زاد الاردن الاخباري -
أكد قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار، يوم الأربعاء، أن عام 2023 سيشهد استحقاقات كبرى "بحسب ما أكدته لنا استخبارات كتائب القسام" الجناح العسكري للحركة، كاشفًا عن عزم حركته إمهال الاحتلال فترة محددة لإنجاز صفقة تبادل الأسرى.
وذكر السنوار، في كلمة خلال مهرجان انطلاقة حماس الـ35 في ساحة الكتيبة بمدينة غزة، وفق متابعة وكالة "صفا": أن "حماس اتُهمت خلال مرحلة سابقة بوضع مصلحة شعبنا وظروف حياتهم ضمن منظومة حساباتنا خلال استحقاقات مواجهة العدو وهي تهمة نعترف بها ونتشرف أنها في صميم حساباتنا لأننا نؤمن أن الحاضنة الشعبية للمقاومة يجب أن تكون قادرة على مواصلة الطريق الطويل حتى التحرير والعودة وتعزيز الصمود".
وتساءل: "لعل البعض سألنا لماذا لا نبادر لتدفيع الاحتلال ثمن جرائمه التي يرتكبها كل يوم في عملية تهويد الأقصى؟ وأمام جرائم الاحتلال بالضفة؟ ونقول إن مبدأ وجود الاحتلال على أرضنا ومقدساتنا هو سبب كاف لإلزامنا بمقاومته فكيف وهو يضيف لذلك كل الجرائم التي نسمع ونرى".
وأضاف "لا شك أنه خلال الأشهر الأخيرة كانت هناك عشرات الأحداث والجرائم التي توجب الرد منا، ولكن قدرنا وتقدير استخبارات القسام وأجهزتنا الأمنية أكدت لنا أننا سنكون خلال عام 2023 أمام استحقاقات وطنية كبرى".
وتابع "قدّرت أنه سيأتي اليمين الفاشي وسيحطم كل القواعد ويتجاوز كل الخطوط الحمراء، وإن استحقاقات ذلك ستكون على شعبنا في كافة أماكن تواجده وعلى محور المقاومة ستكون كبيرة وباهظة".
وأشار إلى أن ذلك "تطلب أن نعطي الفرصة لاشتعال المقاومة بالضفة لأنها قلب المشروع الوطني والمقاومة، وأن نزيد من مراكمة قوتنا وإعداد ما نستطيع من قوة وأن نسعى لحشد طاقات شعبنا للمواجهات القادمة وأن نعطي لشعبنا فرصة لتضميد الجراح".
وأكمل "علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لأن نهبَ هبّة رجلٍ واحد للدفاع عن الأقصى، وأن تكون كل أمتنا الحية جاهزة للزحف بطوفان هادر لاقتلاع هذا الاحتلال عن أرضنا".
صفقة الأسرى
وكشف السنوار عن الشروط التي وضعتها حركته في آخر مفاوضات لتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي جرت قبيل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
وقال السنوار، وفق متابعة وكالة "صفا"، إن المقاومة وضعت شروطًا للبدء بصفقة تبادل مع الاحتلال.
وأضاف "أدارت الحركة خلال الجولات الماضية مفاوضات، وكانت الجولة الأخيرة قبيل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وكانت مطالبنا واضحة".
ووفق السنوار؛ فإن شروط الحركة تتمثل في الإفراج عن معتقلي صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، والأسيرات والأسرى الأطفال والأسرى المرضى وعلى رأسهم الأسير القائد في كتائب شهداء الأقصى ناصر أبو حميد، والأسير القائد في الجبهة الشعبية وليد دقة، بالإضافة إلى الأسرى القدامى والجثامين المحتجزة.
وأوضح أن حماس اشترطت ذلك مقابل تسليم الاحتلال كل من جنوده "منغستو" و"السيد" ومعلومات عن "صندوقين أسودين، إما جثامين الضابط هدار وشاؤول أو دليل حياتهما، ثم نكمل كما كان في صفقة شاليط".
وأكد أن المفاوضات مع الاحتلال انقطعت بسبب الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
وتابع "سنمهل الاحتلال وقتا محدودا لإتمام هذه الصفقة، وإلا سنغلق ملف الجنود الأربعة إلى الأبد، وسنجد طريقة أخرى لتحرير أسرانا".
الوضع الوطني
وفي سياق آخر، أوضح السنوار أن "التنسيق والتسوية لم يحققا لشعبنا إلاّ الفشل والدمار، وإن عقيدة البندقية والمقاومة هي السبيل لتحقيق أهداف شعبنا وسلوك العمل الوطني الموحد".
وأكد أن حماس لم تختلف استراتيجيا مع حركة فتح يوم كانت ترفع راية التحرير والعودة والمقاومة المسلحة، قائلاً "صحيح اختلفنا معهم على ما يسمى عملية التسوية وأوسلو؛ لكننا اليوم على توافق مع كل من يحمل البندقية".
