أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد قرض ياباني بـ 100 مليون دولار لدعم موازنة الاردن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة كيف نحب بلدنا ؟ هذا هو السؤال

كيف نحب بلدنا ؟ هذا هو السؤال

14-02-2010 01:00 AM

هل نحب بلدنا حقاً هذا سؤال يمكن ان يدرج في سياق (لزوم ما لا يلزم) اذ انه لا يمكن لاحد ان يتعامل مع وطنه من خارج دائرة "الحب" ، لكن الا يحتاج موضوع "الحب" الى تحرير ، أليس ثمة أنماط من الحب بعضها يندرج في الاطار الصحيح والصالح ، وبعضها الآخر مجروح بالنقصان او الفساد او سواهما من صور الخلل والقصور؟ الا يختلف (الحب) في درجته.. وفي نوعه ايضا؟

اذن ، كيف نحب بلدنا صيغة السؤال تبدو مشروعة ، فالحب فعل وليس مجرد اسم ، ممارسة وتفاعل ، غاية لا مجرد وسيلة ، قيمة غير مشروطة بالتبادل ، معنى مطلق لا يخضع لمقاييس الخوف او الطمع.

لا ادري لماذا خطرت الى بالي فكرة "حب" الاوطان ، في الاسابيع الماضية عكفت على قراءة عشرات البحوث والكتب حول موضوع "الحب في الاسلام" ، وحين كتبت امس الاول عن علاقة الحب التي تربط بين الخالق وعباده ، سألني احد القراء: وماذا عن "الحب" في حياتنا ، هل أصبحت مجتمعاتنا تعاني من (الفقر) في الحب ، وهل فقدت هذه القيمة العزيزة معناها وأصبحت مغشوشة بامتياز؟

عدت الى احصائية اثبتها احد الباحثين حول "الحب في القرآن الكريم" ، فوجدت ان كلمة "حب" ومشتقاتها وردت نحو (86) مرة في القرآن ، جاءت بصبغة الفعل (75) مرة ، وبصيغة الاسم (11) مرة ، ودلت على الحاضر (72) مرة وعلى الماضي (3) مرات فقط ، ما يعني ان الحب الحقيقي ليس اسماً فقط وانما عمل ، وليس ماضياً وانما فعل حاضر ومستمر ، وليس "شعارا" وانما ارادة والتزام.

أشعر - الآن - اننا بحاجة الى اعادة الاعتبار لقيمة "حب" الوطن ، وبحاجة الى تحريرها مما اعتراها من سوء فهم او ممارسة ، كيف؟ لا أدري؟ ولكن بوسعي ان اجتهد في المسألة وأقول: بأن معيار الحب الحقيقي هو "العطاء" بلا شروط ، فالذي يحب وطنه لا ينتظر أي منفعة ، ولا يمكن ان يقايض محبته بأي ثمن ، والذي يحب بلده يستعد دائما للبذل والتضحية ، ولا يختزل "احساسه" والتزامه في دائرة الكلام فقط ، فالكلام - هنا - لا يكلف صاحبه أي شيء ، وانما الامتحان الحقيقي "للحب" فيما يقدمه ويفعله.. لا فيما يردده فقط.

في بلادنا ثمة نماذج مشرفة لهذا الحب الذي يتجاوز "شروط التعاقد" ومواسم المصالح والمنافع ، فما زلنا نتذكر من ضحى بروحه ودمه من اجل الوطن ، وما زلنا نتذكر اسماء شهدائنا - وما اكثرهم ، في فلسطين وغيرها ، وما زلنا نعتز بسيرة الموظف النزيه§ والوزير النظيف ، وكل هؤلاء - وغيرهم - قدموا لنا صوراً عن (الحب) للوطن في معناه الحقيقي المنزه عن المنافع والمصالح ، وفي بلادنا - ايضا نماذج اخرى - مؤسفة - اختزلت (الحب) في دائرة المقايضة او المنفعة الشخصية ، وحين تبددت فرصها ، او غادرت مواقعها ، انقلبت رأسا على عقب ، وتحول (الحب) الى نوع من المناكفة.. ان لم نقل الى الكراهية ذاتها.

في الاوقات الصعبة ، تحتاج الاوطان الى من يؤمن بها حقاً ، ومن يحبها حقاً ، تحتاج الى الحب العملي الذي (يُعرف ولا يوصف) والى الحب غير المشروط والمجاني ، الى الحب (الفعل) وليس (الاسم) ، الغاية وليس الوسيلة ، الى الحب (الصادق) لا المنقوص او المعكوس ، وهذا - بالتأكيد - موجود واصحابه كثيرون.. وهم لم يتواروا عن الانظار وان خيّل لنا ذلك.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع