الانتخابات الاسرائيلية اعلن عن نتائجها النهائية بفوز نتنياهو وحلفائه المتطرفين.
وبدأ نتنياهو في هندسة حكومته، ويتوقع ان يواجه في تشكيل الحكومة كثيرا من المشاكل والعراقيل .
وحلفاء نتنياهو لاول مرة يدخلون في حكومة، وشهيتهم عطشى الى السلطة، وخصوصا حزب «الصهيونية الدينية «.
و يرشح الحزب قيادات سياسية دينية لمناصب حساسة في الوزارات والمؤسسات.
و برز اسم ايتمار بن غفير من الشخصيات اليهودية المتطرفة وترشيح تعيينه وزيرا في حكومة نتنياهو فتح جدلا واسعا، وسؤالا، الى اين ستذهب اسرائيل في تطرفها الديني والسياسي ؟
نتائج الانتخابات الاخيرة جاءت لتكشف عن ازدهار الفاشية الاسرائيلية. وتوزير بن غفير قد يلقى بظلاله على العلاقة الاسرائيلية / الامريكية، وفيما تخشى واشنطن ان يتسلم متطرفون وزارات سيادية وحساسة.
وستكون عودة نتنياهو بداية جديدة لمزيد من التصعيد الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوتير العلاقة مع الاردن، واحياء لاحلام نتنياهو في صفقة القرن المشؤومة مع الرئيس الامريكي الاسبق ترامب.
بالطبع، ثمة مغريات اقليمية كثيرة تدفع نتنياهو الى نهج التطرف والتصعيد، واحياء احلامه مرة اخرى في القدس واعلان يهوديتها، وضم الاغوار والجولان، وتمزيق الضفة الغربية بالاستيطان السرطاني.
الضفة الغربية على وشك انتفاضة ثالثة، والمقاومة وخيارها تتعمق يوميا، ولم يبق امام فلسطينيي الضفة سوى خيار الاشتباك والتصعيد، واليمين المتطرف الاسرائيلي شهيته تسيل لتصعيد عدواني مع الفلسطينيين.
و بينما السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله تعيش وتنازع بلا امل، والفلسطينيون فقدوا الثقة، وانعدمت امامهم اي خيارات لتغيير واصلاح في مسار نهج السلطة وادارتها، وتقويمها سياسيا، وفي ظل ضغوط ومتغيرات توكد ان فلسطينيي الضفة وقطاع غزة في طريقهم للبحث عن بديل لرام الله وسلطة الامر الواقع، والتنسيق الامني مع اسرائيل.
ما بعد الانتخابات الاخيرة يبدو ان التيار اليميني المتطرف سيحقق مكاسب سياسية كبرى، وان بن غفير المتطرف الابرز وحليف نتنياهو يحلم في خلافة الاخير في رئاسة الحكومة.
صوت اليمين المتطرف سوف يعلو في اسرائيل.. ونتنياهو لم يخرج حتى الان من سرديته في كتابه الشهير «مكان تحت الشمس «، ونظريته «مصائب قوم عند قوم فوائد «.. وعرف نتنياهو وجنرالات اسرائيل كيف يوظفون مواطن الضعف والانقسام والفرقة والاخفاق في جوارهم الاقليمي والعربي ليصنعوا منها مغامرة لتفوق سياسي وعسكري اسرائيلي، ولو كانت بالدم والاف الضحايا.
اردنيا، العقل الرسمي يحس ويستشعر بحجم التهديد الجديد بعد عودة نتنياهو. وبلا شك ان ثمة سيناريوهات سيئة قادمة في العلاقة الاردنية / الاسرائيلية. والعودة الى صفقة القرن وتفعيل مفرداتها واستغلال الظروف الاقليمية والدولية الساخنة لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، واكمال نضوج فصول الاسطورة الاسرائيلية.
واكثر ما يخشى اردنيا ترانسفير فلسطيني ثالث، ومع العلم ان حل الدولتين مع نتنياهو ذهب مع الريح واتفاقيات السلام عرضة اكثر لعدم الاحترام والالتزام اسرائيليا. اليمين اليهودي مؤمن بيهودية الدولة، وتفريغها من السكان الفلسطينيين وترحيلهم، وان اسرائيل التوراتية تقوم وتحيا بتهويد الارض «الجغرافيا « والسكان.
سيناريوهات اليمين الاسرائيلي هي مجرد معطلة او قيد المناورة او تأخر تنفيذها على الارض.. ولطالما تحدث متطرفو اليمين بصوت عال وصراحة وعلى المكشوف بسياسات تمييز وعنصرية ومتطرفة عن حلمهم الاسطوري التوراتي في اسرائيل الكبرى .