زاد الاردن الاخباري -
جمال حداد - نتفهم في ظل التحفظ الأمني على دقائق التفاصيل بحادثة مداهمة الحسينية واستشهاد ثلاثة عناصر وإصابة خمسة آخرين لاعتبارات تحقيقية ، ستودع نتائجها للقضاء ، نتفهم الجدل والقاء اللوم ، والاتهام بارتكاب أخطاء ، بسياق جدل موضوعي ، لكن معيب أن تصل الاتهامات ، حد التشكيك بالعملية وأنها مفبركة للفت الإنتباه عن احداث معينة تشهدها البلاد منذ اسبوعين ، ومعيب استرخاص الدم الاردني ، والانزلاق لهذا المنحدر اللااخلاقي من البعض لتحقيق مكاسب سياسية ، أو مناصبية دنوية .
ساذج من ينساق وراء روايات وهرج صالونات ، وغرز سياسية ، مسعاها الخيرات لذاتها ، ولو كان من بعدها الطوفان ، وجاحد من يسعى لتلويث الدم الطاهر الذي سال في معان ، لأهداف وغايات قدسية الاوطان ليست منها ، ومسعاه جرنا لاعتقاد منقلب على المعتقد ، وقيم الرجولة ، والفروسية في الذود عن الاوطان وافتدائها بالنهج والأرواح .
فجعنا نهايات الاسبوع الفائت بحادثة استشهاد العقيد د. عبدالرزاق الدلابيح ، في ظروف تشهد فيها البلاد حالة سياسية مضطربة الحلول فيها غائبة ، عنوانها إضرابات لم تفلح جهود أصحاب الباقات والربطات من السياسيين في حلها ، وعبئها الأكبر لاشك على المؤسسة الأمنية ، التي نتغنى أن رجالها هم أبناؤنا ، واليوم يستتر البعض خلف جحور إلكترونية بغية حرف البوصلة واتهام ذات الأبناء بالمؤامرة .
ومجاراة لمحاولي جرنا لسياق المؤامرة ، فالنقاش يقودنا إلى أن اسهل الحلول كان الباس ثوب تهمة اغتيال الشهيد الدلابيح منذ لحظة الاغتيال للاضراب والمضربين ، لكن عقيدة المؤسسة الأمنية تانف وتربأ أن تكون كذلك ، فكانت وكان أفرادها هم أهل وأصحاب المصاب ، الذي لابد أن يتمسك بالقصاص من الجاني ، لا توجيه الاتهام جزافا لابرياء ، وهو ما كان بسياق جهد استخباري اعلن أمس أنه ما زال قائما على قدم وساق ، ومتقدم بخطوات واثقة نحو كشف حقائق ، ما تطلب معه متلازمة جهد عشائري مدد عطوة الوصول للجناة مدة أسبوع بعد أن مضت ثلاثة أيامها الأولى.
لاشك أن العملية التي نفذت أمس قامت على جهد استخباري متمكن ، توصل إلى حيثيات وحقائق وأدلة دامغة تدين أو تشتبه بالجناة على الأصح ، والجهد الاستخباري اتبع بجهد مخطط لاخر تنفيذي ، لسنا جهابذة في تحديد الخطأ الذي وقع أثناءه بافتراض وجود خطأ اصلا ، لكن الثابت الوحيد أننا أمام جماعة متمرسة بقضايا الإرهاب ، وخاضت معاركه ، ولها خبرة في مواجهة الكمائن والمواجهات والمداهمات ، ساندها في ذلك طبوغرافية المنطقة المكشوفة صحراويا ، وعتاد وذخائر تكشف استعدادا لكل طاريء ، فكانت النتيجة التي آلت إلى ما آلت إليه .
سيناريو المؤامرة الساذج " بحكي القرايا " أن فريق المداهمة دخلها يعني بالضرورة أنهم يعرفون نتائجها ، ولربما يخرج سذج آخرين ليقولوا أن هدفها افتداء الحكومة وإخراجها من مازقها ، وربما اجتهادات السيناريست تذهب لما هو أبعد من هكذا جهل .
بالمقاييس العملياتية الأمنية ، فالجندي والامني يحمل روحه بين كفيه ، وخسارتنا كانت ثلاثة شهداء ، فيما نجاحنا كان بالقبض على ثمانية إرهابيين ، القضاء سيكشف لنا حجم ما كانوا يخططون له ، ووقتها سنقول رحم الله الشهداء ، واطال الله باعمار الاحياء من المؤسسة الأمنية ، والحمدلله لله على احباط المخطط ..