أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. ارتفاع طفيف على درجات الحرارة الصحة العالمية : إجلاء 17 مريضا من غزة الى الأردن أين تقف روسيا وتركيا من التطورات العسكرية بين المعارضة والنظام السوري؟ سابقة قضائية في الاردن .. الجنايات الصغرى تصدر حكما بإعدام شخصين حصاد معركة “أولي البأس” .. 1666 عملية وأكثر من 130 قتيلا في صفوف الاحتلال موقع أمريكي يكشف ما قاله بايدن لنتنياهو عن وقف إطلاق النار في غزة .. ما علاقة ترامب؟ الفايز: لن ننتحر من أجل أي قضية .. والأردن لايستطيع تحمل العبء لوحده - فيديو الجريري الكهرباء ستعود تدريجيا بشارع مكة واستمرار العمل لاعادتها بالكامل سموتريتش: مجلس الأمن لن يعترف بفلسطين بنهاية عهد بايدن نتنياهو: قد أوافق على وقف إطلاق نار بغزة العودات يؤكد أهمية مشاركة الشباب في العملية السياسية صدور مرسوم أميري بالكويت بشأن 'قانون إقامة الأجانب' اختتام أعمال مؤتمر المياه العربي السادس بالبحر الميت إسرائيل تحجب مشاهد الدمار بالشمال وتتكتم على حجم الخسائر قرار قضائي بحبس مستلم أموال بالخطأ عبر كليك نتنياهو: نستعد لحرب واسعة بحال انتهاك الاتفاق أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع بوتين: حياة ترمب في خطر العفو الدولية تتهم شرطة نيجيريا بإطلاق النار المميت على المتظاهرين تصريحات لبوتين تطلق موسم الفرح الروسي بترامب
هل سقطت ورقة «الشارع»؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل سقطت ورقة «الشارع»؟

هل سقطت ورقة «الشارع»؟

14-11-2022 10:55 AM

هل سقطت ورقة «الشارع» حقا؟ الإجابات التي وردت من عدة عواصم عربية تشير إلى ذلك بوضوح، فالاحتجاجات في الشارع لم تعد خيارا مفضلا للمطالبة بالتغيير والإصلاح، او أنه لا جدوى منها، هذه بالطبع نتيجة ربما تبدو صادمة، لكنها مفهومه في سياقات ما طرأ على المجتمع، والأنظمة السياسية والنخب، من إصابات بالغة، كان عنوانها الأساسي، فقدان الثقة وتبادل الخوف، وانسداد الأفق السياسي.
صحيح، لم تتغير الظروف التي أنتجت خيار النزول إلى الشوارع والميادين، ولم تتحسن أحوال الناس الذين خرجوا ذات «ربيع عربي» للمطالبة بحقوقهم، ولم تتغير مسارات الأداء الرسمي بالتعامل مع ملفات استدعت غضب الجمهور، وانطلاق صرخاته في الفضاء العام، لكن الصحيح، أيضا، هو أن هذه الأدوات لم تثبت نجاحها، فقد تحولت إلى روافع مدمرة أحيانا، والشواهد كثيرة، ابتداء بما حدث من حروب دامية، ‏وتدخلات خارجية فجّة، وبدائل سياسية لم تكن أحسن من سابقاتها.
أدركت الشعوب العربية أنها وقعت في» الفخ»، وأن تصفية حساباتها، في الشارع، مع أنظمتها السياسية لم يكن الطريق الأفضل لانتصار إرادتها، أدركت، أيضا، أن النخب التي تصدرت الصفوف لم تكن أحسن حالا من المسؤولين الذين اتهموا بالفساد، أو خرجوا من الحلبة للمحاكمات والسجون، أدركت، ثالثا، ان حال المجتمعات أصعب بكثير من واقع الأنظمة السياسية، الجميع بلا استثناء في أزمة عميقة، وليس بمقدور أي طرف أن ينتصر على الطرف الآخر إلا بالتفاهم والحوار والتوافق على الحلول الممكنة، وإلا فإن الدولة هي التي ستدفع.
ربما يعتقد البعض أن عزوف الناس عن النزول للشارع يتعادل موضوعيا مع تصاعد حدة الخوف القمع، أو أنه نتيجة طبيعية لمقاربة ما حصل بالأمس، وما يمكن أن يتكرر في الغد، من مآلات كارثية، ‏ما زالت شواهدها قائمة، وفواتيرها باهظة دفعها المواطنون ومازالوا، هذا ربما يبدو مفهوما، لكن الأهم منه هو ان قناعات جديدة بدأت تترسخ، لدى الشباب تحديدا، صبت باتجاه الواقعية السياسية التي تحسب بدقة معادلة الظروف والتغيرات التي طرأت على بلدانهم والعالم كله، وبالتالي اصبح الحفاظ على الوضع القائم، بكل ما فيه من أخطاء، أفضل من تغييره، ‏الآن على الأقل.
قلت: الحفاظ على الوضع القائم، و إدامة الاستقرار، ثم البحث عن بدائل أخرى لإحداث التحول السياسي، وحلحلة الوضع الاقتصادي، هذه عناوين مهمة تجيب عن سؤال ماذا يريد المواطنون؟ وكيف يفكرون؟ لكن ماذا عن الدولة بموسساتها المختلفة، هل وصلت إليها مثل هذه الرسائل؟ هل فهمت العزوف عن الخروج للشارع في سياقاته الصحيحة، ثم هل ستتحرك لتجعل هذا الخيار جزءا من الماضي، وتطرده من المخيال الشعبي؟
‏أخشى أن تكون الإجابة «لا «، لكن لابد أن نفكر جديا بمسألتين : الأولى أن الصمت الذي أطبق على المجتمع، ودفعه إلى الصبر حفاظا على أمنه السياسي والاجتماعي، كان اختيارا منطقيا وحكيما، قدم أولوية حماية الدولة و تجنيبها أي خطر ممكن على أولوياته المعيشية والحياتية وحقوقه الفردية .
اما المسألة الثانية فهي أن مصلحة الأنظمة السياسية أن تستثمر في ذلك إيجابيا، وترد عليه بما يجب من مقررات للإصلاح والتغيير، ‏ومن موجبات للاحترام والتقدير أيضا، ثم أن تفهم ذلك في سياقه الصحيح، لأن عكس ذلك سينتج مزيدا من القهر، وسيقود إلى فوضى عابرة لورقة «الشارع»، عندئذ سيتحسر الجميع على خيار «الشارع «، لأن بديله سيكون أسوأ لا قدر الله.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع