زاد الاردن الاخباري -
بحث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، مع وزير الخارجية التشيكي يان ليباوسكي سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، والمستجدات الإقليمية والدولية.
وأكّد الصفدي وليباوسكي الحرص المشترك على توسعة آفاق التعاون بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والطبية والطاقة وفي مجال الدفاع.
واتفقا على العمل على عقد الدورة الثانية للجنة المشتركة الأردنية التشيكية خلال النصف الأول من العام المقبل لتعزيز التعاون الاقتصادي وبحث آليات رفع حجم التبادل التجاري، بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة ما بين الأردن والتشيك.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات قال الصفدي إنه أجرى ونظيره التشيكي يان ليباوسكي "حواراً عميقاً وودياً بناءً" استكمل المحادثات التي أجراها جلالة الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا مؤخراً على هامش أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 في شرم الشيخ، والذي أكد متانة العلاقة الأردنية التشيكية والإرادة المشتركة لترجمتها تعاوناً أوسع وتنسيقاً أكبر في العديد من المجالات.
وأكد قوة العلاقات الأردنية التشيكية الثنائية والتعاون في إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، لافتاً إلى التوافق على وجود مساحةٍ واسعةٍ لزيادة هذا التعاون بما ينعكس إيجاباً على البلدين الصديقين.
وقال "إن الحوار الذي أجريناه عكس قوة العلاقات بين البلدين، والرؤى المتشابهة إزاء كيفية التحرك من أجل زيادة التعاون وزيادة التنسيق لحل الأزمات ولتحقيق الأمن والاستقرار". مضيفاً بأن "جائحة كوفيد أو الأزمة الأوكرانية أثبتت أننا بحاجة للعمل معاً بشكل موسع، وأن التحديات مشتركة، وبأن عملنا المشترك هو السبيل الأفضل لمواجهة هذه التحديات".
وأشار إلى أنه أطلع ليباوسكي على برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقته المملكة، وما يوفره من فرصٍ اقتصاديةٍ واستثماريةٍ في العديد من القطاعات الحيوية، وخاصةً قطاع الطاقة المتجددة، والمياه، والزراعة والسياحة.
وأشار الصفدي إلى أهمية تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين
مؤكدا أن الوضع الإقليمي والتحديات المشتركة تدفع باتجاه زيادة التعاون والعمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار وحل الأزمات الإقليمية.
وقال "منطقتنا تعاني الكثير من الأزمات، وحلها هو شرطٌ لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار الذي نريده جميعاً."
وأضاف "القضية الفلسطينية بالنسبة لنا في المملكة الأردنية الهاشمية هي القضية الأساس والقضية المركزية، مستمرون في جهودنا وبالتنسيق مع أشقائنا وشركائنا من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد لتقوم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".
وأكد الحاجة لجهد كبير لإحياء العملية السياسية والعودة إلى طاولة المفاوضات للحد من دوامات العنف التي تتفجر بشكل متسارعٍ وخطير.
وأكد الصفدي الحاجة لتفعيل الجهود المستهدفة حل الأزمة السورية، وتبعاتها من لجوءٍ وهجرة، مشيراً إلى أن الأردن هو الدولة الأكثر استضافةً للاجئين من ناحية عدد السكان.
وشدد على ضرورة حل الأزمات التي تسبب اللجوء والهجرة، وضرورة التعاون ما بين أوروبا والمنطقة في هذا السياق، وتوفير الدعم اللازم للاجئين، الذي هو مسؤولية دولية وليس مسؤولية الدول المستضيفة وحدها.
وأكد أن قضية الهجرة لا تعالج بإغلاق الحدود بل بشراكة تعالج أسبابها وتوفر العيش الكريم للاجئين.
وقال إن تبعات الأزمة الأوكرانية تنعكس على العالم برمته، مؤكداً موقف الأردن المبدئي الداعي لاحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول وسلامتها الإقليمية.
وأضاف "هذا موقفٌ وقولٌ نتمسك به، وثابتٌ في سياستنا الأردنية، فنحن نتعامل مع احتلالٍ في منطقتنا ولا يمكن إلا أن نكون ملتزمين بذات المعايير في مقاربة هذه الأزمة أيضاً".
من جانبه أكد وزير الخارجية التشيكي يان ليباوسكي أن الأردن شريكٌ رئيسيٌّ في المنطقة للتشيك والاتحاد الأوروبي، مؤكداً ضرورة دعم الشركاء في المنطقة.
وثمّن الجهود التي يقوم بها الأردن لتوفير حياة كريمة لعدد كبير من اللاجئين وأسرهم، مشيراً إلى دعم بلاده هذه الجهود من خلال برامج دعم تنموية وصحية مثل برنامج MEDEVAC، الذي قدم الرعاية الصحية لأكثر من ثلاثة آلافٍ من اللاجئين السوريين، والبرنامج التشيكي لإعادة الإعمار في الشرق الأوسط الذي يقدم تبرعات عينية تشيكية لتنفيذ مشاريع صغيرة في الأردن.
وأضاف أن الأردن يشكل سوقاً مشجعاً للشركات التشيكية يتيح امتداداً إقليمياً واسعاً يساهم في الوصول إلى الأسواق الإقليمية المختلفة لافتا إلى التميز الذي شهده التعاون بين البلدين خلال جائحة كورونا.
وأبدا تطلعه لأن يشهد العام المقبل خطوات عملية من شأنها أن تعزز التعاون المشترك في مجالات الطاقة والصحة والسياحة والدفاع وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها من المجالات.
إلى ذلك، بحث الصفدي مع رئيس مجلس الشيوخ ميلوش فيسترتشيل بحضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية وعددٍ من أعضاء المجلس، تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين، بما فيها علاقات التعاون البرلمانية، مستعرضين في الاجتماع آخر المستجدات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وبحث الصفدي مع نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية ياروسلاف بزوخ ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الأردنية- التشيكية ييغي كوبزا وأعضاء اللجنتين في مجلس النواب التشيكي، العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما واستعرض الصفدي مواقف المملكة إزاء التطورات والقضايا الإقليمية
وتحدث الصفدي في جلسةٍ حوارية نظمها معهد الشؤون الدولية في براغ، أدارها وزير الخارجية التشيكي السابق توماش بيتغيتشيك، عن رؤية المملكة حول التطورات والقضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وجهود حل الأزمات .
وتعود العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وجمهورية التشيك الى عام 1993 في حين أقيمت العلاقات الدبلوماسية مع تشيكوسلوفاكيا عام 1964 .