وأضاف "ها هم مجاهدونا من كافة الفصائل في جنين وعرين الأسود لا يستطيع أحدهم أن يتميز عن الأخر؛ وإننا نرى أن حملة الاعتقالات الأخيرة لنشطاء حماس بالضفة مؤشر يؤكد أن قيادة التنسيق الأمني مصرة على الاستمرار في هذا النفق المظلم، وأنها غير جاهزة للخروج من هذا المسار المدمر".
ودعا السنوار قيادة السلطة لتنفيذ قرارات المجلس المركزي المتعاقبة وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني، والكف عن اعتقال المقاومين والنشطاء، والجلوس فورًا لترتيب منظمة التحرير والتوافق على برنامج مقاومة حكومة الاحتلال.
وتابع "ولا أحد يضع علينا شروطًا بالاعتراف بشروط الرباعية الدولية التي لا تنصف شعبنا، وهذا لن يحدث أبدًا ولو أُبدنا عن بكرة أبينا ولو وضعوا الشمس والقمر في أيدينا".
وأوضح السنوار أن "ظاهرة مخيم جنين وعرين الأسود وكتيبة جنين والمجموعات الفدائية بالضفة وعمليات مقاومة الاحتلال، وتصاعد المقاومة بكافة أشكالها جعل الاحتلال يدفع فاتورة الاحتلال والاستيطان".
وأكد أن "المقاومة هي السبيل الوحيد لخلاص شعبنا وتحقيق أهدافه بالتحرير والعودة"، مشددًا على "أنه ما لم نبادر اليوم لندفع ضريبة الاحتلال بالعزة والكرامة سندفع مئات أضعافه تحت أقدام المستوطنين".
ودعا شعبنا لأخذ زمام المبادرة "والخروج بقضيتنا من نفق الظلام والعبثية"، مؤكدًا أنه "ما لم يبادر اليوم سيندم غدًا، ولا تسمحوا لأحد أن يعيدكم لمربع النزاعات الداخلية والتراشق، فلا متسع لدينا لذلك، وخطر اليمين الفاشي على رؤوسنا".
وأضاف "يا أهلنا في القدس اصبروا وصابروا ورابطوا؛ يا أهلنا في الداخل رصوا صفوفكم ووحدوا جبهتكم وتجهزوا لمقاومة الفاشية الصهيونية بأساليبكم التي تحددونها، واعلموا أنكم كقنبلة نووية في عمق الكيان، ولا تسمحوا أن يقوم أحد منكم بدور غسيل وجه الاحتلال القبيح".
رسالة للأسرى وشعبنا
ووجه السنوار رسالة إلى الأسرى داخل سجون الاحتلال، قائلاً: "أنتم محل إجماع وطني وبيدكم مفاتيح الاستقرار بالمنطقة، وجرب الاحتلال كيف تدحرج إضرابكم في عام 2014 لعمليات بالضفة، ومواجهة استمرت 51 يومًا مع غزة".
وأضاف "رصوا صفوفكم لمواجهة الموجة القادمة، وجهزوا خططكم وكلنا معكم ولن نخذلكم".
وأكد السنوار أن "دور أهلنا في المهجر عظيم بفضح الاحتلال وجرائمه وعنصريته وسياساته للمجتمعات والدول التي تعيشون فيها"، مضيفًا "اليوم في ظل حكومة اليمين العنصري الفاشي ستجدون في كل يوم مادة جديدة لتنقلوها وتنشروها وتكشفوا حقيقتهم وتقطعوا حبل الناس عنهم".
ووجه رسالة إلى قطاع غزة، قائلاً "صبرتم صبر أيوب، وعشرات الآلاف منكم لا يجدون قوتهم ولا أفقًا لمستقبلهم. دفعتهم الضريبة الأبهظ لتكون غزة قلعة الوطن لتذود عن القدس والأسرى وتحافظ على القضية الوطنية من الضياع".
وأضاف "قد تحقق بصبركم وثباتكم معادلات الردع مع العدو، وإن أبناءكم في كتائب القسام خاصة وأجنحة المقاومة عامة لم يضيعوا دقيقة دون عمل، لبناء قوة التحرير وجيش التحرير وهم يعملون ليل نهار وقد رأيتهم جزءا من ثمرة عملهم في معركة سيف القدس وكيف أوقفت مقاومة تل أبيب على رجل واحدة".
رسالة للاحتلال
وأضاف "رسالتنا لقادة الاحتلال الفاشيين؛ نحن لا نخشاكم ولا نخشى تهديداتكم ولا سياساتكم وقد جرب شعبنا ومقاومتنا وجربنا من هو أشرس وأعتى وأجرم وأعمق منكم من قادتكم السابقين، لقد أسقطنا حكوماتكم ونحن قادرون على إسقاط كل حكومة لكم؛ ولن تعجزوا شعبنا".
وأكد السنوار أن "الاحتلال فعّل نظام التدمير الذاتي لكيانه، ويزيد فرص توحد شعبنا وأمتنا".
وختم حديثه "سنأتيكم بطوفان هادر، وصواريخ دون عد، وطوفان جنود دون حد، وبملايين من أمتنا مدًا بعد مد".صفا