شكلت تصريحات السيد وزير الداخلية و بلا أي مجال للتشكيك إختراقا و تسارعا تأخر ظهوره في مضمار ظهور ملف الفساد على سطح الإعلام الرسمي في أردننا.
الرجل تحدث بكل صراحة عن أن الذي يؤرق الدولة و يفت في عضد المال عام هو نفسه -و لا نعمم هنا - في بعض الأحيان المسؤول الذي من مسلمات الأمر و من مقتضيات الخدمة أن يكون مؤتمنا و عازما على تبييض صفحة االمؤسسات من السرقات و الإستخدامات غير المبررة للمال العام.
في أردننا اليوم فرصة عظيمة للخروج من مأزق الفساد و ظله الذي أثقل كاهل الدولة في رسميتها قبل أن يفرم المواطن و مصالحه.
كانت في خطوة سيد البلاد الذي سمع صراخ المسالكين في بلاده فإعتبر أن نواب الشعب لا يمثلون في أغلبهم سوى أنفسهم و أنفسهم فقط - أقول كانت في خطوة جلالته عظة و أسوة .
فليعلم كل من أراد العبث بالمال العام , أن في هيبة الدولة و عزتها عزة للأردني و أن المقياس الحقيقي للنزاهة و النظافة يكمن في ما يراه الناس لا ما يتلقفونه من تصريح هنا أو قسم بالشرف و النظافة هناك, فالأمان تلمس و لا قيمة للرواية عنها في مجالس العائلات و سمر الأصدقاء
أعتقد أن السيد وزير الداخلية قد و ضع يده على جرح قديم مؤلم و كان شفافا فنقل لنا موقف الحكومة من الفساد و المفسدين, و هنا لنستبشر خيرا بتغيير حقيقي قد يطول حراكه و لكن في نتيجته ضمانا للمواطن و الدولة بأن من يعتلي مركزا في الدولة يصبح تحت العين و السمع في كل ما يفعل و أن الوطن للمواطن موظفا كان أم جنديا أم وزيرا.