أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
هؤلاء شيطنوا البلد
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هؤلاء شيطنوا البلد

هؤلاء شيطنوا البلد

26-10-2022 06:34 AM

خذ، لك ..استطلاعان في اقل من أسبوعين، أحدهما ينزع من الحكومة، ومعها معظم مؤسساتنا العامة، ثقة معظم الأردنيين بها، والآخر يصك ثقة باسم أغلبية النواب، ممثلي الشعب، تجاه الحكومة. سواء أكانت الأرقام صحيحة أم لا، فإن الرسالة واضحة، وهي العبث في مزاج الأردنيين، والتشكيك بمؤسساتنا، و إبقائنا في دائرة السواد العام .

إن لم تكن هذه هي الرسالة، فكيف يمكن أن نفهم معادلة لا ثقة من الأردنيين، مقابل ثقة كبيرة ممن يمثلونهم، وحتى لو كان ذلك صحيحا في إطار تحولات السواد العام الذي استغرقنا فيه جميعا، فلمصلحة من ننهش الحكومة من جهة، ثم ننهش مجلس النواب من جهة أخرى، وبعد ذلك نجمع الطرفين، ‏الحكومة والنواب، في كفة واحدة ضد المجتمع الذي افرزهم، وكأننا في جولة استعداء، يضرب بها كل طرف الآخر، والخاسر نحن جميعا، الدولة والمجتمع معا .

هل يحتاج النواب لمن يستفتيهم عن الحكومة، فالأطر الدستورية تضمن ما يلزم من قنوات لضبط العلاقة بين السلطتين، وتمكين النواب من مساءلتها أو محاسبتها، ثم ما الذي تغير على امتداد السنوات الماضية على صعيد استطلاعات الرأي ‏في مواسم تقييم الحكومات ؟ مع ذلك ما زلنا نمارس «الخفة» السياسية ذاتها، دون أن نسأل أنفسنا عما يجب أن نفعله (لا ما نقوله فقط ) لإصلاح أحوالنا، وإعادة عقارب ساعتنا الوطنية لدورتها الطبيعية، حيث الزمن الأردني المزدحم بالاعتزاز والإنجاز .

مجرد لحظة صدق أمام النقاشات التي أعقبت الاستطلاعين، وحركات اللاعبين السياسيين على مسرح اللامعقول بحثا عن انتصارات وهمية، ستكشف لنا جميعا أننا مازلنا «نعلك» ذات المقولات والأرقام والذرائع، ومازلنا نجلد أنفسنا و مؤسستنا، ونلعن بعضنا بعضا، ثم نتفرج على مجتمع اصبح مقسوما يلهث خلف المجهول . يا سادة نحن جميعا، الحكومة والنواب والمؤسسات ‏والنخب، شركاء فيما وصلنا إليه، لا يمكن لأي طرف وحده أن يغير المشهد القائم، ولا يمكن لمثل هذا الاستقطاب والاستقواء أن يدفعنا إلا لمزيد من الخسارات .

لابد أن نتحرك في دائرة الإنصاف والمعاذرة وتقدير الإمكانيات، لرؤية الصورة من كافة زواياها، لأن استطلاعات المكاسرة والشيطنة والمجاملة لن تسعفنا أبدا باستدعاء ما يلزم واقعنا من حلول عاجلة او عميقة، كما أن الاتهامات المتبادلة ستوسع شقة خلافاتنا ‏، لدينا أخطاء كثيرة، ولدينا تحديات، ولدينا امكانيات، فلنجرب -ولو لمرة واحدة - أن نخرج من حلبة الصراع على جراحاتنا إلى دائرة البحث عن المشتركات، وما أكثرها، فلن يبقى لدينا ما نختلف عليه إذا حولنا بلدنا إلى «كومة خراب» لا قدر الله .

بقي لدي كلمة أخيرة، معظم ما يطفوا على سطحنا السياسي من نقاشات واستطلاعات، و تبادل اتهامات، وتكسير مجاديف الناس والمؤسسات، يدور في فلك نخب لا يتجاوز عددها ‏الفا او ألفين، أو ربما خمسة، تعبث بمشاعر الملايين، وتحدد خيراتهم، وتحقن شرايينهم بالحقد والكراهية، تارة باسم الهجوم على الحكومة، أو النواب، وتارة باسم الدفاع عن الدين والوطن والناس، فيما الحقيقة أن هؤلاء الذين تحركهم نوازع المصالح والانتقام وتصفية الحسابات، يدافعون عن انفسهم فقط، ولو على حساب شيطنة البلد ..كل البلد.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع