زاد الاردن الاخباري -
سهير بشناق - يغدو اللون الاحمر, وكأنه لون الاشياء جمعيها في هذا اليوم ,وتصبح ( الوردة ) سفيرا عن جمال الورود وعبير عطرها ,وكأنها لا تعرف طريقها للقلوب الا في عيدها .. عيد الحب .
وبالرغم من ان الحب كمعنى لا يرتبط ( بحبيب ) او زوج بل ينبض مع الجنين في بطن امه ومع ابتسامة الابناء ومع عطف الام على اولادها واحتضانهم ومع علاقة الانسان بالاخرين و حرصه على ان تكون مليئة بالحب والصدق ,الا ان لعيد الحب طقوسا ارتبطت به,وان ظهر بعضها متجاوزا للمعقول بما يولده من ضغوطات لشراء هدية او وردة في يوم المناسبة.
معقولية الاحتفال في الغرب ,بهكذا يوم لها ما يبررها ,حيث ضغوطات الحياة وتسارعها العجيب تؤدي بالانسان لاهمال مشاعره واحاسيسه طوال العام ويجد فرصته في التعبير عنها في يوم الحب,وان كان ليوم واحد فقط !
ويعود تاريخ «عيد الحب « الى اسطورة رومانية قديمة حيث كان يوجد مهرجان يسمى مهرجان الخصب «»وهو مهرجان روماني قديم كان يقام في 15 فبراير لضمان الخصب للناس والقطيع والحقول، وفي هذا المهرجان كان يتم التضحية بالخراف والكلاب,ويقام هذا العيد علي شرف القديس الروماني «فالنتين» الذي تم سجنه وإعدامه لمساعدة الآخرين وكان ذلك يوم 14 فبراير عام 270 قبل الميلاد.
و قام الإمبراطور الروماني «كلاديوس» بإصدار أوامره بعدم الزواج أثناء وقت الحرب لأنه كان يعتقد أن الزواج يضعف من قدرة الرجال والجنود علي القتال في الحروب، لكن القس «فالنتين» ذهب ضد رغبته فكان يقوم بتزويج الأفراد وإقامة احتفالات الزواج، لذلك صدرت أوامره بسجنه.
وخلال فترة سجنه وقع في حب ابنة السجان العمياء و أثناء زواجه منها استعادت بصرها، وقبل إعدامه قام بإرسال رسالة لها استطاعت قراءتها جيداَ وكان الإمضاء «فالنتين» وقد ارتبط هذا اليوم بعد ذلك بإرسال الهدايا والبطاقات للتعبير عن الحب، وجاء هذا اليوم تخليداًً لذكري القديس «فالنتين» وهو نفس اليوم الذي تم إعدامه فيه ليصبح يوم الحب العالمي.
ويؤيد الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع الاحتفال بعيد الحب وعدم تجاهل هذه المناسبة كونها وسيلة اصبحت ضرورية للتعبير عن المشاعر في ظل بروز مظاهر الاغتراب الاسري وزيادة حالات العنف الاسري وارتفاع نسب الطلاق ويضيف : ان هذه المظاهر السلبية المسيطرة على مجتمعنا تحتاج الى وجود هذا اليوم الذي من خلاله نعمل على مراجعة انفسنا واعادة الروابط الاسرية الى مسارها الصحيح بما تحمله من مشاعر حب ومعاملة حسنة بين افراد الاسرة الواحدة .
ويصف الخزاعي عيد الحب ببداية التزام لحياة اجمل تخلو من العنف او اي سلوك اسري غير سوي بحيث تكون الهدية بهذا اليوم تعبيرا عن نسيان الماضي وبداية جديدة تحمل معاني الحب والصدق في التعامل والراحة النفسية التي يحتاجها الازواج في ظل العالم الذي نعيشه والذي غابت عنه المشاعر الصادقة وسيطرت عليه مظاهر سلبية تؤثر على علاقات الافراد بعضهم ببعض .
ويرى الكثيرون ان عيد الحب ليس تعبيرا حقيقيا عن المشاعر وان الحب بمعانيه الكبيرة يجب ان لا يرتبط بيوم واحد فقد ... لكن بالرغم من ذلك فان المشاعر تحتاج بين فترة واخرى الى التجديد والى تزويدها بسلوكات اخرى مرادفة للحب الذي يعيش بالقلوب ... فالوردة والكلمة الطيبة والكتاب والبطاقة والشمعة وأشياء كثيرة وصغيرة تحمل الفرح للمحبين ولغيرهم ولو جاءت في يوم الحب..
هدايا بسيطة ومفردات, تعيد ترتيب المشاعر من جديد وتذكرنا بان « الحب يتغير ,فقد لا يفقد قيمته ووجوده لكنه يحتاج في ظل متاعب الحياة وهمومها الى يوم نعيده الى مسيرته الطبيعة في دواخلنا كونه اساس الحياة ومنبع الاستمرار فيها , لأن القلوب التي لم يزرها طيف الحب يوما ولم تدرك معانيه واتساعه من حب الابناء والآباء الى حب الخير ,هي الاكثر شقاء وان احتفلت بمئات من الورد الجوري.