زاد الاردن الاخباري -
في ضوء ما تصفها دولة الاحتلال بالنجاحات الضخمة التي قادتها منظمات فلسطينية وحركة المقاطعة العالمية في نقل رواية مضادة للسردية الإسرائيلية، وتقديم الصورة السلبية الحقيقية لدولة الاحتلال، تزايدت الدعوات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة لتشكيل "وزارة الدعاية"، بزعم أن الاحتلال غير متواجد بما يكفي في ساحة المناصرة العالمية، ولم يعد يكفي أن يكون لديه واحد من أقوى الجيوش في العالم بميزانية عشرات المليارات من الدولارات.
يوسف حداد الكاتب الإسرائيلي في القناة 13 كشف أنه "يقوم هذه الأيام بحملة إعلامية في جميع أنحاء الولايات المتحدة لعرض الواقع الإسرائيلي"، وقال: " قبل أيام قليلة حضرت محاضرة في جامعة بيركلي، حيث تم تعديل اللوائح قبل شهر ونصف فقط من قبل تسع مجموعات من طلاب القانون لمنع المتحدثين الموالين لإسرائيل من إلقاء محاضرات في الحرم الجامعي، وأثناء الرحلة التقيت بمجتمعات مختلفة، بما فيها الجاليات اليهودية، واكتشفت نقصًا كبيرًا في المعرفة بينهم حول الحياة في إسرائيل".
وأضاف أن "استطلاعا أجراه المعهد اليهودي للانتخابات في تموز/ يوليو 2021، كشف بشكل واضح أن حوالي ربع اليهود الأمريكيين يعتقدون أن إسرائيل دولة فصل عنصري، بسبب الحملة الضخمة التي تقودها منظمات فلسطينية وحركة BDS التي نجحت في نقل رواية ضد إسرائيل، والترويج للدعاية التي تقدمها في صورة سلبية حول العالم، وقد حققوا نجاحًا كبيرًا في الرأي العام العالمي، في حين لا تفعل إسرائيل ما يكفي للتعامل مع هذه الجبهة الجديدة".
وأشار إلى أنه "في الوقت الحاضر، في عصر الشبكات الاجتماعية، لا يتم حسم الحروب في ساحة المعركة فحسب، بل في الميدان الافتراضي أيضًا، وفيما لا تملك المنظمات الفلسطينية قدرات عسكرية يمكنها التعامل مع جيش الاحتلال، لكن لديها دعاية فعالة، ومع ملايين النشطاء المناهضين لإسرائيل في العالم، وبعضهم من المؤثرين والشخصيات المعروفة، تمكنوا من إيجاد مواقف معادية لإسرائيل في العالم، مما يجعل المسؤولية في هذا الأمر تقع أولاً وقبل كل شيء على عاتق الحكومة الإسرائيلية".
وأوضح أنه "الآن بعد تشكيل حكومة جديدة، وفي الوقت الذي يتم فيه توزيع الحقائب، فإن الجبهة الدعائية يجب أن تؤخذ في الاعتبار، لقد حان الوقت لإعادة وزارة الإعلام، وإعادة تأسيسها كهيئة حكومية مستقلة ذات ميزانيات كبيرة كي تكون قادرة على قيادة المواجهة ضد نزع الشرعية عن إسرائيل في العالم، بحيث تكون وزارة قادرة على إنتاج محتوى إيجابي يعكس الواقع الإسرائيلي للعالم، ودحض الأكاذيب والأساطير، والرد في أوقات القتال من أجل نقل المحتوى الإسرائيلي بطريقة مباشرة، يسهل الوصول إليها في الساحات الدولية". وفق زعمه.
وختم بالقول: "في الوقت الحاضر لا يكفي أن يكون لدينا واحد من أقوى الجيوش في العالم بميزانية تبلغ عشرات المليارات من الدولارات، بينما في الوقت نفسه نحن لسنا حاضرين بشكل كافٍ في ساحة المعلومات العالمية، ونتائج ذلك على صورة إسرائيل ثقيلة ومضرة، مما يحتم أن وزارة الإعلام والدعاية باتت قرار الساعة، دون تأخير".
تأتي هذه الدعوات الإسرائيلية المتزايدة في ضوء إحباط الاحتلال من قدرة الفلسطينيين على تسويق روايتهم الإعلامية عن الصراع على مستوى الرأي العام العالمي، في الوقت الذي ظهر فيه ضعف الرواية الإسرائيلية، وعدم القدرة على ترويجها، رغم امتلاكها قدرات وإمكانات دعائية كبيرة، لكن الفلسطينيين وضعوا معاناتهم تحت الاحتلال على أجندة صانع القرار الدولي، وهو الإنجاز الإعلامي والدعائي.
في الوقت ذاته، يوجه الاحتلال اتهامات قاسية لوسائل الإعلام العالمية لأنها خضعت لرواية الفلسطينيين الذين نجحوا في تسويقها، في حين أن إسرائيل خسرت روايتها عما يحدث، زاعما أن بعض وسائل الإعلام الغربية ساعدت الفلسطينيين بترويج أقوالهم، مما يعني أنهم حققوا الانتصار المرجو في معركة كسب الرأي العام العالمي