أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مجلس النواب : حادثة الاعتداء على رجال الأمن العام بالرابية عمل إرهابي جبان حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله ضمن جهود حماية الموارد المائية المومني يكشف عن نوعية السلاح المستخدم بحادثة إطلاق النار في الرابية استمرت لساعتين .. تفاصيل حادثة الرابية القبض على شخص تسلل من سوريا للأردن 55.1 دينار سعر الذهب عيار 21 بالأردن لا معلومات مؤكدة حول اغتيال الامين العام لحزب الله إغلاق السير لتنفيذ أعمال صيانة لعدد من الجسور بعمان المومني: المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن سيقابل بحزم الأردن .. سيدة تروي ما جرى في الرابية شواغر ومدعوون للمقابلة والامتحان التنافسي -أسماء الأرصاد الجوية: أجواء باردة وأمطار متفرقة مع تحذيرات هامة - تفاصيل ازدحام مروري اثر حادث انفصال رأس صهريج محمل "بمادة حمض الفسفوريك" على الطريق الصحراوي ‏بلسانٍ أردني مُبين: نرفض هذه التيّارات فيديو - الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية في متابعة للحادث الامني قرب السفارة الاسرائيلية في عمان .. قوات الامن العام تسيطر على الوضع والتعزيزات تبدأ بمغادرة المكان الأحد: الطقس سيتغير بشكل سريع وجذري ما بين الصباح وبقية النهار الاردن : اصوات اطلاق نار قرب سفارة الاحتلال في الرابية والامن يبحث عن الفاعل- فيديو مدير مستشفى كمال عدوان وعدّة كوادر طبية يصابون بطائرة مسيرة للاحتلال شمال غزة هل ينقل لقاء فلسطين والعراق الى الاردن ؟
نأكل «الحصرم» وأبناؤنا يضرسون
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة نأكل «الحصرم» وأبناؤنا يضرسون

نأكل «الحصرم» وأبناؤنا يضرسون

16-10-2022 07:49 AM

قبل أن نلوم هؤلاء الطلبة الذين اشتروا اصوات زملائهم في انتخابات البرلمانات الطلابية، أو الآخرين الذين هتفوا «خاوه» ابتهاجا بفوزهم، يجب أن نلوم أنفسنا، أقصد القدوات السياسية والتعليمية والأسرية والاجتماعية، الآباء والمعلمين، النواب الذين ألهمونا بتجاربهم الانتخابية، ثم وزارة التربية التي لم تجد أفضل من الرد بتهديد الطلبة المتورطين، بإلغاء عضويتهم في البرلمان ‏.
صحيح، ربما يكون ما حدث مجرد حالات، أو استثناءات، لكنه جاء في سياق عام مزدحم بحوادث أخرى متنوعة، خلاصتها أن أبناءنا يتعلمون منا، ويقلدون أخطاءنا وتجاربنا، نحن نأكل الحصرم وأطفالنا يضرسون، لا يهم ما نقدمه لهم من مواعظ ودروس، وأوامر وتوصيات، المهم كيف يروننا، وماذا يحكمون على سلوكنا، وكيف نقدم لهم تجاربنا، أخشى أن أقول: إنهم يحاولون أن ينتقموا منا، سواء بالفهلوه والشطارة، او بكسر عصا الطاعة والوصاية.
‏أخطر سؤال يتردد بإذهان الآباء والأمهات، هو: هل نطمئن لمستقبل أبنائنا وبناتنا في المدارس والجامعات؟ استدعاء هواجس الخوف والحذر مفهومة، هنا، في سياقين على الأقل، أحدهما حالة المجتمع، وما طرأ من تحولات على منظومة القيم والأخلاق، ووسائل الاتصال والتربية التي اغرقت الجميع بالفوضى، الاخر سياق النوازل التي داهمت مدارسنا وجامعاتنا تحديدا، كتعاطي المخدرات، ‏وتصاعد نسبة المتسربين، وارتفاع أعداد الذين يعانون من الأمية الأبجدية، تزامن ذلك مع تقلبات صناعة المناهج، وتراجع العملية التعليمية بكافة عناصرها، ثم انشغال الأهل عن أبنائهم، وبروز التعليم الطبقي، بسبب قلة الاهتمام بالتعليم في القطاع العام.
‏في ضوء ذلك، يبدو مهما ان نسأل: ما هو التعليم الذي نقدمه لأبنائنا في المدارس (دعك الآن من الجامعات)؟ لكن الأهم من ذلك: كيف نربيهم؟ التربية تتقدم على التعليم، والنماذج الملهمة والقدوات هي أفضل وسيلة للتربية، يكفي، هنا، أن ندقق في صور التربية والنماذج الملهمة التي تتصدر منصاتنا العامة، و مجالنا الافتراضي والواقعي، لندرك طبيعة أجيالنا القادمة، والقيم التي نغرسها فيهم، والاتجاهات التي حددناها لهم سلفا، الصورة -للأسف- تبدو مفزعة، إذا لم نستدرك ذلك بصناعات وطنية ثقيلة، تتوزع خطوط إنتاجها على الهوية و الحرية المنضبطة والعدالة، حيث بناء المواطن الإنسان الذي يعتز بدينه ووطنه، وقيمه وكرامته الإنسانية.
‏لنتذكر دائما أن سلوك المجتمع يعكس غالبا سلوك مؤسسات الدولة وإدارتها، الطلبة في مدارسهم يعكسون سلوك وزارتهم، وربما سلوك آبائهم ومعلميهم، الواجب أن نفهم ما فعلناه جميعا، وزارة التربية مثلا في تعاملها مع المعلمين، المعلمون أيضا الذين تخلى بعضهم عن مسؤولياته المهنية وقايض الطلبة بالدروس الخصوصية، وكذلك الآباء والأمهات الذين استقال بعضهم من دور المربي و الموجّه، واستغرقوا بأعمالهم أو خلافاتهم على حساب الأبناء، كل هؤلاء يتحملون مسؤولية العطب الذي اصاب أبناءنا، وأورثهم ما تراكم داخلهم من انحرافات، او ما وصلوا إليه من مآلات محزنة.
‏بقي لدي رسالة لأبنائنا: خذوا من ابائكم وأمهاتكم أفضل ما فيهم، ابحثوا عن ملهمين وتعلموا منهم الخير والأمل، اعتمدوا على انفسكم، ولا تلتفتوا لأخطائنا وخيباتنا، عيشوا عصركم وكونوا أفضل منا، تمسكوا بحرياتكم واضبطوها على إيقاع الحق والفضيلة، افتحوا قلوبكم على هذا الكون، ففيه متسع للايمان و العلم والمعرفة، ضعوا أمام عيونكم دائما مخافة الله، واحتكموا لصوت ضمائركم، ولا تسمحوا لأحد أن ينتزع منكم انسانيتكم، ووطنيتكم، وكرامتكم، مهما كان الثمن.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع