زاد الاردن الاخباري -
في سهرة رمضانيّة جاءت الأشعار فيها ارتجالاً، والكلام هادئاً كهدوء الليل، اعتدنا في الوكالة أن ندخل تفاصيل حياة الشعراء وننقلها إلى جمهورهم كي نحافظ على موقعنا كصلة دائمة بين الطرفين، ولأمسيات رمضان خصوصيّة ونكهة خاصّة لدى كلّ شاعر تجعله مختلفاً عن غيره، في حوار بسيط وصريح وجلسة لا برهجة فيها، التقينا الشاعرة الأردنية حنين العجارمة فكان الشعر خير عنوان لها ....
-حنين أهلاً بك معنا في هذه الأمسية ...
أهلاً ومرحباً، وسعيدة أن أكون ضيفة على وكالة أنباء الشعر الحاضرة بيننا دائماً والتي أكنّ لها كلّ تقدير .
-ما حال حنين في رمضان ؟ وهل يتعبها الصيام أو يتعارض مع إنتاجها الشعري؟
رمضان هو شهر الصيام عن الطعام والشراب ,,, وشهر العبادة... وشهرالسهر..........
أنـا والليـــل والقمــــرة ومـلائـكتـــي مـــع الأشعـــار
نلملم ضايع الماضــي مع الحاضــر ونـســــري بـــه
واذا كـان الظمـــا أذبـــل نهـــاره مــاحـــل الأمـطـــار
أجــــل منهــــو يــرافقنــــي إذا مـــا جــــظ تعذيبـــه
عطش وقتي وجوعــه والصَّبــر والساكبـــات انهــار
رفاقٍ مــا سواهــــم مـــن يحســـو مــا أهــذري بــه
-كيف تقضين نهارك ؟ وما هي طقوسك الرمضانية؟
أكون في موقع عملي بوزارة الثقافة من العاشرة صباحا حتى الثالثة عصرا، ثم أذهب لممارسة رياضتي في النادي الذي أرتبط به منذ زمن,, ومن ثم أتجول بسيارتي في شوارع مدينتي محافظة مادبا مترنمة على إيحاءات صوت فنّان العرب محمد عبده الذي يكاد يعيش معي كل حياتي .. مستمتعة بمناظر الناس الذين يتسابقون على تناول احتياجاتهم لأجل العودة للبيت قبل موعد الآذان ,, ومن ثم أعود للبيت على موعد الآذان ومعي أغراض كانو قد أرسلوها لي أهلي بمسج على هاتفي لأني لا أحفظ بالسماع دون الكتابة .. وأجلس بين أوراقي لبعد صلاة الفجر لأنام ثلاث ساعات فقط يوميا دون شعور بالنعاس طوال اليوم التالي....
حـياتــي مغرمــة فيـهــا وتغرينــي متاهاتــه
مبين الشعـر والحـوم بنواحيهــا كعصفــورة
ولا لي في علاقات البشر وامــوات عـاداتــه
إلي دنيا أعيش ابها حنيـن الصوت والصورة
-هل هناك ما يلهيكِ برمضان عن نفسك؟
لا يوجد عندي ما يلهيني عن نفسي وكل همي هو حنين أرعاها في كل حناياها .. وأهلي دائما يشكون من قلة رؤيتي وخصوصا أبي أسمعه دائما يناديني ( حنين حنين حنين ... ودي أشوفج يا ابوي ... لا تبعدي عني ... كم ودي اعيش) أطال الله عمره ,,, وأحضر له، وسرعان ما تسرقني طقوس غرفتي دون أن أعلم,,, لأعود لها وكأنني فارقتها لأوقات طويلة,,
-ما هي طقوس غرفتك؟
مكتبتي المتواضعة,, وجهاز اللاب توب,, والصوفا التي يكمن بها سر راحتي واسترخائي ,, وقهوتي السادة التي تكاد لا تغادرني إلا ساعات الصيام ,,وقلم الحبر الأسود ,, والأجندة التي أروي لها ما بداخلي لترويني لنفسي ,,, لنبكي بعدها بعضنا معا...
-النشاطات والأمسيات في رمضان لها نصيب من وقتك؟
لا أشارك في أية نشاطات في رمضان بل أستغل وجود ملائكتي حولي من كل صوب لأبوح ما بداخلي لأوراقي....
