زاد الاردن الاخباري -
التقى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، الثلاثاء، في الديوان الملكي الهاشمي، عددا من وجهاء وممثلي هذه المناطق؛ لمتابعة مطالبهم واحتياجات مناطقهم.
واستهل العيسوي اللقاء، بالتأكيد على اعتزاز جلالة الملك بجميع أبناء البادية الجنوبية، المشهود لهم دائما بمواقفهم المشرفة، ودورهم الكبير في مسيرة بناء الوطن وحفظ أمنه واستقراره.
وقال العيسوي، في كلمة له، إن هذا اللقاء جاء بتوجيهات ملكية مباشرة، لاستكمال الحديث حول أولويات ومطالب واحتياجات البادية الجنوبية، التي ستجري دراستها ومتابعتها وتحديد مجموعة من الأولويات التي من الممكن البدء بتنفيذها حسب الإمكانات، وبما ينسجم مع خطط الحكومة وبرامجها، إذ سيقوم الديوان الملكي الهاشمي بمتابعة جميع الطلبات والأفكار والمقترحات مع الحكومة والجهات المعنية الأخرى.
وأوضح أن جلالة الملك يؤكد دائما أهمية تخفيف الضغوط المعيشية عن المواطن، خاصة مشكلتي الفقر والبطالة، وأن جلالته يسعى إلى توفير الحياة الكريمة وضمان الأمن والاستقرار للمواطن، والتوجيه المستمر بضرورة استغلال الفرص لتنفيذ المشاريع والبرامج التنموية، بما يضمن التوزيع العادل لمكتسبات التنمية.
وأشار العيسوي إلى تأكيد جلالته بضرورة استغلال ما تتمتع به البادية الجنوبية من مقومات اقتصادية كبيرة، خاصة في مجال الزراعة والثروات المعدنية والسياحة، بالشكل الأمثل بما ينعكس إيجابا على أبناء البادية، وتوفير فرص العمل للشباب.
وتابع "ومن هذا المنطلق جاءت المبادرة التي أعلن عنها جلالة الملك، والمتمثلة بالمشروع الزراعي في البوادي الثلاث الجنوبية والوسطى والشمالية" موضحا أن البدء سيكون بتسعة آلاف دونم، بواقع 3 آلاف دونم لكل بادية، على أن يجري التوسع في ضوء نجاح المشروع ليشمل 36 ألف دونم، بواقع 9 آلاف دونم لكل بادية في المراحل المقبلة.
وأشار العيسوي إلى أنه جرى استكمال الإجراءات المطلوبة لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، كما جرى تحديد المواقع المستهدفة وأجريت الفحوصات الفنية اللازمة للمياه والتربة، وسيجري البدء بالتنفيذ قريبا، بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية ومؤسسة "الحق" والوزارات المعنية، وبمتابعة مستمرة من الديوان الملكي الهاشمي.
وبين أنه سيجري تقسيم المشروع إلى وحدات زراعية وتوزيعها على الأسر المستفيدة وفق معايير معينة، في حين ستجري عملية الزراعة حسب الخطة والأجندة الزراعية المعتمدة، بهدف زراعة المحاصيل المناسبة للمنطقة، وحسب احتياجات السوق، حيث ستتولى مؤسسة "الحق" إدارة وتشغيل المشروع بما في ذلك تدريب المستفيدين، ونقل الخبرة والمعرفة لهم.
وأكد العيسوي أن المبادرات الملكية، وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك، مستمرة، لافتا إلى أنه جرى الإعلان عن حزمة من مشاريع المبادرات الملكية، خلال شهر شباط/فبراير الماضي؛ لخدمة أبناء وبنات البادية الجنوبية.
وشملت المبادرات التي جرى الإعلان عنها: إنشاء 200 وحدة سكنية جديدة للأسر العفيفة في مختلف مناطق البادية الجنوبية، وإنشاء مصنعين في البادية الجنوبية ضمن مبادرة الفروع الإنتاجية، أحدهما في وادي عربة سيوفر قرابة مئتي فرصة عمل، وسيجري توقيع الاتفاقية مع المستثمر قريبا، والمصنع الثاني في الجفر، وجرى توقيع الاتفاقية مع المستثمر لإنشاء مشروع زراعي، والذي سيوفر قرابة 60 فرصة عمل، إلى جانب إنشاء مركز لرعاية ذوي الإعاقة في وادي عربة، واستكمال ملعب المدينة الرياضية في العقبة، وإنشاء ملعب خماسي في منطقة السلطاني.
