فايز شبيكات الدعجه - هل يعقل انه لم يتم القبض على اي من مجرمي المخدرات خلال الايام الماضية رغم ان المملكة غارقة بالمادة القاتلة!؟.
ورغم ان انتشارها على هذا النحو المروع اصبح شغل جلالة الملك عبدالله الثاني الشاغل ومتابعته المستمرة، والتي كان آخرها تشديد جلالته خلال لقاءة يوم امس الاثنين مجموعة من المتقاعدين العسكريين في نادي ضباط إقليم الشمال على أهمية بذل مزيد من الجهود في محاربة آفة المخدرات.
اظن ان المرجعيات العليا لاحظت او ستلاحظ الظهور المفاجيء لحالة انحسار عمليات المكافحة .
خلال الايام الماضية فتشنا كل وسائل الاعلام وسيلة تلو وسيلة، ولم نعثر على اي خبر يتصل بالمداهمات او الانشطة التى كانت تتواصل على مدار الساعة لملاحقة وضبط المتعاملين بالمادة وتقديمهم الى القضاء.
لو نفذت عمليات قبض لتم الاعلان عنها في حينه جريا على العادة اليومية المتبعة لطمأنة المواطنين ورفع معنويات العاملين وردع التجار والمهربين، وهي اشارة تحذيرية خطرة تظهر لاول مرة على تابلو المكافحة لفتت انتباه المتابعين، وتشير الى وضع استرخاء وفتور طاريء تم رصده في الحال، وبحاجة لفحص ومعالجة فورية عاجلة من قبل المرجعيات الاعلى.
استراتيجية المكافحة راسخة وتنفذ ضمن خطط على غاية من الدقة والاتقان، وجرت صياغتها ببراعة ووضعها موضع التنفيذ، واسفرت عن نتائج مثمرة ما يستوجب صيانتها وحمايتها من محاولات التلاعب والعبث باي ذريعة او تحت اي غطاء .
مرور ايام دون الاعلان مداهمات رغم تزاحم المروجين في سوق المخدرات وتدافع المدمنين لشرائها يدل على بداية مؤسفة لتذبذب الاجراءات وتقلبها، وهو تقلب مرفوض وطنيا.
قبل الوقوع بحالة الفتور شهدت أرجاء المملكة حركة أمنية نشطة للقبض على المطلوبين وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة المعبأة والمجهزة للبيع والترويج وكانت تحظى تلك العمليات النوعية الجليلة بمباركة شعبية وتوحد الموقف المجتمعي حيالها.
انحسار جهود المكافحة مؤسف، خاصة وان العمليات مرت ضمن الاستراتيجية بسلاسة وهدوء، وانجزت باحترافية متقنة بعد تتبع ورصد وجمع المعلومات حول الأشخاص المستهدفين.
وهنا لا بد من الاشارة الى ان الاعلان اليوم عن ضبط قضتي مخدرات في الرمثا والمفرق بعد توقف لفترة طويلة لا يكفي.
فماذا عن بقية المحافظات الكبرى الاكثر تأثرا مثل عمان واربد والوسط والجنوب المملوءة بالمخدرات والتي تشهد حركة تعاطي وترويج نشطة على مدار الساعة... هل توقفت اعمال المكافحة هناك.... ما هذا التحول الغريب!؟