-هل من مقربين لك من الأصدقاء في بعض الأوقات؟
نعم هناك أطياف قريبة لقلبي كثيرا تظهر وتختفي وتعود بحسب دواعي الروح الساكنة في حناياي , وبحسب ما ألمس بها من صدق ,, لتكون ساعات التقائنا عبارة عن صرخات مولود اخترقت سكونه الحياة.
-هل تعتبرين أن شهر رمضان كان وجه خير عليك بسبب التواقيع المهمة الأخيرة التي وقعتها؟
نعم بعد سنتين من الركود بعد شاعر المليون بسبب ظروف خرجت عن سيطرتي هذا العام أجده مليئاً بالنجاحات، كنت قد وقعت سابقا مع شركة الأوتار الذهبية للإنتاج والتوزيع وبالطبع تم طرح ألبومي (الزوبعة) بالأسواق ولاقى نجاحا كبيرا ,, ووقعت مع إذاعة أردنية سأعلن لاحقا عنها لإعداد وتقديم برنامج (همسة حنين) قريبا حيث قمت بتسجيله كاملا,, وأخيرا وقعت مع شركة أريبيا سل العالمية لخدمات الجوال والإنترنت,, والآن بصدد توقيع عملين غير عاديين سيكونان إن شاء الله بمثابة نقلة في حياتي,, (وربي يديم علي النعمة ,, ويرزق كل من يستاهلها من مجتهد ونشيط ,,ويبعد الشر عني).
-هل تتابعين برامج معينة ؟؟ وما هي؟
برامج التلفاز لا تستهويني ,,, فأحمل بداخلي تلفازات لا بد من متابعتها.
-الذي تتابعينه داخلك ماذا يثير فيك ؟
الحب لكل من حولي ,,, الإحساس المرهف لدرجة البكاء لأي سبب قد يكون عادياً,,, والتقرب ممن يحبون حنين لأحصل منهم على الدلال الكافي لأني أعشق الدلال والشعور بأن هناك من يهتم بي .
-ماذا تقصدين من يحبون حنين وأي من الجنسين ؟
أختي الشاعرة المهندسة عبيرالخاصة بي الغالية الغائبة مع زوجها وابنتها في روما,, وغيرها...
وأستذكر هنا قولي:
كلمـة أحبِّـــــــك نلتهــــــا كـــــم مــــرّة
لكــن ولا مـــرة خفوقــــــي سمعهـــــا
كم نلتها وكـم شلتهــــــا بقلــب حـــــرّة
باتت علــى متـــن الألــــم في وجعهــــا
ما هزهـــــــا ضـرب الأعاصيــــر مــرّة
ولا جرجرتهــــا العولمـــة فــي بدعهــا
دام الصبــابــــة فـــــي وطنهـــا مقـــرّه
وهف الزوابع نابـــــعٍ مـــــــن نبعهـــــا
من جــا لهــــــــا الله يعديــــــه شـــــرّه
يجبر علـى حالــــه سنيــــــنٍ جمعهـــــا
ما هـــي بسهلـــة دربهـــا مـــن يمـــره
ولا هي بقصــة خاتمـــنٍ فـــي صبعهـــا
رغم الحــــلا متماطــــرن مـــن مــــدرّه
لكــــن ولا أحـــدْ بـــــزمانـــه جرعهـــا
-لن أقول لك أسمعينا شيئا من أشعارك ,, إذ إنّك قدّمتِها بسخاء,, لكن دعيني أسألك أين حنين في هذا الوقت؟
أشوف الناس تعبانة ولا في نفسها أي شي
تقضيها على تخت الأماني والنظر غربي
تناظر لحظة اللقيا مبين عروقها والمي
يصحي الزاد في دمه أماني جت له تلبي
صدى الضحكات باللمة الهنية بالخوي والخي
وانا والشوق نتناوب مع الليل بتعب قلبي
-ماذا تقولين لجمهور ومحبي حنين؟
أحلق وانثر احساسي مثل غيمــة سمــــا كانــــون
تسرمدهـــــا محبتكــــم أيــــا جمهــــور أشعـــاري
وانا من دونكم ما لي سـوى دمـــع وألــم مكنـــون
تهاطل في كتاب افشــــى بحبـــره بــوح أســراري
أتمنى أن أكون قد وفقت في ارتجالاتي الشعرية التي استفزتها أسئلتك ولربما أنني كنت بحاجة لمثل هذا التحليق داخلي ,,, ورمضان كريم عليك وعلى الحميع وكل الشكر لك على هذه الاستضافة العذبة.
عن وكالة الشعر العربي