زاد الاردن الاخباري -
رعت سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيس الجمعية العلمية الملكية اليوم السبت، فعاليات ورشة العمل استضافتها الجمعية، ونظمتها جمعية الخرسانة الأردنية بالتعاون مع معهد الخرسانة الأميركي، لمناقشة سبل تقييم وتأهيل المنشآت الخرسانية القائمة، بمشاركة عدد من المختصين من داخل الأردن وخارجه.
وفي كلمة لسموها القاها نيابة عنها، في جلسة الافتتاح، نائب الرئيس، المدير التنفيذي لقطاع الحلول المستدامة في الجمعية العلمية الملكية المهندس رأفت عاصي، أكدت سموها أن الجمعية لعبت دورًا مركزيًا في تطوير قوانين البناء الوطنية وتعمل كذراع تقني للحكومة لتطوير وتحديث قوانين وكودات البناء الوطنية.
وأضافت سموها، في كلمتها، أن الجمعية طوّرت أكثر من 50 كود بناء بما في ذلك تصميم وإعادة تأهيل المباني.
وخلال مشاركة سموها في إحدى جلسات العمل، بينت أن تكلفة إصلاح البنية التحتية تمثل تحديًا أمام الحكومات للحفاظ عليها من التدهور، مشيرة سموها إلى ضرورة ايجاد قوانين وإرشادات إعادة التأهيل والتعديل المناسبة إلى جانب المواصفات الأعلى للخرسانة ومواد البناء المبتكرة والمتينة، لضمان بناء مرن ومستدام.
وأشارت سموها إلى أن الجمعية انشأت قسم إعادة إعمار المباني في مركز بحوث البناء، حيث قدم المركز خدمات فنية لتعزيز مرونة المباني والبنية التحتية من خلال إعادة تأهيل المباني القائمة وتعديلها باستخدام كودات حديثة وتطبيق مواصفات البناء الدولية.
وقالت سموها إن الأردن يسعى إلى تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في صناعة الإسمنت مما سينعكس ايجابا على مواجهة آثار التغير المناخي.
وأضافت سموها أن قطاع البناء ينتج ما نسبته 37 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية في حين ينتج قطاع الخرسانة 7 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ويسهم الفولاذ الإنشائي بنفس المقدار في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
وناقش المشاركون في الورشة الجوانب الفنية والتعليمات والكودات التي تسهم في حل المشاكل الإنشائية للمباني القائمة، وذلك بالاعتماد على الأسس الفنية والتعليمات الخاصة بذلك، والمبنية على الكودات الصادرة عن المراجع المعتمدة كمعهد الخرسانة الأميركي ومجلس البناء الوطني الاردني.
وقال رئيس جمعية الخرسانة الأردنية الدكتور بشار النابلسي، إن جمعية الخرسانة الأردنية ومعهد الخرسانة الأميركي والجمعية العلمية الملكية ممثلة بمركز بحوث البناء، هي جمعيات غير ربحية، هدفها العمل على تطوير العمل الهندسي من خلال نقل كل ما هو جديد بمجال تقنيات وتصميم الخرسانة.
وأشار أنه في ضوء بعض الحوادث المؤسفة التي شهدها الأردن المتمثلة بانهيار مباني في وقت سابق، فقد ارتأت جمعية الخرسانة الأردنية والجمعية العلمية الملكية أن تستعين بالخبرات العلمية والعملية لمعهد الخرسانة الأميركي، الذي أصدر العديد من الكودات في هذا المجال، حيث سيتم عرض الكود الخاص بتأهيل المباني الخرسانية وطرق تطبيقه خلال الورشة.
وأكد رئيس معهد الخرسانة الأميركي الدكتور شارلز نماي، أهمية عقد ورشات عمل متخصصة من خلال الشراكة الاستراتيجية مع جمعية الخرسانة الأردنية والجمعية العلمية الملكية.
وعرض الدكتور خالد النحلاوي من المعهد التجربة الأميركية في تطبيق الكودات الخاصة بتقييم وإعادة تأهيل المباني الخرسانية مشيرا إلى أهمية الدورات التدريبية التي يعقدها معهد الخرسانة الأميركي بالمنطقة، التي تهدف إلى رفع كفاءة العاملين بمجال الخرسانة.
واستعرض مسؤولون من جمهورية العراق خلال الورشة واقع التجربة العملية في بلادهم في مجال الابنية الخرسانية.
وأكدت رئيس الوفد العراقي الدكتورة سهير الحبوبي اهمية تبادل التجارب والخبرات بين المشاركين، مما ينعكس ايجابا على تبادل المعرفة بين الجهات المشاركة في الورشة.
وعرض الدكتور علي ناجي عطية من جامعة الكوفة وعضو الوفد العراقي تجربة بلاده في اعادة تأهيل المباني الخرسانية المتضررة، لا سيما أن العراق قد تعرض لظروف قاسية خلال العقود الأخيرة من حروب وأعمال إرهابية دمرت العديد من الابنية والبنية التحتية.
وعبر عطية عن رغبة الخبراء العراقيين في تطوير التعاون بين بلدان المنطقة من خلال الاستفادة من الجانب المعرفي الذي طوره الخبراء في معهد الخرسانة الأميركي.
وعلى هامش حفل الافتتاح وقع المهندس رأفت عاصي والدكتور شارلز نماي اتفاقية شراكة دولية مع معهد الخرسانة الأمريكي لبناء شراكة بين الطرفين في مجالات تحسين البناء الخرساني، من خلال تبادل الخبرات الفنية المتنوعة لكل شريك والمشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات وعضوية اللجان الفنية المتخصصة والأنشطة المختلفة بشكل متبادل بين الطرفين.
وتهدف الاتفاقية الى فتح آفاق التعاون بين الجمعية العلمية الملكية ومركز التميز للخرسانة محايدة الكربون ومركز التميز لمواد البناء غير المعدنية - التابعان لمعهد الخرسانة الأميركي، واللذين يعتبران من المراكز التي تعنى بتطوير تكنولوجيا الخرسانة لمواكبة المتطلبات العالمية للحد من التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الناجمة من تشييد المباني الخرسانية، وزيادة ديمومة المواد الخرسانية وتحسين دورة حياتها، الامر الذي له ابعاد بيئية ايجابية.