زاد الاردن الاخباري -
رغم تعليق الكثير من الآمال على الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الطاقة الشمسية، لإنتاج الطاقة النظيفة والمستدامة للحفاظ على الكوكب، فإن الظروف الجوية المتغيرة تجعلها غير موثوقة.
وفي غضون السنوات القليلة الماضية، أظهر الذكاء الاصطناعي قدرات واعدة على إزالة أبرز العقبات التي تواجهها الطاقة الشمسية، ما يساعد في تعظيم إنتاجها وتخزينها، الأمر الذي يغير قواعد اللعبة ويحولها لمصدر موثوق للطاقة النظيفة.
يمكن عبر الذكاء الاصطناعي المساعدة في التنبؤ بالطاقة الشمسية وصيانة الأصول الشمسية وتقليل التلوث
التنبؤ بالطاقة الشمسية
يمكن عبر الذكاء الاصطناعي المساعدة في التنبؤ بالطاقة الشمسية، وصيانة الأصول الشمسية، وتقليل التلوث. وفي عام 2018 تمكن مشغل سوق الطاقة الأسترالي (AEMO)، وهو الكيان المركزي المسؤول عن التنبؤ بإنتاج الكهرباء في البلاد، من السماح للكهرباء بالتنبؤ الذاتي.
واختار المشغل عددًا من المواقع التي تنتج الطاقة الشمسية للدخول في شراكة مع شركة سولكاست (Solcast) المتخصصة في التنبؤ بالطاقة الشمسية.
وتقدم سولكاست نموذجًا يتميز بشبكة عصبية اصطناعية ونظام حوسبة معقد ومدرب ومتعدد الطبقات مستوحى من الدماغ، للتنبؤ بتوليد الطاقة الشمسية في كل ساعة وحدة كهروضوئية معينة.
ويقوم نظام التنبؤ الآني عبر الأقمار الصناعية باكتشاف خصائص الطقس والسماء والتنبؤ بها من خلال الأكواد الجغرافية، وضوابط الجودة، وتقديرات الإشعاع الشمسي وغيرها، ويغذي بيانات الطاقة الشمسية في الوقت الحقيقي وبيانات تغذية الطاقة الشمسية في الوقت الفعلي، والصور المأخوذة من الأرض للغطاء السحابي.
وينتج النظام أكثر من 600 مليون تنبؤ، محسوبًا في الساعة، تتم مشاركتها مع العملاء في غضون ثوانٍ، وهذا النهج من التنبؤ يؤتي ثماره للعملاء مع تحسن بنسبة 10-15% مقارنة بالنماذج التنبئية AEMO المعتمدة سابقًا.
صيانة الأصول الشمسية
هو مجال آخر أثبت فيه الذكاء نجاعة كبيرة، وتشمل صيانة الأصول عمليات مثل الفحص والتنظيف.
تقليديًا، تتطلب صيانة المزارع الشمسية فريقًا من العمال الذين يفحصون الألواح يدويًا، ويمكن أن تصبح عملية الفحص مملة ومكلفة بسهولة، ولا يمكن أن تكون دقيقة باستمرار، أو يتم إجراؤها يوميًا بشكل كامل.
ومن أجل ذلك، تحول المشغلون إلى الذكاء الاصطناعي لتسريع العملية وتحسين الدقة، وبالتالي تقليل تكاليف مراقبة الجودة للمنشآت بأكملها.
الطقس الغائم ليس السبب الطبيعي الوحيد الذي يمكن أن يعيق إنتاج الطاقة الشمسية، ولكن هناك أيضًا التلوث الذي يحدث لأسباب متعددة
ويتم إدخال الصور الملتقطة من الجو إلى خوارزمية التعلم العميق المدربة، لتحديد وتصنيف العلامات المرئية للعيوب من كمية كبيرة من مجموعات البيانات التي تمت معالجتها مسبقًا للصور المصنفة.
حلول تخفيف التلوث
إن الطقس الغائم ليس السبب الطبيعي الوحيد الذي يمكن أن يعيق إنتاج الطاقة الشمسية، ولكن هناك أيضًا التلوث الذي يحدث لأسباب متعددة من بينها فضلات الطيور، وتراكم حبوب اللقاح على مصفوفات الألواح الكهروضوئية، ما يعيق تغلغل ضوء الشمس وأحيانًا إتلاف مكونات الألواح.
التكلفة العالمية لتلوث مصفوفات الألواح الشمسية قد ترتفع إلى أكثر من 6 مليارات دولار بحلول 2023
دراسة
وقدرت دراسة حديثة أن التكلفة العالمية لتلوث مصفوفات الألواح الشمسية قد ترتفع إلى أكثر من 6 مليارات دولار بحلول عام 2023.
ويمكن أن يؤدي اللجوء إلى المحطات المختصة بإزالة تلك الملوثات إلى تكاليف تنظيف غير ضرورية، لكن في المقابل، يمكن للمنصات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي الاستفادة من تدفقات البيانات الهائلة القادمة من الألواح الشمسية لتحديد متى وكيف ينبغي تنظيف الألواح للمساعدة في زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف.