بهما يهددان بـ(نهاية العالم), نهاية العالم أمر عظيم وتسبقه أمور كثيرة مرعبة لا يستطيع استيعابها والتحكم بها وضبطها إلا الله سبحانه وتعالى.
الحرب العالمية الأولى كانت نقطة تحوّل كبير في ترسيخ التاريخ الجيوسياسي (تأثير الجغرافيا على السياسة) في القرن العشرين وما زال أثرها حتى اليوم, ثم أن القصف الذرّي على هيروشيما وناجازاكي هو هجوم نووي شنّته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 أنتج إمبراطورية جديدة قوية تتحكم بتكنولوجيا العالم اليوم، وربما نشوب حرب عالمية ثالثة يحدث لنا وجهاً أخر للحياة, أو قد تتمرد (الذرة) عليهم هذه المرة ويخونهم فيها ما خصّبوه من اليورانيوم وتأبى أن تنقسم أو تنشطر في ساحات قتالهم..
دمتم بخير.