زاد الاردن الاخباري -
يبدو أن التعليق الدائم الذي فرضته شركة تويتر على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أصبح الآن محل شكوك، بعد استحواذ إيلون ماسك على منصة التواصل الاجتماعي.
وكان ترامب قد انتقد تويتر عندما حُظر من استخدامه في قرار يفترض أن يستمر مدى الحياة، بعد أعمال الشغب في مقر الكونغرس الأمريكي، ما جعل ترامب يرفع دعوى قضائية ضد تويتر، منتقدا ما وصفه بأنه "رقابة" من جانب المنصة.
وقال ماسك، المالك الجديد للمنصة، في تغريدة على تويتر إنه سيشكل "مجلسا" يتخذ قرارا بشأن الحسابات المحظورة. ولكن إذا أتيحت أمام ترامب فرصة للعودة إلى المنصة، ربما تتوقع أنه من المنطقي عودته إليها دون تفكير.
ففي النهاية، مثل إيلون ماسك، يحب الرئيس الأمريكي السابق تويتر. وبالنسبة لترامب، كانت هذه طريقته في التواصل المباشر مع الناخبين، متجاوزا وسائل الإعلام التقليدية.
ومن المفارقات، أنها كانت أيضا وسيلة لجذب انتباه وسائل الإعلام. جملة "لقد غرد" كانت تسمع بصورة متكررة في غرف الأخبار حول العالم.
لكن الزمن تغير. وهناك الآن عدة أسباب تبرر عدم عودة ترامب إلى تويتر.
أولا، لأنه يمتلك الآن ويدير منصة تواصل اجتماعي خاصة به، ومعروفة باسم "Truth Social"، التي تشبه تويتر تماما، وتسمح للأشخاص بنشر "الحقائق"، ولذا لديه مصلحة مالية مباشرة في نجاح الشركة، وفق "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي).
وإلى حد بعيد، فإن أكبر رصيد تمتلكه Truth Social هو دونالد ترامب ذاته.
ولن يتقاضى دونالد ترامب أي سنت مقابل التغريد على تويتر. لكن يمكنه أن يستفيد بشكل كبير إذا أصبحت Truth Social منصة رئيسية، وفي الوقت الحالي شركته ليست كذلك.
وفقا لشركة تحليل التطبيقات Sensor Tower تم تحميل تطبيق Truth Social حوالي 92000 مرة فقط الشهر الماضي، بينما تم تحميل أكثر من 14 مليون مرة لتطبيق تويتر خلال الفترة ذاتها، ويمثل ذلك معدل نمو ضئيل لمنصة ترامب للتواصل الاجتماعي، ولكن إذا كان لدى Truth Social فرصة في النمو، فيجب أن يكون ترامب موجودا - وهذا على وجه الحصر.
ومن المفيد توضيح سبب عدم قول ترامب، في بيان صادر عنه، إنه يفكر في العودة إلى تويتر، لكن المال ليس هو الاعتبار الوحيد لترامب ومستشاريه، فهناك أيضا رأي مفاده أن ترامب خارج تويتر أفضل لاستطلاعات الرأي الخاصة به.
وتقول هذه الفرضية إن تويتر خدم ترامب بشكل جيد عندما كان يؤسس نفسه.
لكن الآن، هل يحتاج ترامب إلى تويتر؟
يعتقد بعض الجمهوريين أن المواطنين ربما تشبعوا من ترامب - بسبب إفراطه في التغريد - وأن التصريحات والمزاعم الجامحة التي تجذب انتباه الناس يمكن أن تصرف الانتباه عن نقاط النقاش المهمة للجمهوريين.
وحتى لو أراد ترامب العودة، فيبدو أنه من الممكن الآن ألا يُفتح الباب أمامه.
وفي تغريدة نشرت الجمعة، قال إيلون ماسك إن "مجلسا" سيقرر ما إذا كان بإمكان المحظورين العودة للمنصة.
ويشبه ذلك إلى حد كبير مجلس الرقابة على فيسبوك، الذي اتخذ قرارا بحظر ترامب من على المنصة لمدة عامين (يحتاجون إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان بإمكانه العودة في يناير/ كانون الثاني المقبل).
ومن المحتمل أن يقرروا استمرار حظر ترامب.
يبرع كل من ترامب وماسك في استخدام تويتر. لكن من الصعب أيضا التنبؤ بأي منهما.
وكل ما نعرفه هو أن دونالد ترامب سوف يغرد بسعادة في أي وقت من الأوقات.
ولكن هناك الكثير من الأسباب للاعتقاد بأنه لن يعود لاستخدام المنصة المفضلة لديه قريبا.