المغتربون الأردنيون منتشرون في بلاد الله الواسعة، يساهمون في إعمارها وتقدمها، كما يساهمون في إعمار بلادهم وتقدمها.
تعرفت خلال عملي سفيرا (1998-2012) في المملكة المغربية و اليونان واندونيسيا، وسفيراً غير مقيم في البرتغال وموريتانيا والسنغال وسنغافورة وسلطنة بروناي، على النموذج الأردني المغترب، الذي وجدته نموذجا شهما يرفع الرأس ويفش الغل ويبرّد القلب.
يتميز المغترب الأردني بالأمانة والمسؤولية والانتماء والغيرة على سمعة الأردن والجَد والكرم، والحنين المفرط للقرايا والبلدات والمخيمات التي جاء منها.
أتحدث عن ذوات يعبّرون عن أطيب ما فينا: زهير القضاة ونبيل النجار وهنائي الدجاني ورياض العابدي وسميح عريقات ويوسف كريشان ومحمد المرشد الزعبي ومروان سمّور قنصلنا الفخري السابق في موريتانيا والقنصل الفخري في شيكاغو إحسان الصويص.
كما أتحدث عن مغتربين أردنيين يعملون في أعلى الجامعات مستوى، يقدمون لها ذوب أعمارهم ويساهمون في إنتاج مشاريع علمية واقتصادية وثقافية واجتماعية.
أتحدث عن الدكتور حسين سالم السرحان الخبير في الأمن الاجتماعي. والروائي البارز عامر طهبوب ورجال الأعمال الناجحين المتميزين بُراق العبادي في الإسكندرية، ومعن الهباهبة ومازن وبسام الرمحي والظاهرة الوطنية الفريدة زيد نفاع في هنغاريا.
مئات ألوف الأردنيين اصطفاهم العالمُ وطلبهم وأغراهم، لِما يتمتعون به من سمعة، و لِما يحوزون من كفاءات وخبرات، و لِما يتميزون به من جِد وشرف وأمانة.
لقد اصبحت بمثابة «تريد مارك»، سمعة النشامى المغتربين الأردنيين، بفضل تضحياتهم وعطائهم وأخلاقهم وحرصهم على أمن البلاد التي يشربون من بئرها.
أتذكر تلك الوجوه الأردنية السمحة الكفؤة المنتمية، كلما جرى الحديث عن تشكيل أو تعديل وزاري في بلادنا، على أمل انصافهم.
إنهم رجالات الوطن المخلصون الذين يرفِدون خزينة بلادنا بتحويلاتهم المليارية، التي بلغت خلال ثلثي عامنا هذا، 2251 مليون دولار.
وللأمانة والانصاف، فهم يشكون من ظلم بلادهم، التي لا تقدم لهم إلا حسب «همة و شيمة» سفرائنا ودبلوماسيينا في الخارج، الذين اعتبرُ سفيرَنا في المحروسة مصر معالي أمجد العضايلة، نموذجَهم الفاخر، مع انحيازي إلى وتأكيدي على أنّ غالبية دبلوماسيي الأردن فاخرون.