يطالعنا في الرابع عشر من الشهر الجاري أي بعد أيام قليلة ، مناسبة مستحدثه عبر الجيل الجديد من هذا العصر أطلق عليها بما يسمى عيد الحب \" الفلانتاين \" ... العديد من شباب وشابات هذا الزمان بدأوا يشدون الأحزمة على البطون منذ لا يقل عن شهر ويقتطعون الجزء الأكبر من مصروفهم اليومي الذي كدّ الوالدين وتحملوا عناء أيام من العمل الدؤوب لتوفير الحدود الدنيا من الحياة الكريمة لأبنائهم في ظل ما يدور من حولنا من خطوط فقر مدقع ومجاعات .. ليبدأ هذا الجيل التجاوز عن كل نقطة عرق من جبين والديه ، متخطياً مسؤوليته تجاه أسرته ووالديه ، ولم يروا سوى تأمين \" الوردة الحمراء \" للحبيب .. فيتهافتون على محال بيع الزهور وخاصة محتكري الوردة الحمراء التي ترمز عن هذه المناسبة ، لذلك ستجد أن هؤلاء الباعة ومنذ فترة يحضرون الورود الحمراء لجني دخلاً قد يسد التزاماتهم على مدار العام .. فعندما تباع زهرة قابلة للذبول بعد ساعات من شراءها أو إهدائها بمبلغ قد يصل العشرة دنانير دون فائدة مادية تذكر قد يجنيها هؤلاء الشباب من شرائها إلا رضاء الحبيب ..!!
في العام المنصرم وفي هذه المناسبة كنت قد نشرت ابياتاً بينت بها من يستحق الوردة الحمراء عبر هذه الحياة : بعنوان \" وحدكِ تستحقينَ الوردةَ الحمراء
أنتِ وحـدكِ يا أمـي من يسـتحق الــوردة الحمـــــــراء
وأنتِ وحدكِ من يستحق العــيش في الجنـــةِ الخضــــراء
وأنتِ وحدكِ من يستحق أن يكون في مقلةِ العين دون مـا استحياء
وأنتِ وحـدكِ من يســتحق الوردة الحمراء و كـل الثنــــاء
وأنتِ وحدكِ من يستحق عطــر وروود الحيــاة دون عنـــاء
وأنتِ وحدكِ بعد الله في هذه الحيــاة من يسـتحقُ الرضــــاء
****
لأنـكِ بحـــراً للحــب ورمــزاً للعطـــــاء
ولأنـكِ جُــدتِ ولـم تنتظــري حتى الوفــــاء
ولأنكِ ذاتُ القلب الكبير الذي أبى إلاّ أن يكون معطـاء
ولأنـكِ شامـةً بيـن العيـون نبراسـاًً للكبريـــاء
*****
أهديكِ الفؤاد والقلب وما حوى وكلي انحناء
لأنـي .. بـك تعلمت الحياة بكل ما فيها من سخـــاء
سخـــاء أمي التي وهبت نفسها حتى تكون لي فـداء
أيّ مخلوقـةٍ أنتِ يا أُمــي .. ؟ خُلقتِ للحياة أمّ للشقاء
فعهداً عليّ .. أن أبقيك بين الجفون .. ما دُمتُ على بقاء
فرضــاكِ أمـي باقٍ .. والحيـاة بكل ما فيها إلى فنــاء
akoursalem@yahoo.com م . سالم أحمد عكور