زاد الاردن الاخباري -
أنس القطاطشة - منذ اليوم الاول لحكومة سمير زيد الرفاعي راهن عدد ليس بقليل من المراقبين السياسيين على فشل الحكومة في التعاطي مع عدة ملفات خاصة تلك التي توصف ببقايا الحكومة السابقة وعلى رأسها ملف عجز الموازنة، لدرجة ان بعض المحلليين والمراقبين ذهب الى ابعد من هذا بالتكهن بقرارات الرفاعي التي سيتخذها مجلسه الوزاري الذي ظهر فيه ميزة عدم التجانس منذ ان تتالوا الى اقسام اليمين الدستوري..لدرجة ان احد الوزراء من الديانة المسيحية اقسم اليمين القانوني واضعاً يده على القرآن الكريم بدلاً من الانجيل بالخطأ!
عدم التجانس بين فريق الرفاعي الوزاري ظهر مره اخرى في ما يرشح من معلومات من كواليس جلسات مجلس الوزراء وعدم رضى بعض الوزراء عن قرارات مجلسهم ولم يخفي بعضهم سراً الجدل البيزنطي الذي كانت تدور رحاه حتى وصل الامر الى استمرار بعض الجلسات الى اكثر من ثلاث ساعات..وما اثير عن \"زعلت\" الرجل الثاني في حكومة سمير الرفاعي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية رجائي المعشر ،الذي قيل انه غاضب منما يحدث في الحكومة ولوح بتقديم استقالته-وهو بالمناسبة ذات الوزير الذي اقسم على القرآن بدلاً من الانجيل.
بما لا يدع مجال للشك أن قرارات رئيس الوزراء سمير الرفاعي \"الحفيد\" ومنذ تكليفه لا تدخل في حساب المنطق السياسي او حتى ابجدية اللعبة التناحرية لجعل ميزان المحاصصه بما يخص المنصب العليا بحالة مساواه على الدوام،وتوصف هذه القرارات بعدم التوازن والوضوح في الخطاب السياسي من جهه، وغياب التنسيق الحكومي مع اقطاب المجتمع السياسي والتي بالضرورة عليها المشاركة بصياغة الخارطة السياسية الاردنية من جهه اخرى.
ولكن هناك من يطرح تساؤل لا يخلو من الخبث السياسي ...فقط تكون هذه القرارت والسياسة الحكومية المنتهجة الوصفة الامثل للخروج من انفاق الازمات الحكومية والتي عصفت بحكومات سابقة؟
بمعنى اكثر وضوحاُ ان سمير الرفاعي يقصد\"خلط الحابل بالنابل\" حتى تمارس الحكومة صلاحياتها المثلى بعيداً عن فكر وتوجه المراهنيين على فشلها وابقاء صالون عمان السياسي بحالة من الجدل عن طريق استقطاب اصحاب التاريخ السياسي الذي يحمل الكثير من علامات الاستفهام وابعاد اصحاب سياسة الاتزان ،من اجل ايهام الجميع ان قرارات الحكومة تفوح منها رائحة الشخصنة والتخبط وبالمقابل هذا هو المطلوب وبالتالي يبقى الرفاعي \"الحفيد\" يمارس شد السنارة التي بآخرها الطعم الذي ابتلعه الجميع؟!
ولكن هل يملك رئيس الوزراء سمير الرفاعي مقومات ومواصفات صاحب هذه التكتيك السياسي والاستراتيجي الفذ؟!
الجميع يعلم ان رئيس الوزراء الحالي هو نجل رئيس الوزراء الاسبق زيد الرفاعي الذي اعتزل الحياة السياسية والعمل العام حين تم تكليف \"بكره\" سمير بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة نادر الذهبي.
ومعنى هذا ان ما سبق ذكره قد يكون سيناريو مطروح والحنكة السياسية ليست عند الابن\"سمير\" بل هي عند الاب زيد الرفاعي الذي ليس من المعقول ان يترك فلذت الفؤاد يتخبط بعيداً عن اسداء النصيحه له،خاصة ان الرفاعي الاب مر بهكذا تجربة ابان حكومته في العام 1989م.
اذاً فالسؤال الواجب طرحه دون الطمع بالحصول على اجابه ولكن لفهم الموقف فقط:
من هو رئيس الوزراء الفعلي الرفاعي الاب ام الرفاعي الابن؟!
حين تسقط حكومة الرفاعي ..\"الاب والابن\" سوف تتناسل معلومات كواليسها وحينها قد تتضح الاجابة على اكثر من تساؤل وقد تغيب الاجابات!
ktatsheh12@yahoo.com
http://www.aboshreek.com/News.aspx?ID=431