لا مفاجآت في فوز الليكود بالانتخابات الإسرائيلية مع تحالف معسكر أقصى اليمين (اليمين المتطرفة) في دولة الكيان الاسرائيلي، والتي تعود بعد 18 شهرا إلى السلطة لتشكيل حكومة يمينية بالكامل وهي الحقيقة الثانية التي يفترض أن لا تكون مفاجئة أيضا ، وبالتالي فإن النتائج ستفرز استقرارا سياسي عجزت عنه اربع انتخابات سابقة خلال العامين الماضيين .
الأحزاب اليمينية الفائزة (حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، وحزب الصهيونية الدينية بزعامة رأسين ايتمار بن غفير وبتسليئيل سموتريتش، وحزبي المتدينين شاس ويهدوات هتوراة )خلال الدعاية الانتخابية قدموا لغة خطابية معادية للعرب ودعوة إلى ترحيل المواطنين أو السياسيين العرب «غير المخلصين» ، ومجاهرة نتنياهو بأنه يريد ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية إلى إسرائيل وهو ما اكسبهم شعبية انعكست على نتائج الانتخابات ، وجاءت برامجهم متفقة في جوهرها مع خلافات اجرائية في جزئياتها تقريبا .
الصفيح الذي يسخن تدريجيا مع هذه النتائج ونجاح التحالف لتشكيل الحكومة ، تستشعره في الإقليم وعواصم القرار العالمية ،ففي الإقليم حسابات السلطة الوطنية الفلسطينية تبدو معقدة في ظل تجارب 12 سنة قضاها نتنياهو في الحكم سابقا عجزت عن تحقيق شراكة معه ، وظلت الأمور تزداد تعقيدا مع كل خطوات التصعيد الاستيطاني والاعتداءات المتكررة على مدينة القدس المحتلة، والحال في غزة ليس بأفضل من خلال الحصار المفروض والعمليات العسكرية، والى الشمال حيث لبنان وحزب الله فيبدو أن ترسيم الحدود لن يثني اسرائيل عن سياسة العداء والتوتر الدائم هناك ، والذي يمتد حتى دمشق والمدن السورية حيث كتائب حزب الله والقوات الايرانية تتلقى ضربات جوية وساحة لاخطار طهران رفض البرنامج النووي الإيراني .
الاردن الذي يقف في خندق دعم الشرعية التاريخية والدولية والحق الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية على أرضه، ويتمسك بحق الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات ،رفض سياسات وبرامج نتنياهو الاستيطانية وسعيه الدائم إلى تهويد القدس والمقدسات ، وكان الشوكة في حلق اسرائيل و اثبت على مدى سنوات الصراع العربي - الاسرائيلي أن لا حل ولا تسوية خارج أطر قرارات الأمم المتحدة ، ولا حل ولا تسوية على حسابه ، ولا مساومة على حقوق الشعب الفلسطيني، يتمسك بكل الثوابت سواء أكان اليمين المتطرف في الحكم أو غيره ، مطالبا بحقوقه التي اثبتتها اتفاقية وادي عربة وفي مقدمتها حصتها من مياه نهر الأردن التي تشكل عقدة إضافية في العلاقات الثنائية ، تركها نتنياهو قبيل تركه رئاسة الحكومة قبل سنة ونصف .
قادم الأيام وتشكيل تحالف اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو ، وبرنامجه الانتخابي يسير باتجاه تصعيد بكافة الاتجاهات بدء من غزة ، وجنوب لبنان ، وعلى الساحة السورية ، والعلاقات مع الأردن، بانتظار عودة حلفائه الجمهوريين للحكم في واشنطن.