زاد الاردن الاخباري -
فُقد الاتصال فجأة بين الطالبة وعد ووالدها، وسط مناشدة وصراخ وطلب أخير بالمسامحة، هكذا كانت اللحظات الأخيرة في حياة وعد اللفتاوي التي رحلت ضحية حادث سير مروع تعرضت له الحافلة التي تقل طلبة جامعة خاصة في الزرقاء.
والد وعد روى تفاصيل اللحظات الأخيرة المثيرة للحزن في حياة ابنته، التي كانت على خطوات من التخرج بتخصص الصيدلة، إلا أن القدر كان أسرع من الحلم والطموح.
وفي التفاصيل التي رواها والدها المكلوم على فراق ابنته، فإن وعد كانت موفية لوعدها بعدم قطع الصلاة وقراءة الأذكار الصباحية، إذ يقول: ”
صحيت من النوم كانت الساعة 4 تقريبا لقيت وعد صاحيه وبتصلي قيام الليل وبتجهز حالها لصلاة الفجر.. وهاد حالها كل يوم ولله الحمد، نزلت على صلاة الفجر وبعد ما رجعت لقيتها بتقرأ الورد اليومي من القرأن يلي تعودت عليه.. وعد كانت تطلع علي بنظرات عمري بحياتي ما شفتها منها وكانت تبتسم بابتسامه بتشرح الصدر بنتي وبعرفها.
وأكمل والدها “طلعت على جامعتها لتكمل طريق حلمها يلي بلشت فيه وللعلم وعد درست جامعة تخصص كيمياء ونجحت وتخرجت ولانها بتحب العلم والدراسة اعادت دراستها ودرست تخصص صيدلة وما كان باقي الها لتحقق حلمها إلا اشهر معدودة”.
وأضاف “نزلت وعد على جامعتها وانا نزلت على شغلي. بعد الظهر اجاني اتصال من وعد لو بعيش قد عمري مرتين ما بنسى هادا الاتصال. حرفيا يلي صار”:
الاب: ألووو
وعد: الو يابا انا عملت حادث بباص الجامعة بدي منك تسامحني يابا
الاب: الو وعد انتي وين شو بتحكي شو مالك فهميني
وعد: انا عملت حادث بباص الجامعة والحديد هجم علي سامحني يابا سامحني يابا
*قطع الاتصال
الاب : الووووو الوووو يابا هيني جايكي
وزاد “رحت ما بعرف كيف وصلت مكان الحادث بدور على بنتي سألت عنها حكولي شباب الدفاع المدني انهم طلعوها واسعفوها لمستشفى الزرقاء. كمان ما بعرف كيف صرت بالمستشفى بس للأسف كانت وعد لسا تحت الحديد وانا بدور عليها بالمستشفى بين الطلاب المصابين وكنت انادي عليها يا وعددددد يابا يا وعد على أمل انها تسمعني وترد عليه بس وعد كانت بتنزف كل دمها تحت ركام الحديد يلي كان مخترق كل احشائها”.
وعد بنتي ماتت وهي شايفة حالها بتموت ضلت ما يقارب الساعتين ونص محشوره بين الحديد وبتنزف.
بعدها وصلت وعد على المستشفى وكانت حالتها يرثى لها والدم معبي بطنها ومعها نزيف داخلي بكل جسمها .
بنتي وصلت المستشفى متوفية وضحكو علي وحكولي دخلوها عالعمليات بس عالفاضي البنت ميته.
بعد ربع ساعة من وصولها طلع الضابط من غرفة الانعاش بيسأل: مين مع وعد؟
للحظة تأملت وقلت هسى بحكيلي انها بخير لكن للأسف
حكى: وعد ماتت
رديت عليه وحكتله انا زلمه مؤمن بقضاء الله وقدره وإنا لله وانا اليه راجعون.. اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها….
الله يرحمك ويغفرلك ياوعد”.
هكذا كانت اللحظات الأخيرة المؤلمة والحزينة من عمر الطالبة الراحلة وعد، ولحظات عاشها الأب لم ينساها طوال حياته.