كذبة اسمها المحلل السياسي العربي..إياكم أن تصدقوا أن هناك محللين سياسيين عرباً ..كلّنا ماشين على (السبحانية) ..ولا يختلف (راعي الغنم) الذي لم يقرأ كتاباً ؛ عن أي محلل سياسي عربي قضى عمره في تتبع الأحداث وفك شيفرات سياسات الدول ؛ سوى بالألفاظ الرقيقة و الألفاظ الغليظة ..!
عشنا العمرَ و نحن نسلِّم أنفسنا (كالهبلان) إلى أصحاب ربطات العنق الذين يتكلمون بهدوء و يعطون المعلومة تلو الأخرى و يشرحون لنا لماذا سيحدث مستقبلاً كذا و كذا ..ونحن نفتح فمنا على مصراعيه أمامهم ؛ انشداهاً حيناً و تبجيلاً حيناً آخر ..وفي النهاية لا يركب أي شيء مما قالوه ..فيقضون بقية الشهور وهم يفسرون لنا لماذا لم يحدث الذي توقعوه ؛ مع انه تحليل علمي و موضوعي و مبني على معلومات (ما تخرّش الميّة) ..!
يا سادة : التحليل السياسي ليس أن تقول لي أن الناس ستغضب بعد أن يجلدوهم ..ولا أن الناس سترتاح بعد أن يبقوا الدعم على الخبز..وليس أن تتوقع ارتفاع سعر البطيخ في وقت انقطاع البطيخ ..ولا أن تتوقع هطول المطر بعد أن تهب الرياح و تختفي الشمس و تشعر بقشعريرة البرد وأنت لابس (نص كم ) ..!! ليس هذا و أشباهه تحليلاً ..!
التحليل يا سادة أن تعطينا ما يجب أن يحدث بنسبة كبيرة ..أن تصف لنا ما يجري و تفكك ألغازه ..أن تجعلنا نفهم الخطوة التالية التي لم نرَ أثرها بالعين المجردة..أن تحلل كل العملية السياسية كتحليل المختبر.
أتعلمون لماذا يفشل المحللون ..؟! لأن التحليل بحاجة إلى ثوابت.
أنا أتوقع باعتباري محللاً سياسياً فطحلاً : أن تشعر بألم إذا جاءك المغص ..!!