زاد الاردن الاخباري -
بعد الاستياء الأميركي الذي أتى عقب قرار "أوبك بلس" بخفض إنتاج النفط، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن السعودية تتخذ خطوات لـ "امتصاص الغضب الأميركي".
وشدد المسؤولون للصحيفة على الخطوات "التي قالوا إن السعوديين اتخذوها لامتصاص غضب واشنطن (عقب قرار خفض الإنتاج) وإثبات أنهم لا ينحازون إلى روسيا".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن "عدم رضانا تم إعلانه بوضوح وقد بدأت تبعاته بالظهور"، مضيفا "لقد رأينا أن السعوديون تفاعلوا بطرق بنّاءة".
وعقب اتخاذ "أوبك بلس" قرارها المثير للجدل، توعد المسؤولون الأميركيون، على رأسهم الرئيس، جو بايدن، بـ "إعادة تقييم العلاقات" مع الرياض، لكن الصحيفة نوهت إلى أن واشنطن لم تتخذ خطوات علنية بهذا الخصوص.
وذكرت الصحيفة أن إدارة بايدن تبحث عن طرق تمكنها من "إنقاذ" العلاقة الأمنية التي امتدت منذ عقود بين واشنطن والرياض.
وعقب القرار الذي أكدت واشنطن بأنه سيؤدي لارتفاع أسعار الطاقة، كما اعتبر المسؤولون الأميركيون أن القرار يمهد لتقارب ودعم من الرياض لموسكو، وهو ما نفته السعودية مرارا بالتأكيد على أن قرار "أوبك بلاس" ناجم عن "اعتبارات اقتصادية بحتة".
وقال الرئيس الأميركي عقب القرار الذي اتخذ في سبتمبر الماضي، بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل نفط يوميا: "ستكون هناك بعض العواقب لما فعلوه".
"استعراض عسكري" يزيل الشكوك
وتؤكد الصحيفة أن العلاقة الأمنية مع شركاء واشنطن الاستراتيجيين، بالأخص ضد إيران، تعد جزءا أساسيا من سياسات الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط.
ونوهت الصحيفة إلى أن التهديدات الأخيرة التي كشفتها المعلومات الاستخباراتية تظهر مخططا إيرانيا لشن هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على السعودية.
وأكدت "واشنطن بوست" أن القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، أطلقت طائرات تتخذ من منطقة الخليج مقرا لها، باتجاه إيران، "كجزء من تأهب أمني أوسع من قبل الولايات المتحدة والسعودية".
وذكرت الصحيفة أن نشر الطائرات المقاتلة، الذي نقلت خبره لأول مرة، "بدا كاستعراض عسكري"، وأنه يعد "آخر تجسيد لقوة وأهمية شراكة قالت الإدارة الأميركية إنها تعمل الآن على إعادة تقييمها".
إذ صوت السعوديون، الشهر الماضي، لصالح إدانة الضم الروسي غير المشروع لأربعة أقاليم أوكرانية خلال جلسة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة.
كما تعهد ولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للمملكة، محمد بن سلمان، في اتصال مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بتقديم 400 مليون دولار كمساعدات إنسانية لأوكرانيا، لتتجاوز المملكة تبرعاتها التي سبقت القرار، في أبريل الماضي، والتي بلغت حينها 10 ملايين دولار.
كما دعم السعوديون هدنة لوقف إطلاق النار في اليمن مؤخرا، وهي خطوة لاقت ترحيبا من إدارة بايدن. وبعد عقود من المحاولات الأميركية لإقناع دول الخليج على تبني أنظمة دفاعية ضد الصواريخ الإيرانية، ذكرت الصحيفة أن هناك أخيرا مؤشرات على حصول تقدم.
وتشير الصحيفة إلى أنه بالرغم التلويح بـ "عواقب" بايدن "و"الغضب المتواصل" في البيت الأبيض، إلا أن الإدارة نفسها "غير مرتاحة تجاه ردود الفعل الحادة داخل الولايات المتحدة تجاه تصريحاتها.
وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض، ورغم التحرك سريعا للاستجابة، يظهر مؤشرات على منح مزي من الوقت كي يتاح للسعوديين العودة إلى المسار السابق والحفاظ على العلاقات الثنائية الأمنية القوية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، الأسبوع الماضي: "لا توجد حاجة لأن نسرع" في اتخاذ قرار بشأن إعادة تقييم العلاقات مع السعودية.
وذكرت الصحيفة أن مرور وقت إضافي يتيح للسعوديين رأب الخصومات وتهدئة أي استجابة أميركية، مشيرة إلى أن مؤشرا أساسيا على ذلك قد يظهر الشهر المقبل، تزامنا مع جلسة للاتحاد الأوروبي حول حظر واردات النفط الخام الروسي المشحونة بحرا، يليها، بعد شهرين، حظر على كافة المنتجات النفطية الروسية بالإضافة إلى خطة أميركية لوضع حد لأسعار الطاقة الروسية.
وتشير الصحيفة إلى أن أي نقص في الأسواق قد ينشأ من هذه الإجراءات قد يكون مدفوعا من قرار سعودي برفع الإنتاج، وفقا لما يراه مسؤولون.