زاد الاردن الاخباري -
كتب : د. سعد الخرابشة - ( جدوى استطلاعات الرأي )
مما لا شك فيه أن لهذا النوع من الدراسات أهمية ومصداقية كبيرة في قياس مستويات وتوجهات الرأي العام للشعوب ومدى رضاها أو ثقتها بحكامها وحكوماتها وباقي الهياكل السياسية فيها بشرط أن تتمتع هذه الشعوب بالعيش في دول تمارس الديمقراطية الحقيقية غير المنقوصة.
ففي هذه الدول تسعى الطبقة السياسية جاهدة على عمل الأفضل وتصويب الإنحرافات في مسيرتها حال حدوثها لأنها تعي تماماً بأن مرجعيتها الشعب وهو الذي أوصلها للحكم والقادر على الإطاحة بها إن زلّت الطريق.
أما في البلدان التي تمارس الديمقراطية الشكلية أو المنقوصة حيث لا يكون للشعب أي دور في اختيار حكوماته ويكون دوره محدوداً في اختيار مجالسه التشريعية إما بسبب التدني الكبير بنسبة مشاركته في الإقتراع أو لأسباب أخرى لها علاقة بنزاهة الإنتخابات مما ينتج عن ذلك وصول مجالس تشريعية غير ممثلة لغالبية المواطنين.
والحال كذلك فيصبح قياس الرأي العام للشعب غير ذي قيمة سواء من وجهة نظر الحكومة أو من وجهة نظر مجلس الشعب (النواب) حين تكون نتائج الإستطلاعات سلبية كون الشعب ليس المرجعية في اختيار الحكومة وهو ليس المقرّر في غالبيته لإيصال معظم النواب لقبة البرلمان وكأني بهم يقولون لغير الراضين من الشعب على الأداء "اشربوا مياه البحر" على رأي أحدهم.