فجأة وبدون مقدمات… لم يتم صرف رواتب التقاعد للمهندسين عن شهر تشرين ثاني الماضي، ومعروف أن ناقوس الخطر تم طرقه اكثر من مرة سابقا ً… وكان مجالاً خصباً للمناكفات بين البيض والخضر والمستقلين… ففي عهد السيطرة الطويلة للبيض كانت التقارير مبشرة دائماً… وأن نقطة التعادل ستكون في 2026… وطرحت التعديلات لنظام الصندوق بهدف نقل نقطة التعادل للأمام من إدارة النقابة الحالية نمو… ولكن فشل تمرير التعديلات لأن التجاذب الحزبي أو السياسي نسي نفسه وذهب باتجاه المناكفة… ولم تفلح الهيئة العامة لأكثر من مرة في تمرير التعديلات الواجبة والتي كانت ستحمي الصندوق والمتقاعدين مع أن الأمور فنية مالية بحتة وستنعكس نتائجها على الجميع… واستمرت حرب داحس والغبراء… دون تفكير منطقي بأهمية الصندوق والتقاعد وسمعة النقابة واستمراريتها… وكان حرياً بالجميع الإنصياع لكل التحذيرات والعمل بمنطق مالي فني يحافظ على صندوق التقاعد وأمواله لنقابة يقترب عدد منتسبيها من مئتي ألف.
هنالك إدعاءات بشبهات فساد ونقص الخبرة الفنية للقائمين على الصندوق في الحقبة الماضية… وهنالك استنزافات إدارية ومخالفات سابقة في التصرف بموجودات الصندوق، وهنالك استثمارات خاسرة أو ضعيفة في أموال الصندوق… وعدم التنويع فيها.. ولا ننسى شراء الأراضي بأثمان مضاعفة لا تعكس سعرها الحقيقي… وإدراج تقيمات مبالغ فيها من الإدارات السابقة لعكس نجاح موهوم وتطمينات لا تستند لواقع صحيح… وهنا تتحمل الإدارة الحالية بعضا من المسؤولية، إذ كان من الواجب وضع النقاط على الحروف منذ استلامها… ليس لتسجيل نجاحات ومواقف إنتخابية بل لوضع الحقيقة أمام كل مهندس، وكذلك الجدية بمحاسبة كل من تسبب في العبث بموجودات الصندوق وإستثماراته من خلال لجان فنية محايدة… فالواقع يشي بشبهات فساد في شراء الأراضي وكذلك تثمينها بأضعاف سعرها الحقيقي… وأيضا وجب التركيز على دعم الإنتساب للصندوق وزيادة عدد المشتركين، وأن لا تكون روافد الصندوق الأساسية من الإشتراكات فقط.. بل الإستثمار وحسن الإدارة والموازنة بين الممتلكات الثابتة والسيولة المطلوبة شهرياً لدفع الرواتب التقاعدية والتي تصل 4.5 مليون دينار… بينما تحصيلات الإشتراكات لا تصل 2.5 دينار… وآخر شهر حول المليون دينار كما علنت الإدارة الحالية، لعدم دفع الإشتراكات من المنتسبين ولهم أسبابهم والتي أهمها إنعدام الثقة.
مطلوب حاليا تكاتف الجميع ودعم التعديلات وإعادة هيكلة إدارة الصندوق والتخلص من كل الفريق السابق للإستثمار وإدارة أموال صندوق التقاعد، واستبدالهم بخبراء إستثمار حقيقيين دون تنفيعات أو واسطات… أو ألوان… فالأمر فني مالي بحت لا يحتمل ممارسات تصب في الفساد والإفساد…وضياع حقوق المشتركين في خريف عمرهم… ! اتركوا ألوانكم خارج النقابة بهذا الأمر.
ومطلب من الجميع أن تتم محاسبة كل من قصر وتسبب بالوضع الحالي… وتشكيل لجنة محايدة لذلك، فما ذنب مهندس دفع التزاماته لأكثر من ثلاثين عاما… واعتمد على التقاعد ليساعده في حياته… لنقول له (الحق على البيض أو الخضر… !) ثم أن البعض لا يبرء الإدارة الحالية من توقيت إيقاف الرواتب لاستخدامه للضغط بأتجاه التعديلات… المكاشفة وإعلان الوضع بحقيقته ومحاسبة كل متهاون كانت الأولى لوضع الهيئة العامة أمام مسؤولياتها وتعزيز الثقة بالصندوق… وأن نبتعد عن الألوان ولا نكون بعقلية الدهماء في موضوع يهمنا جميعاً ولا يحتمل تسجيل النقاط الإنتخابية أو السيطرة والهيمنة على النقابة.
موجودات الصندوق تقترب من 300 مليون… السيولة مليون كما أعلن… نحتاج لحلول يتفهمها الجميع… ولا مانع من التضحية والإبتعاد عن الأنانية لصالح الجميع… نتمنى أن تدرك الإدارة الحالية كل هذا وأن تعمل باتجاه إعادة الروح للصندوق وعدم التهاون بمقدرات التقاعد للمهندسين… وأن (لا نجلب الدب لكرمنا)… ونحن قادرون ولدينا الكفاءات والعقليات التي تستطيع إصلاح ما تم تخريبه…إما لفساد أو ضعف أو تهاون… استعجلوا الحل، المتاقعدون ليس لهم ذنب… مع أن سلبيتنا في الإنتخابات جلبت لنا من لا يستحق أن يكون في إدارة النقابة في حقب مضت… ولم نتعلم الدرس… بالمناسبة أنا مستقل لا أخضر ولا أبيض… ولكني مع نقابة متطورة تخدم المهنة والمنتسبين والوطن، بغض النظر عن الأيديولوجيا… التي (ذهبت بريحنا وأوصلتنا الدار السودا)… حمى الله الأردن.