زاد الاردن الاخباري -
قررت محكمة التمييز تأييد قرار صادر عن محكمة الجنايات الكبرى بوضع أب 10 سنوات بالأشغال المؤقتة بعد إدانته بقتل ابنته الطالبة الجامعية بسبب اخفاقها في الدراسة .
وقالت محكمة التمييز في قرارها :” نجد أن محكمة الجنايات الكبرى توصلت إلى الواقعة الثابتة في هذه الدعوى بحق المتهم من بينات قانونية صحيحة ولها أصل ثابت في الأوراق ومقبولة في الإثبات، استعرضتها وناقشتها، واستخلصت منها تلك الواقعة استخلاصاً سائغاً ومقبولاً، وطبقت القانون تطبيقاً سليماً، وقضت بالعقوبة المقررة للجناية التي جُرمت المتهم المذكور بها بالوصف المعدل وضمن حدودها القانونية .
واضافت:إن استعمالها للأسباب المخففة التقديرية بحق المتهم المذكور تبعاً لإسقاط والدة المغدورة حقها الشخصي عنه وتخفيض العقوبة بحقه وفق أحكام المادة (99/3) من قانون العقوبات، يتفق وأحكام القانون.”.
وكانت محكمة الجنايات الكبرى قررت وضع الاب بالأشغال مدة عشر سنوات والرسوم، وبعد ان أسقطت والدة المغدورة حقها الشخصي عن المتهم (الاب) الأمر الذي اعتبرته المحكمة سبباً مخففاً تقديرياً، قررت المحكمة وعملاً بأحكام المادة (99) من قانون العقوبات تخفيض العقوبة المحكوم بها المتهم لتصبح وضعه بالأشغال مدة ست سنوات وثمانية أشهر والرسوم محسوبة له مدة التوقيف من تاريخ 16 /6 /2021 ولا يزال وتضمينه كافة نفقات المحاكمة .
كما قضت محكمة الجنايات الكبرى ببراءة المميز ضده ( الابن) عن جناية التدخل بالقتل مع تعذيب المقتول بشراسة قبل قتله المسند إليه بعد أن استبعدت شهادات شهود النيابة العامة، وهو الحكم الذي ايدته محكمة التمييز أيضاً.
وتتلخص وقائع هذه القضية وكما جاءت بإسناد النيابة العامة، في أن المتهم (الاب) هو والد المغدورة وهي طالبة (عمرها 22 سنة من مواليد 1999) والمتهم (م)، وإن المغدورة طالبة في جامعة البلقاء التطبيقية وبمستوى السنة الثانية، حيث تدرس على حساب المنح الجامعية بحكم تفوقها بالدراسة، وبحدود الساعة الرابعة من عصر يوم الإثنين الموافق (14 /6 /2021) وأثناء تواجد المغدورة في منزل ذويها أبلغت والدها المتهم أنها تقدمت لامتحان لمادة دراسية، وإن أداءها كان سيئاً ومن المحتمل أن ينخفض معدلها التراكمي، عندها استشاط المتهم المذكور غضباً وأخذ يتوعدها.
ثم انقض عليها بضمير غائب وطرحها أرضاً وطلب من ابنه المتهم (م) تربيط المغدورة، وبالفعل أذعن له وقام بتربيط يدي ورجلي المغدورة بواسطة مجموعة من أغطية الرأس (شالات)، كما قام بتكميم فمها لمنعها من الصُراخ وأغلق نوافذ المنزل لمنع خروج صوت المغدورة للخارج وافتضاح أمرهما، وعندها انهال المتهم بالضرب على المغدورة بواسطة سلك كهربائي متجرداً بذلك من آدميته ومن كافة القيم الدينية والأخلاقية وعاطفة الأبوة الفطرية، حيث أذاقها وسامها سوء العذاب بطرق وحشية وقسوة بالغة، غير آبه بتوسل المغدورة وأي عقوبة أو رادع، حيث استمر بضربها حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم ذاته وبشكل متواصل، وكان يستريح عند التعب ويتناول الدخان، ثم يعود لتعذيبها بشراسة دون أن تأخذه شفقة ورحمة بها، وبعد ذلك لفظت أنفاسها الأخيرة وفاضت روحها إلى بارئها متأثرة بإصابتها.
وبتشريح جثتها وجدت مصابة بكدمات واسعة موزعة على الأطراف العلوية والسفلية والظهر والآليتين والبطن والصدر وشكلت ما يزيد على (50%) من مساحة سطح الجسد، وعُلل سبب وفاتها بالصدمة النزفية الناجمة عن النزف الدموي الواسع تحت الجلد الناجم عن الارتطام بجسم صلب راض مرن، وبالنتيجة جرت الملاحقة .