أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
الحصاد المائي كحصاد القمح والزيتون؛
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الحصاد المائي كحصاد القمح والزيتون؛

الحصاد المائي كحصاد القمح والزيتون؛

11-11-2022 06:00 AM

بقلم الدكتور المهندس أحمد الحسبان - في ذات صباح امريكيّ ماطر نهاية تشارين ٢٠٠٩، جلسنا والصحب على باب احد فنادق ولاية كنساس، وكان موتيلاً صغيراً في طرف المدينة، نتغزل برذاذ المطر الخفيف اللطيف، ونحتسي القهوة ونتجاذب لهو الحديث، ونسمع لفيروز وكأننا في ربوع الوطن، وبينما نحن كذلك، حضر رجل اربعيني العمر، اشقر الوجه ازرق العيون، مفتول العضلات يمشي معتدلا معتداً، ونزل من سيارته الفارهة مرتديا بدلته، التي ما لبث ان نزعها ليرتدي الافرهول، ولم يكن بيده قهوة الصباح، وصعد آليته الحفارة التي لم نكن نظنها خاصته، وبدأ صامتاً منذ الصباح الباكر يحفر بالارض المجاورة للفندق خندقا، يليه خندقٌ، يليه ثالث، وما ان عدنا من تدريبنا المقرر مساء ذلك اليوم حتى وجدناه قد شق بالارض حوضاً كبيرا، واكملنا نحن شرب القهوة التي لا تنتهي مع الاحاديث، ونزل هو من آليته تلك، ليلبس بدلته ويقود سيارته الجميلة ويغادر، ولم نفهم ماذا كان يعمل، وبكل هذا الاخلاص والجد.

في اليوم التالي تكرر نفس المشهد لنا وله، وهكذا ولمدة اسبوع عمل، لنكتشف بالنهاية انه كان يحفر حوضا لتجميع مياه الامطار، بما يسمى الحصاد المائي، تسقى منه المزارع القريبة من خلال مضخات مياه، وانابيب كبيرة، انها الثقافة التالية يا سادة:

١. رغم كثرة مياه الامطار لديهم، الا انهم يجمعونها على سطح الارض قبل ان تصبح غورا، فلا يضطروا لحفر آبار ارتوازية لاستخراجها والاستفادة منها - اقتصاد بالجهد والوقت والمال.

٢. لا يخجل احدهم من طبيعة عمله، بل ويحترمها ويحترم لباسها، وبعد انتهائه منها، له حياته الخاصة، ولباسه الخاص، وسيارته الخاصة - ولا مفهوم لديهم للسيارات الحكومية ذات النمر الحمراء، تجوب البلاد والعباد بلا فائدة تذكر سوى المصالح والمنافع الشخصية الضيقة.

٣. عندما نحسب الفعالية بتقسيم حجم العمل المنجز على وقت الانجاز، تظهر جلية فعالية ذلك العامل الامريكي الجهبذ، حفر حوض ماء كبير يتسع لمئات الامتار المكعبة من مياه الامطار في خمسة ايام عمل فقط، وهذا يدل على انه لم يضيع ولا دقيقة سدىً - اخلاص وامانة وفعالية عالية.

٤. لدينا آلية حفر مثل التي كان يستخدم بل وأفضل منها، ولدينا كثير من الوقت والشباب العاطل عن العمل، لكن ليس لدينا - تنظيم وإخلاص ومثابرة كالتي كان يمتلك ويحترف، ولا ادارة حصيفة كالتي ارسلته لينجز هذا العمل بلا اشراف او مراقبة.

خلاصة القول في نعمة المطر؛ لكل نعمةٍ من الله شكرٌ خاص بها لتدوم، ثم لها ادارة حصيفة وتدبير جيد لتحفظ، اذا أحسن صاحبُها شكرها زادت وكثرت، واذا ما اساء تدبيرها شحت وولت بلا رجعة، حصاد المطر تماما كحصاد القمح والزيتون في مواسمهما بل أهم لأن كل شيء حي أصله ماء -(وجعلنا من الماء كلَ شيء حي). اننا قوم على هامش المطر نفرح، وفي عمق سيول الفساد نغرق، وبين الفرح والغرق تتوه نفوسنا - بل ومبتلةً تحترق، ثم نجدهم في الغرب، لا يفرحون له ولا به يغرقون، إننا (فقط) بسطاء على هامش المطر.

سلام أرق من صباحات القهوة الفيروزية لكل مجتهد ذي ساعد شمر، ولكل ذي هدف يسعى جاهداً لتحقيقه.

مقالات - الاوهام تغرق اصحابها.
الدكتور المهندس أحمد الحسبان.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع