زاد الاردن الاخباري -
ظهرت خلال الساعات القليلة الماضية المزيد من أشرطة الفيديو التي يتحدّث فيها متقاعدون أمنيون أردنيون عادوا مؤخرا من قطر بعد قرار بابعادهم جميعا ومنحهم مكافآت مالية وتذاكر سفر إثر إشكالية أثارت عاصفة من الجدل لها علاقة بما سمي قضية قوة الواجب الأردنية في قطر.
وكانت تلك القضية قد أثارت زوبعةً من الجدل والنقاش والتجاذب وفي أشرطة فيديو تم تبادلها على نطاق واسع ظهر متقاعدون عائدون يتحدّثون عمّا حصل ويعتبرون أن دولة قطر لم تُقصّر معهم و يشيدون بها ويتمنّون لها التوفيق مع التاكيد على ان قلة قليلة من مواطنيهم هي التي تسبّبت بقطع أرزاق عائلات أردنية واثارت مشكلة لم تكن مبررة إطلاقا عبر المطالبة بمخصصات وحوافز مالية في ظرف حساس خلافا لشروط العقد الذي وقعته معهم الشركه التي نقلت قوة الواجب من المتقاعدين الذين تم التعاقد معهم بمعزل عن السلطات الأردنية الرسمية.
وفي أحد مقاطع الفيديو يتحدث متقاعد عائد مؤخرا من الدوحة مهند الزعبي عن ظهور بلبلة.
وتحدّث متقاعد آخر عن مراسلات على مجموعات واتس آب مجهولة وغامضة بين المتقاعدين أثارتهم وعن عملية تصوير جرت لبعض الاضطرابات والمطالبات والوقفات الاحتجاجية تم تداولها عبر منابر المعارضة الخارجية على نحو مفاجئ، الأمر الذي يشير الى بلبلة لم تكن مبررة على الاطلاق وظهر متقاعدان ايضا تحدث كل منهم في نفس الأشرطة عن شعوره بالاسف بسبب ما حصل مع الاشارة إلى أن قلة قليلة من الاردنيين انفعلوا في توقيت غريب وخلافا للاتفاقيات الموقعة معه وطالبوا بحوافز مالية من وفد قطري رسمي، الأمر الذي ألهب المشاعر وظهرت شائعات دفعت باتجاه حصول مشكلة وعبر المتقاعدون مجددا عن قناعتهم بعدم وجود ما يستوجب توجيه الملامة للجانب القطري بطريقة أو بأخرى معبّرين عن أسفهم تجاه تصرفات بعض المتعاقد معهم من مواطنيهم المحليين والتي نتج عنها التسبب بإشكالية.
وظهرت مثل هذه الإقرارات فيما تمتنع الحكومة الأردنية عن التعليق على مجريات ما حصل في قطر تحضيرا للواجبات الأمنية المرتبطة بمونديال كأس العالم.
لكن الأزمة تتفاعل خلف الستارة والكواليس وظهرت خلال اليومين الماضيين بوادر محاولة أردنية رسمية مع الدولة القطرية باحتواء الموقف وعدم التوسّع في الحديث عنه واعتباره مشكلة في العلاقات بين البلدين.
ويبدو أن الجانب القطري يظهر مرونة هنا فيما لم توجه الحكومة الأردنية أي لون من أي نوع للدوحة بعد قرار مفاجئ ومباغت بترحيل وتفسير نحو 6000 اردني تم التعاقد معهم وبعد 20 يوما فقط من موجبات اتفاق العقد وواجبات تستمر لثلاثة أشهر، الأمر الذي اثار عاصفة من الانزعاج وسط الأردنيين أعقبت حالة تبادل للاتهامات خصوصا في اوساط المتقاعدين العسكريين أنفسهم.
ومن المرجّح أن زيارة وفد أمني أردني رفيع المستوى قبل عدّة أيّام وإجراء مشاورات مع مسؤولين امنيين قطريين تصب في اتجاه احتواء هذه الاشكالية مع إعلان الأردن وإبلاغ القطريين رسميا باسم مديرية الأمن العام بأن الأجهزة الأمنية الأردنية تقف خلف قطر في مساندة إقامة المونديال، وأنها مستعدّة لتغطية أي احتياجات قطرية في هذا السياق.
وهو ما اعتبر رسالة مودّة إيجابية من الجانب الأردني على أمل فتح صفحة جديدة وترك ما حصل خصوصا وإبعاده عن التجاذبات الإعلامية بصفة حصرية ويفترض أن ذلك يحدث بالتوازي مع مُحاولات أردنية مبكرة لاجراء تحقيق داخلي فيما حصل خصوصا وأن أعضاء في البرلمان وجّهوا أسئلة للحكومة ومنهم النائب الإسلامي الشيخ أحمد القطاونة الذي وجّه أربعة أسئلة عن رئاسة البرلمان لرئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة.