م- اكثم الصرايرة
لماذا تهاجم المسيرات السلمية ؟؟ ومن يهاجمها ؟؟؟
إن المسيرات السلمية حق كفله الدستور وأقرته جميع الشرائع والعقائد السماوية و الدنيوية، وهو أسلوب يعتبر من أرقى اساليب الديمقراطية و أبهى صورها ودليل كبير على الحضارة والتقدم ومؤشر سليم على ارتفاع منسوب الحريات وسقف الديمقراطية والحرية الشخصية ودليل قوي على الوعي السياسي للشعب و تنامي قدرته على التأثير في صنع القرار و مساهمته بشكل كبير في صناعة مستقبله وهو متبع في كافة دول العالم المتحضر و يتم اللجوء إليها في الحالات التي تصاب فيها الحكومات والمؤسسات بالصمم والطرش و عندما تهمل مطالب الشعب وتستخف باحتياجاته وتطلعاته في أي مجال سياسي كان أو عمالي أو طلابي، تأتي كبديل عن فشل الحوار في إيصال هذه المطالب و تهدف الى ممارسة الضغط السلمي على الحكومات والمؤسسات كي تستجيب.
لم نسمع يوماً بأن هذه المسيرات السلمية قد هوجمت في أي دولة في العالم باستثناء الدول العربية و من سار على نهجهم من الدول القمعية، لا بل على العكس فهي محببة و مرحب بها من كل القوى والنخب السياسية و الإعلامية والنقابية والحزبية والتعليمية ومن جميع الأطياف الشعبية من الصامتين قبل الناطقين، فهي وسيلة سلمية منظمة معروفة الأهداف والشخوص تهدف إلى إيصال الصوت دون اللجوء إلى العنف أو الاحتقان والتخزين الذي يؤدي إلى الانفجار والخروج الغير منظم الذي لا تحمد عواقبه ولا تعرف نتائجه ويأتي كرد فعل على حالة من الشعور بالظلم وتزايد الضغوطات و تنامي الاحتقان وفقدان الثقة بأي وسيلة سلمية .
في الدول العربية حيث الوضع مختلف .و في الاردن تحديدا .. لم يهاجمها الشعب فهو يعرف بأنه المستفيد الأول من أي اصلاحات ومن أي مكافحة فساد و من أي حريات و من أي تحسن للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ولن نقول بأن النظام هاجمها لأن الملك عبر في أكثر من لقاء له بأنه مع التعبير السلمي للشباب و مع إعطاء الشباب فسحة أمل لإيصال صوتهم والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والحزبية و عدم تهميشهم،كما و وصف حراكهم بالوطني .
إذن من هاجمها ويهاجمها ؟؟؟
1. قوى الشد العكسي المتجذرة في كثير من المواقع المدنية و الأمنية و التي ترى في هذه المسيرات السلميه التي لم تثبت الـ 7 شهور الماضية أنها اقتلعت شجرة، ترى فيها بداية النهاية لسطوتها على مناصب و مواقع الدولة والتي ورثوها وتهادوها وتبادلوها وقايضوها وتقاسموها جيل بعد جيل ويستعدون لتوريثها كل إلى وريثه وبالتالي فإن أي صوت ينادي بالاصلاح وتوزيع المكاسب هو عدوهم، فهاجموها و أساءوا للأردن و شوهوا صورته على القنوات الفضائية وصفحات الجرائد بعدما اعتدوا على صحفيين ومسالمين عزل في وضح النهار ضاربين بعرض الحائط كل التعليمات الملكية الموجهة لهم بضرورة حماية المعتصمين أي كانت مذاهبهم وتوجهاتهم ومطالبهم ما داموا سلميين وهذا ما أثبتته الصور و المقاطع المصورة رغم محاولات بعض ماكينات النفاق التي تستمد طرقها في قلب الحقائق من بعض القنوات العربية الرسمية للانظمة القمعية.
2. قوى الفساد والظلام التي سرقت ونهبت وتاجرت واستباحت وأكلت الأخضر واليابس والتي باعت مقدرات الوطن بأثمان بخسة وتحالفت مع الفاسدين من أصحاب المناصب وتآمرت على الشعب وعلى قوته وماله ومستقبله وجعلوا منه شعباً في مهب الريح وبحكم المباع، فالمديونية والعجز التي أوصلونا لها أبداً لا تتلائم مع شعب عدده 6 مليون يعيش عيشة الكفاف في معظمه تجعل من هذه الدولة تعتاش على المساعدات والهبات الخارجية المشروطة والضرائب والجباية المتزايدة من جيوب المواطنين بشكل رئيس بعدما نضبت مصادرها التي بيعت وسرقت، فبعث هؤلاء ببلطجيتهم المستأجرين والذين لا يملكون في أغلبهم قوت يومهم ولم يبلغوا من التعليم مبادئه من أصحاب الجنح والسوابق والذين لا يتورعون عن ضرب صائم و سفك دمه في شهر رمضان الكريم، أخرجوا قطعانهم سالكين بذلك طريق أحمد عز المصري في موقعة الجمل، حيث ظن بأن حفنة من الموجهين قادرة على اسكات أصوات الحق وصرف النظر عن فساده و النتيجة .... لا صوت يعلو فوق صوت الحق والحراك المقدس نحو تحرير البلد من الفاسدين والناهبين والمستغلين, ( ليس كل أعداء المسيرات بلطجية فمنهم من يعارضها لأسباب يقتنع بها و لكنه لا يأتمر لأوامر الفاسدين ويخرج لضرب إخوته الذين يخالفهم التفكير)
إن كل من يتهم أصحاب الأصوات العالية من المتظاهرين بأنهم مدسوسين وأصحاب أجندة وكل هذه التهم المقلدة المستوحاة من ماكينات التزوير الإعلامية نقول لهم افترضوا ذلك و ليكن صحيحاً افتراضكم بأنهم عملاء و مغرر بهم، إذن لماذا لا تخرجوا أنتم ما دمتم معترفين بحاجتنا إلى الإصلاح ومكافحة الفساد اللذان لم ينطلق قطارهما للآن، فلم نرى فاسداً واحداً خلف القضبان لا بل هارباً و لم نرى أي خطوات ملموسة تعود على الشعب بالمنفعة ولو بعد حين، نحتاج إلى الوقت كي ننجز ولكن يجب أن نبدأ الآن ... أخرجوا أنتم واقطعوا الطريق على من تدعون بأنهم موجهين
أليس الأردن للجميع ؟؟
الا يعم الخير أن حدث و كذلك الشر ؟؟ .....
الم تأتيكم المسيرات بفوائد كثيرة بدءاً بالاطاحة بحكومة الرفاعي مرورا بتعديل قانون الانتخاب انتهاء بتعديل الدستور والذي يكون اخر المكاسب ؟؟
أليس للأردن حق في رقابكم أم أنكم مجرد ضيوف؟؟؟
ألا تهبون لنصرته وتخليصه من هذه العلقات ومن هذه الطحالب وأنتم من تدعون حبه و تغنون به ليل نهار !!!!
أليس لمستقبل أولادكم حق عليكم ؟؟؟
أتريدون توريثهم بلداً منكوباً مفلساً منهوباً يأتمرون فيه لأحفاد من أمروكم وتقلدوا المناصب بالوراثة وتكتبون عليهم مصيراً لا يعلم به إلا الله !!!!
إن من يهاجم لأجل المهاجمة ولا يقدم أي حلول منطقية ولا يسعى للمساعدة ويجلس بعيداً للتنظير وتوجيه الشتائم وتوزيع الاتهامات وصرف الوطنيات.
هو إنسان مفلس ومحبط ولا يملك شيئاً ليقدمه إلا الهراء!