زاد الاردن الاخباري -
يعتقد مسؤولون في البيت الأبيض أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يستخدم الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا أولا قبل اللجوء إلى مواجهة نووية مع الناتو إذا استمرت قواته في التراجع، وفقا لصحيفة "بوليتيكو".
وقالت الصحيفة إن هذه المخاوف تأتي وسط جهود من البيت الأبيض لضمان استعداد الحلفاء لمثل هذا الحدث، وكذلك لتهيئة موارد ومصادر جديدة لتصنيع أنظمة الكشف عند استخدام المواد الكيميائية.
وأضافت الصحيفة أنها استقت معلومتها هذه من ستة أشخاص على دراية بالموضوع، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم يناقشون مسائل داخلية حساسة، من بينهم مسؤولون أميركيون وأخرون في وزارة الدفاع الأميركية.
وأكد المسؤولون أن الولايات المتحدة ليس لديها أي معلومات استخباراتية تشير إلى قرب حصول هذا الهجوم في أوكرانيا.
يعتقد العديد من مسؤولي وزارة الدفاع أن القتال سيتوقف خلال أشهر الشتاء مع عدم قدرة أي من الجانبين على الاستيلاء على المزيد من الأراضي، وفقا للصحيفة.
ولكن في حالة استمرار الخسائر في ساحة المعركة أو الانهيار الكامل للجيش الروسي، يعتقد بعض كبار المسؤولين المطلعين أن موسكو قد تلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك تلك التي استعملت في تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وقال أحد المسؤولين إن الهجوم قد يشمل استخدام مواد كيميائية يسهل إخفاؤها، مما يجعل من الصعب على الدول الغربية أن تحمل موسكو المسؤولية.
وذكر مسؤولون وخبراء أن بعض المواد الكيماوية يمكن أن تستخدم في هجوم يسفر عن خسائر بشرية كبيرة على الرغم من أن موسكو معروفة باستخدام "نوفيتشوك"، وهو غاز أعصاب من الدرجة العسكرية صمم في عهد الاتحاد السوفياتي، ضد شخص أو شخصين في وقت واحد.
على سبيل المثال، تقول الصحيفة إنه يمكن تحويل بعض المواد الكيميائية إلى رذاذ أو استخدامها في الذخائر لإلحاق الضرر بمجموعة كبيرة من الناس.
وتابعت الصحيفة أن الولايات المتحدة تعلم منذ فترة طويلة أن روسيا تستثمر في زيادة قدرات أسلحتها الكيميائية، مشيرة إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ أحيطوا علما هذا الخريف بمخزون روسيا من الأسلحة الكيماوية والتهديد في أوكرانيا، وفقا لأحد مساعدي أعضاء الكونغرس.
لكن المخاوف بشأن استخدامها المحتمل في أوكرانيا تأتي مع تزايد اعتقاد المسؤولين الأميركيين أن روسيا ستلجأ إلى حرب غير تقليدية إذا استمرت في التراجع، بحسب الصحيفة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع وشخص آخر مطلع أن البنتاغون أرسل هذا الخريف فرقا إلى دول أوروبا الشرقية لتحديث استجابة قواتها المسلحة في حالة وجود تهديد كيميائي أو بيولوجي.
في الوقت نفسه، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بمعدات للحماية من الهجمات الكيميائية والبيولوجية والنووية كجزء من المساعدة الأمنية التي أرسلتها خلال الأشهر الماضية.
كما يدفع كبار المسؤولين الأميركيين أيضا باتجاه إعادة صياغة نهج الولايات المتحدة للاستجابة لهجمات محتملة بالأسلحة الكيميائية من قبل جهات فاعلة مختلفة، بما في ذلك روسيا.
وتشير الصحيفة إلى أن إدارة بايدن تعمل على تطوير خطط لزيادة الاستثمار في قدرات تصنيع أنظمة الكشف المبكر والتكنولوجيا القابلة للارتداء مثل الأقنعة. كما تريد إعادة تقييم عملية جمع بيانات ومعلومات استخباراتية أفضل عن قدرات البلدان ومخزوناتها.