وقال العيسوي، إن جميع هذه المشاريع جار العمل على تنفيذها بالتنسيق مع الجهات الحكومية، ووفق خطة زمنية محددة وبمتابعة من الديوان الملكي الهاشمي، مؤكدا أن التركيز خلال المرحلة المقبلة سيكون على المشاريع الإنتاجية خاصة الزراعية والمصانع التي توفر فرص العمل.
وأكد وجهاء وممثلو البادية الجنوبية، أهمية زيارات جلالة الملك عبد الله الثاني إلى مناطق البادية، مثمنين زيارات جلالته إلى البادية الجنوبية، التي كان آخرها الأسبوع الماضي، والتي تجسد حرص جلالته على التواصل المستمر مع أبناء وبنات المنطقة؛ للوقوف والاستماع إلى احتياجاتهم ومطالبهم.
وقدم المتحدثون، خلال اللقاء، مقترحات من شأنها الحد من مشكلتي الفقر والبطالة ودفع عجلة الاقتصاد والتنمية في المنطقة، من خلال استغلال الموارد الطبيعية والثروات المتنوعة في المنطقة، لاسيما في مجالات الزراعة والتعدين والسياحة والطاقة.
ولفتوا إلى التحديات التي تواجه أبناء مناطق البادية الجنوبية في تنفيذ العديد من المشاريع من حيث توفير البنى التحتية وتخفيض أسعار الكهرباء والمياه، وضمان التوزيع العادل لمكتسبات التنمية التي تركز في مجمل خدماتها على مراكز المحافظات التي تتبع لها مناطق البادية.
وأشار المتحدثون إلى أهمية تعزيز الدور المجتمعي للشركات العاملة في مناطق البادية الجنوبية من خلال توفير فرص تشغيل لأبناء وبنات المنطقة، بعد إخضاعهم للتدريب المطلوب، لافتين إلى ضرورة إحلالهم بديلا عن العمالة الوافدة، خصوصا وأن هنالك من لجأ إلى التعليم الحرفي والمهني للالتحاق بتلك الشركات، إلى جانب ضرورة زيادة اهتمام المؤسسات التي تتبع لها مناطق البادية بعملية التطوير والتحديث.
وأكدوا أهمية جذب الاستثمار المحلي والأجنبي في قطاعات التعدين، لما يتوفر فيها من مواد تعدينية تشكل نقطة جذب استثماري، والاهتمام بالصناعات الإنتاجية الأخرى ومشاريع ريادية الأعمال والاستفادة من مشاريع الطاقة المتجددة، ومنح المزارعين أسعارا خاصا في مجال الكهرباء والمياه، ودعم الجمعيات التعاونية والزراعية.
وطالب المتحدثون بضرورة توسيع مظلة الرعاية الصحية من خلال إنشاء مستشفى في وادي عربة وإعادة تأهيل مراكز صحية، وترفيع أخرى من أولية إلى مراكز صحية شاملة، ورفدها بالكوادر الطبية والأجهزة والمستلزمات والأدوية الطبية.
وأشاروا إلى أهمية توفير المياه بأسعار عادلة لتنفيذ المشاريع وزيادة الرقعة الزراعية، التي تحتاج إلى كميات مناسبة من المياه، وإعادة تأهيل الآبار الارتوازية المرخصة، إلى جانب توفير خدمة الكهرباء للمناطق والقرى في الأطراف.
ودعا المتحدثون إلى إيلاء قطاع التعليم الرعاية والاهتمام من حيث صيانة المدارس وإنشاء مدارس أخرى، إلى جانب تأمين وسائط نقل لطلبة المدارس والجامعات القاطنين بعيدا عن مراكز المناطق.
وشددوا على أهمية تمكين المرأة في مختلف المجالات ودعم المشاريع الإنتاجية المتنوعة التي تديرها سيدات، إضافة إلى تمكينهن سياسيا واقتصاديا.
وعلى الصعيد السياحي، اقترح المتحدثون إقامة مسارات ومخيمات سياحية في المناطق الجاذبة للسياح، بما ينعكس إيجابا على توفير فرص تشغيلية لأبناء المنطقة، مثل وادي عربة والحسينية والجفر.
وفي ختام اللقاء، أكد العيسوي أن جميع المطالب والمقترحات التي جرى التطرق إليها ستجري متابعتها ودراستها مع الجهات الحكومية والمعنية.
وحضر اللقاء مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر عاطف الحجايا، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء إبراهيم الجازي، ومحافظ معان فيصل المساعيد.