زاد الاردن الاخباري -
مع سيطرة القوات الأوكرانية على مدينة خيرسون الساحلية هذا الأسبوع، أرسل حكام المدينة الموالون للكرملين فريقا إلى كاتدرائية حجرية تعود إلى القرن الـ18 في مهمة خاصة، لسرقة عظام الأمير غريغوري ألكسندروفيتش بوتيمكين.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير إن بوتيمكين له أهمية لدى الطامحين إلى استعادة الإمبراطورية الروسية، إذ كان الأمير أقنع حبيبته، كاثرين الكبرى، بضم شبه جزيرة القرم في عام 1783.
وسعى مؤسس خيرسون وأوديسا، إلى إنشاء "روسيا الجديدة"، وتمتد سيادتها عبر ما يعرف الآن بجنوب أوكرانيا على طول البحر الأسود، وفق التقرير.
وعندما غزا الرئيس فلاديمير بوتين أوكرانيا في فبراير بهدف استعادة جزء من إمبراطورية مفقودة منذ فترة طويلة، استحضر رؤية بوتيمكين، بحسب الصحيفة.
وتنقل "نيويورك تايمز" أنه بعد فشل جيش بوتين في زحفه نحو أوديسا وبات مهددا بالطرد من خيرسون، أصبحت خططه الكبرى في خطر. ولكن بين الموالين للكرملين، لا يزال الاعتقاد في ما يعتبرونه إمبراطورية روسيا الشرعية عميقا.
ولذلك، يقول التقرير، نزل فريق إلى سرداب داخل كاتدرائية سانت كاترين للوصول إلى رفات بوتيمكين، ولم يخف وكلاء الكرملين السرقة، وقال رئيس منطقة خيرسون المعين من قبل روسيا، فلاديمير سالدو، إن رفات بوتيمكين نقل من المدينة، إلى موقع غير معلوم شرقي دنيبرو، مع اقتراب القوات الأوكرانية.
وقال سالدو في مقابلة بثها التلفزيون الروسي "نقلنا إلى الضفة اليسرى رفات الأمير المقدس التي كانت في كاتدرائية سانت كاترين". "لقد نقلنا بوتيمكين نفسه"، بحسب الصحيفة.
وأكد نشطاء أوكرانيون محليون، وفق التقرير، أن الكنيسة قد نهبت وأنه تمت إزالة تماثيل لأبطال روس مبجلين إلى جانب العظام.
ويشير التقرير إلى أن نهب قبر بوتيمكين هو جزء من جهود روسيا لطمس الهوية الأوكرانية، ودمرت القوات الروسية ونهبت بشكل منهجي الكنوز الأوكرانية، بما في ذلك الكنائس الأرثوذكسية والمعالم الوطنية ومواقع التراث الثقافي.
وأرسل الروس والموالين لهم متخصصين لسرقة الآثار الذهبية من الثقافة السكيثية التي يعود تاريخها إلى 2300 عاما، وحتى 24 أكتوبر، وثقت اليونسكو، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، الأضرار والدمار في أكثر من 200 موقع ثقافي، وفق التقرير.
ويخلص التقرير إلى أنه ليس من الواضح أين الرفات الآن أو ما الذي يخطط الكرملين لفعله، ويتوقع المؤرخ الأوكراني، سيمون سيباغ مونتيفيوري، أن ينقل رفات بوتيمكين إلى روسيا، للاستغلال في الدعاية للقومية المتطرفة.
ومنذ بداية سبتمبر، يتقدم الجيش الأوكراني تدريجا في هذه المنطقة التي ضمتها موسكو نهاية الشهر المذكور، علما أنها لا تسيطر سوى على جزء منها.
ودفعت الانتصارات الميدانية للجنود الأوكرانيين السلطات الموالية لروسيا إلى الطلب من السكان المدنيين مغادرة مساكنهم والعبور نحو الضفة اليسرى لنهر دنيبرو.