ها قد اعاد وزير التربية والتعليم د.ابراهيم بدران اعلان نتائج امتحان الثانوية العامة من جديد بعد اسبوع على اعلانها الاول, ما الذي تغير ? وماذا جرى ? ومن يتحمل المسؤولية?
لغاية اخر يوم دوام في الاسبوع الماضي كان مئات الطلبة ما زالوا يحتجون على النتائج واسلوب تعامل الوزارة معهم, ويطالبون بإعادة عملية تصحيح الدفاتر وبعضهم كان يطالب بان يرى دفتر اجابته لانه لم يعد يثق بالوزارة, وقد حضرت بعض الفعاليات الاحتجاجية امام وزارة التربية ومديرية الامتحانات في اللويبدة ورأيت بعيني مئات الطلبة والطالبات وذويهم في حالات عصبية وقد هلوا الدموع بسخاء بكاء على مستقبلهم.
وسمعت من المحتجين هتافات غاضبة لكنها طريفة وتؤشر الى مدى انعدام الثقة باسلوب تعامل الوزارة معهم, (إرسم إرسم يا وديع... التوجيهي عم بضيع, وينك وينك يا بدران... إطلع جاي ع الميدان, هذا الكرسي ما بدوم... نجّح نجّح كل مظلوم) وغيرها من هتافات ابتدعتها حناجر الشباب والشابات في اسلوب احتجاجي حضاري.
مساء الاربعاء الماضي قيض لمجموعة من الكتاب الصحافيين وانا من بينهم الالتقاء بوزير التربية والتعليم الذي ابلغنا بان الوزارة وبالتعاون مع شركة محلية وضعت برمجية جديدة لادخال العلامات في الكمبيوتر الذي لم تحدث برمجيته من اجل استيعاب التغييرات التي ادخلتها الوزارة على نتائج الطلبة غير النظاميين وبالتحديد ما يخص قرار الوزير السابق بجمع علامات المستويات في المباحث واعتبار حصول الطالب على علامة النجاح مجتمعة تعفيه من اعادة المستوى الذي رسب به, وهي خطوة لصالح الطلبة لكن مديرية الامتحانات لم تستطع التعامل معها تكنولوجيا, ولم تحدث البرمجية القديمة للتعامل مع التعديل مما أوقع الخلل.
أدى هذا الى اختلال ثقة الرأي العام بمجمل عملية الامتحان وادى الى انتشار الاشاعات ولجأ بعض الطلبة الى الكذب على ذويهم وتحميل الوزارة مسؤولية رسوبهم في مادة او اكثر, وفي المقابل فان بعض الطلبة خاصة المتميزين الذين فاجأتهم علاماتهم المتدنية فيما كان بعض من زملائهم من اصحاب التحصيل العادي يأخذون علامات غير متوقعة, مما قوى الاشاعات.
وهذا يستدعي من الوزارة ان تجيب بكل شفافية على اعتراضات الطلاب, وعدم الاختباء وراء كون دفاتر الاجابات"وثائق محمية بموجب القانون, لا يجوز الاطلاع عليها" بل الواجب ان يتم إقناع كل طالب وطالبة بان اعتراضه محل مراجعة حقيقية وتبيان علامته الصحيحة, لا ان يرى المسؤول الحقيقة ويخفيها من اجل التغطية على اخطائه وتبرئة الوزارة, فالقضية الاهم هي إعادة الثقة بالامتحان لا اخفاء العيوب, حتى لو ظهرت اخطاء الاخرين وحتى لو طارت رؤوس, فالحقيقة ولو كانت مرة فانها مهمة للطلاب ولذويهم.
وقد فهمت من حديث الوزير بان طاقم الوزارة قام بتدقيق الكشوفات الالكترونية ومقارنتها بالكشوفات الورقية وهي خطوة كانت ستمتص الكثير من الغضب الشعبي خلال الاسبوع الماضي لو تم الاعلان عنها, لكن الوزارة عملت على التدقيق من دون الاعلان.
والان ماذا تغير بعد المؤتمر الصحافي, هل اقتنع الطلاب بالنتائج? هل تغيرت نتائجهم حقا? هل انتهت الاخطاء ? هذا ما نتوقع ان نسمعه من الطلبة اليوم?0