وسط محيط اقليمي مأزوم يشهد متغيرات استراتيجيه عميقة ومناخات سياسية حادة اخذت تكون رياح ضاغطة على المشهد العام وظرف اقتصادي لم يتعافى بعد من آثار كورونا الوباء يقوم جلالة الملك بقيادة السفينه الاردنيه وسط كل هذه الامواج بحكمه ويتعامل مع المتغير المحيط بموضوعية وواسع اقتدار كما يقوم بذات السياق بالتعاطي مع الشان الداخلى وفق جمله تقديرية تتعاطي مع المحيط للتخفيف الضغط على الحواضن الداخلية .
ولعل المتغير الاستراتيجي الذى طرا على واقع المشتقات البترولية واخذ يشكل جملة اساسية يستوجب التعامل من منطلق تقديرات اخرى بعد ما قامت الرياض بفتح قنوات تجاريه اخرى للمشتقات البترولية غيرت عبره ميزان الربط (البترودولار) لتحوله من سلعة استراتيجيه تستوجب بيع وشراء النفط بالدولار الى اخرى تجارية تقوم على شراء النفط باليووان والروبل وهو ما جعل من فضاء المنطقه يتغير الى فضاءات تحول تيارات اخرى مع دخول الصين للشرق الاوسط من واسع الابواب باتفاقيه استراتيجيه مع الصين وتمدد النفوء الروسي من قاعدة سوريا للجزائر وهو ما جعل ميزن التعامل وادواته المحركة ليست كما كانت عليه الحال بمجملها امريكيه .
وفى ظل هذه المتغيرات بالمنطقة يعود نتنياهو لسدة القرار فى اسرائيل وتعود معه سياسية تصدير الازمات التى يجيدها ويجيد التلاعب بابجاديتها والتى تقوم على خلق واقع ضاغط على مجتمعات المنطقه بما يجعله قادر على تحريك ادواتها بما يسمح له بانتاج واقع جديد يمتلك مفاتيحه ويعرف ابواب مدخلاته بما يوسع من مساحة قدرته على انتاج الجمل والاستثمار بالمعطيات فالسياسي الناجح هو من يصنع المشكله ويقوم على حلها .
حيث يعود نتنياهو هذه المره بحكومه منطرفه بالشكل كما فى المضمون يشكل فيها هو ميزان الاعتدال وهى تمتلك كل عناوين التطرف وبرنامج عمل يقوم على (التطرف والتاجيج ونقل دوامة العنف من الضفة الغربية الى الضفة الشرقيه ) وهى مؤيده بفريق وزاري عناوينه اقصائيه برمزيه سموريتش وبقيادة بن غافيير الذى ينتظر ان يكون على سدة بيت القرار الامنى والعسكري الحدودي بين الضفتين وهذا ما يزيد الامر تعقيد على جغرافيه المكان للاردن نتيجة موقعه المحيط .
وفى وسط هذه الاجواء المعقده يقوم جلالة الملك بحلحلة عقد الازمة فيقوم بارسال رسائل تبين الخطوط العامه لحكومة نتياهو تجاه القدس عبر قعالية وقفيه القدس ولقاءاته بالكنائس المسيحيه المقدسيه بعدها وكما يقوم بارسال رئيس الوزراء بشر الخصاونه للرياض بوفد وزاري وامني كبير ويعود بنتائج مبشره يبعث للطمئنية ويبشر بالخير بان دعم الاردن اصبح محط اجماعي عربي وان الاردن لن يترك وحده فى مواجهة كل هذه الصعاب والتحديات وهذا ما يؤكد ان العقد الذاتيه فى المشهد الداخلى حلحلتها فى الغالب الاعم حاضره فى المحيط السياسي .
صحيح ان لدينا ازمه داخليه معيشيه واقتصادية يصعب ادارتها لقلة الموارد الطبيعيه التى نمتلكها وللدور الوظيفي الذى نعتمد عليه بتشكبل عنصر حمايه لكن ما هو صحيح ايضا ان الاردن بات يعتبر بوابه الآمن الواضحه للولايات المتحده فى المطقه بعد جملة المتغيرات التى غيرت الوانها وجعلت البعض منها اقرب للصين والبعض الاخر يذهب تجاه روسيا بينما تتارجح اسرائيل على ايقاع بندول التعدديه القطبيه وهو ما يجعل من الاردن يرسم احد اهم بيوت الجمله الامنيه للمنطقه ويبشر ان حصان الاردن وهو الحصان الرابح على الرغم من كل التحديات وواقع الازمه المعيشيه التى نعيش .
وهى الازمه التى لا يمكن فصل تكوين فضاءاتها عن الحواضن المحيطه فان العامل الذاتي لا يجب تقيميه دون الاخذ بعين الاعتبار المحيط الموضوعي عن طريق متابعة سلسلة سيرها
وتتبع تنامي فعالياتها كونها جاءت منظمة وليست نتيجة هبه عشوائيه لحالة طبيعية ، فان التعامل مع المنظومه المنظمه تختلف الياته التعاطي معه عن الهبه الذاتية وهو المعطى الذى كان يمكن به استدراك الازمه بطريقه افضل والتعاطي الاعلامي مع الازمه بمقتضى وازع ومن على ايقاع جمل مغايره عن جمل
الوصل والقطع التى تم استخدامها على ان ياتي ذلك بواسطه الاحتواء لكن هذا كان يتطلب وجود قامات سياسية وليست وظيفيه فى المشهد العام الامر الذى يتطلب مراجعيه للاليات الاختيار حتى يتسى التعاطى مع ما هو قادم .
ولعل طبيعة التحرك الجماهيري الذى تم بهذه الطريقه لم ياتى من دون دافع موضوعي جعله يخرج عن السياق العام الذى كان يستهدف خفض الأسعار ليخرج عن مضمونه ويذهب ضحيته شهيد الواجب والوطن العقيد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح اضافه الى بعض رفاقه من نشامى الامن العام اللذين سطروا عنوان التضحيه والفداء كما شكلوا على الدوام ركن اساسي فى معادلة الامان الوطني من هنا جاءت جملة جلالة الملك لتعبر هذا المشهد بكافة تعقيداته وتعلن تصديها لهذا الازمة بحكمة وحزم .
د.حازم قشوع