زاد الاردن الاخباري -
أقام منتدى الرواد الكبار حفل توقيع كتاب "توفيق النمري- مطرب الأردني الأصيل"، للباحث والكاتب نبيل عماري، أول من أمس، وادارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، وحضر الحفل العين جميل النمري، والفنان مالك ماضي، ونخبة من المثقفين.
مديرة المنتدى هيفاء البشير أشارت إلى أن مؤلف الكتاب هو قامة ذات جذور راسخة في توثيق التراث الأردني، لافتة إلى أن الكتاب يتحدث عن فنان عريق من فناني الأردن الذي رسخّوا للأغنية الاردنية وتركوا بصمة واضحة ظل صداها يرن في أنحاء الوطن العربي، إنه الفنان توفيق النمري مرهف الإحساس الذي لطالما أستقى من البيئة الأردنية مفرداتها من البادية والقرى، من الإنسان الأردني سواء الجندي أو الفتاة النشمية، ومن كل ذلك صاغه على شكل أغنيات، وسكب من روحه ألحاناَ عذبة تاركاً لنا أرثاً موسيقياً وغنائياً رصد فيها ذاكرة للأردن وأهلها .
استعرض المؤلف السيرة الذاتية للمطرب "توفيق النمري"، قائلا كان النمري "كاتب أغنية وملحن ومطرب وجامع للتراث الأردني أغانيه قصة وبيدر وذكريات ووطن وعشق وعطر وليل وقمر والقمر قمر الحصادين والعطر ضمة ورد من جنينتنا من عاشق لمعشوق.. وزيزفونة وفلكلور جميل وجيش وعز وبنية مزيونة".
وقال عماري إن النمري من أوائل من كتب النوتة الموسيقية في الأردن مروراً باللحن الحجازي والذي أعجب به الملك عبدالله الأول وشارك موسيقاه وأغانية بها المدرسة التي تعلم بها وأخذت موهبته بالظهور وأحبه طلاب المدرسة وشجعه المدرسين وأشتهر في بلدته الحصن خاصة عندما كان يردد أغاني عبد الوهاب وسيد درويش ويسمعون صوته وهو يرتل ويترنم في كنيسة الروم الكاثوليك بصوت شجي خاصة ترانيم الجمعة العظيمة والخميس العظيم والقداديس والتي كانت تقام أيام الأحد والأعياد.
وتابع عماري واجه النمري الحياة العملية بما فيها من صعوبات ومتاعب بعمره المبكر دخل معترك الحياة، وخلال فترة عمله لم ينقطع عن الغناء والموسيقى فرافقه العود وسمع تراث البادية والريف وخاصة تراث أهل الرمثا المتميز وتشرب التراث حين جمعه ودونه وأنطلق إلى أذاعة رام الله بخطى ثابتة ومتينة في العام 1949 حين سمعه مدير الذاعة راجي صهيون والذي طلب منه "أغنية لشهر رمضان"، والتي انجزها ولحنها بسرعة وغناها عبر أثير الأذاعة وهنا كانت نقطة البداية مع الأذاعة الأردنية والتي كانت موجودة برام الله وعندما قام الملك عبدالله الأول بزيارة رام الله طلب منه راجي صهيون أغنية خاصة لأستقبال جلالة الملك فقدم أغنية أبو طلال تاجك غالي علينا وحققت الأغنية نجاحاً وأعجاب من الملك وأصى بتوفيق خيراً.
واشار عماري إلى أن النمري أنتقل بعد عقد من الزمن لأذاعة عمان وقد شهدت الأغنية الأردنية عصرها الذهبي في عهد الراحلين الشهيد وصفي التل وهزاع المجالي حين قام وصفي التل بعملية البحث عن التراث وجمعه وغناءه بعد تغير بعض الكلمات ودخلت الأغنية عصرها الذهبي وتطورت وأزدهرت فكان رحمة وصفي يشجع الشعراء على العطاء من سليمان المشيني ورشيد الكيلاني وحسني فريز وابراهيم مبيضين وكذلك الملحنين أمثال توفيق النمري وجميل العاص وروحي شاهين وأميل حداد ويحضر تسجيلات الأغاني بنفسه فقطعت الأغنية الأردنية شوط كبير بالوصول إلى خارج الأردن والبلاد العربية والعالم حين شوهد أهتمام واضح بالأغنية الأردنية خاصة من أذاعة لندن وصوت العرب وأذاعات المغرب العربي بفضل الرعاية وبفضل أصوات توفيق النمري وعبده موسى وجميل وسلوى وغيرهم حينها صارت.
وخلص عماري، إلى أن النمري قامة فنية شامخة ورائد من رواد الأغنية الأردنية، وسنديانة باسقة من سنديانات الوطن، حيث ولد من رحم التراث الأردني بدوي كان أم ريفي فقد تحدى المستحيل بأصالة وحبه لبلدته الجميلة الحصن وسهول القمح ومنابت الدحنون ورائحة الطيون وكذلك حبه للأردن من شماله لجنوبه عربي الهوى يعتز بعروبتة عاشق لفلسطين للقدس ورام الله والخليل توفيق النمري ابن مدينة الحصن ولد في العام 1918 وتوفي في 23 /11/ 2011 عن عمر ناهز 93 عاماً، وقد كان النمري يكتب الأغنية ويلحنها ويغنيها، كما أعطى العديد من الكلمات والألحان لمطربين ومطربات من مصر، سوريا، لبنان، كما لاقت أغانيه ه أنتشاراً واسعاً ورددها الناس وصارت على كل لسان ولا زالت وهي اعمال خالدة تردد صداها داخل وخارج الوطن.