زاد الاردن الاخباري -
في لحظة انتصاره أمام مؤتمر الحزب الشيوعي الذي جدد له في أكتوبر ولاية ثالثة غير مسبوقة في الصين، اعترف الرئيس، شي جين بينغ، بأن السحب الداكنة تخيم على البلاد، وطلب من قادة الحزب "الاستعداد لتحمل الرياح العاتية والمياه المتقلبة وحتى العواصف الخطيرة".
ويقول روجر مكين، محرر الصين في مجلة الإيكونومست إن الصين قد تكون وصلت إلى ذروة قوتها فعلا، وهي تتجه بشكل حتمي نحو النزول.
تحديات كبيرة
وفيما يدرج مكين في مقاله التحديات الخارجية التي تواجه الصين، ومنها الولايات المتحدة، والقلق الغربي من صعود بكين، والتي يرتكز عليها خطاب الصين الدعائي، إلا أنه يقول أن التحديات الداخلية، الناجمة من سياسة الحزب الشيوعي نفسه قد تكون أكثر تدميرا.
وللمرة الأولى منذ عقود يخرج متظاهرون صينيون يطالبون بإقصاء الحزب وإقالة الرئيس، والسبب في التظاهرات لم يكن مؤامرة غربية كما تروج الدول الديكتاتورية عادة، بل قرارات الحزب الحاكم وطريقة تعامله مع فيروس كوفيد.
وتحرص الصين على تقديم نموذجها الإداري والسياسي – الاستبدادي – كبديل للنهج الغربي، ولهذا فإن التحديات الداخلية تتسبب بحرج كبير للقيادة الصينية، كما يشير المقال.
ويقول مكين "يريد شي إعادة تشكيل النظام العالمي بطريقة ترضي المستبدين. فهو يقدم النموذج الاستبدادي الصيني كبديل معقول للغرب. ولديه موارد تحت تصرفه أكثر من أي طاغية في التاريخ، ومع ذلك، فإن الصين أيضا أضعف مما كانت عليه في السابق بفضل خيارات شي نفسه".
خيارات خاطئة
وضع شي الصين، كما يشير المقال، في زاوية بسياسته "صفر كوفيد" التي تعتمد على عمليات الإغلاق المحلية والقيود الصارمة لوقف تفشي المرض.
وفيما أنقذت السياسة العديد من الأرواح. لكنها الآن تخنق الاقتصاد وتحبط المواطنين، الذين يعيشون تحت التهديد المستمر بالحجر الصحي.
ولم يتلق الكثير من السكان جرعات كافية من اللقاح المحلي الصنع للحد من خطر الإصابة كما أن الدولة لم تستورد، لأسباب سياسية، لقاحات غربية أكثر فعالية، والنظام الصحي ضعيف.
وتشير التحليلات إلى أن الخروج من سياسة عدم كوفيد سيؤدي إلى اكتظاظ المستشفيات ومئات الآلاف من الوفيات.
اشتراكية الدولة
ويشير المقال إلى أن مخاطر إفلات كوفيد من السيطرة، والاقتصاد المترهل، وعدم تمكن الكثير من الشباب الصيني من الحصول على وظائف وانهيار سوق العقارات، وعمليات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر، ليست سوى جزء من المشكلة.
ورسم شي اقتصادا أكثر اشتراكية تسيطر عليه الدولة. وهو يعتقد أن الحزب يجب أن يكون له رأي أكبر في كيفية إدارة الشركات. مما أبطأ وتيرة الابتكار وخفف من ديناميكية القطاع الخاص من خلال فرض لوائح تنظيمية قاسية على شركات التكنولوجيا وعزل الصين عن العالم.
كما أن التركيبة السكانية للصين، التي تتجه نحو الشيخوخة، تزيد في التحديات التي تواجهها بكين.
وينظر بعض الخبراء إلى هذه المشاكل، فضلا عن عبء الديون الثقيل الذي تتحمله الصين، ويزعمون أنها وصلت إلى ذروة قوتها، بحسب المقال، خاصة وأن شي لا يبدو مستعدا لتغيير مساره، ولا يزال أمامه خمس سنوات أخرى على الأقل في السلطة.