أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
العرموطي يوجه اسئلة حول سرقة سفارتنا في باريس الأردن: اليكم أسماء المناطق التي ستقطع عنها المياه بسبب الديسي “الأمن العام” يحذر من المنخفض الجوي المتوقع الفايز: ندعو للتصدي بكل قوة وحزم لكل من يحاول العبث بأمن الوطن رئيس الديوان الملكي يعود مندوبا عن الملك مصابي حادثة الرابية(صور) مقتل متسلل والقبض على 6 آخرين ضمن المنطقة العسكرية الشمالية ترجيح تخفيض أسعار المحروقات في الأردن الشهر المقبل الأردن .. حماية المستهلك ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية الحكومة: لا تمديد لقرار إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة أول تصريح لرئيس الوزراء بعد حادثة الرابية الزيود: نطالب برفع الحد الأدنى للأجور إلى 500 دينار الأوقاف تعلن بدء الـتسجيل الأولي للراغبين بالحج رئيس الوزراء جعفر حسان يزور منتسبي الأمن العام المصابين بإطلاق النار في الرابية اليورو ينزل لأدنى مستوى في عامين والدولار يرتفع .. ماذا عن باقي العملات؟ صحيفة إسرائيلية تكشف نقاط الخلاف بشأن الاتفاق المحتمل مع حزب الله الأمن .. مطلق النار بالرابية لديه سجل جرمي توقف ضخ الديسي وتأثر مناطق بعمان والزرقاء - أسماء الحاج توفيق يدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني الجيش السوداني يستعيد "سنجة" .. البرهان يتعهد بتحرير المزيد (شاهد) العثور على جثة الحاخام الإسرائيلي المختفي في الإمارات .. نتنياهو: "حادث إرهابي"
الصفحة الرئيسية آدم و حواء هل انقرضت لغة الحب في مجتمعاتنا؟

هل انقرضت لغة الحب في مجتمعاتنا؟

14-02-2010 09:24 AM

زاد الاردن الاخباري -

نحن نحتفل اليوم بعيد الحب نتساءل: هل نجيد نحن كمجتمعات شرقية فن الحب؟ أي هل نستطيع، نحن من أن نصف أنفسنا بالعاطفيين، أن نعبر عن مشاعرنا تجاه من حولنا بكلمة أو ابتسامة أو وردة، وأن نشيع أجواء حب في مجتمعنا من دون أن نخشى أن ينظر إلينا الآخرون باستغراب أو تساؤل عن سبب حالة التدفق العاطفي غير المفهومة في مجتمعات يعتبر فيها كبت المشاعر قوة شخصية والابتسامة الودودة في وجه الغريب خفة وتساهلا؟
جفاف التعبير عن الحب مشكلة في بيوت الزوجية، وكلنا يعرف ظاهرة مسلسل «نور» الذي أظهر شوق النساء إلى أزواج يحبون ويعبرون عن مشاعرهم بشكل رومانسي مثل مهند.

وبعيدا عن حب الجنسين بعضهما لبعض، فحتى مودة الأصدقاء وإشعارهم بأنهم قريبون من القلب ومهمون جدا في حياتنا تعتبر أمرا يجب الحذر فيه. فأنا شخصيا أعرف صديقة ظن البعض أنها شاذة لأنها تستخدم كلمات الود والمحبة مع صديقاتها المقربات اللواتي تشعر بأنهن يستحقنها، لما أضفنه إلى حياتها من بهجة وشعور بالدعم النفسي.

وحتى على صعيد الأبناء، فكثيرا ما يطلق البعض النصائح والتحذيرات من غمر أبنائنا بالحنان والحب خشية أن يفسدوا أو يلين عودهم. ثقافتنا وأشعارنا مليئة بكلمات الحب وقصص العشاق، لكن هل ثقافة الفرد وسلوكه تعكسان إيمانه بأن التعبير عن الحب فضيلة يجب التحلي بها، أم مفسدة وضعف يجب الحذر منهما؟

حميد الصراف قال:
- الرجل في المجتمع الشرقي مدرب من قبل المجتمع على عدم التعبير عن مشاعره لزوجته حتى لا يعتبر ضعيفا أو منقادا لها، لكن في رأيي ان تعبير الرجل عن مشاعره يدل على أنه مسيطر على الوضع وغير خائف من شيء وواثق بنفسه.

أما بالنسبة إلى مودة الأصدقاء، فأعتقد أنه في مجتمعنا من السهل أن يظهر الرجل حبه لصديقه ويسلم عليه ويقبله، بينما لو فعل ذلك في الغرب لظنوا أنه شاذ. ورغم ذلك لا نعبر عن مشاعرنا لأن الذكورة مرتبطة بالجدية والجفاف وعدم التبسم والمزاح مع الآخرين. أعتقد أن المجتمع بدأ بالتغير لأنه انفتح على مجتمعات العالم الأخرى، وهذا التغيير ينتقده بعض الأشخاص من الجيل السابق، وآخرون يحسدوننا عليه ويقولون لنا اننا محظوظون بإمكان التعبير عن مشاعرنا.

شحنات عاطفية
طارق القصار قال أيضا ان المجتمع بدأ بالتغير، وأن الجيل الجديد أصبح لا يخجل من التعبير عن مشاعره نوعا ما:
- بعض أصدقائي ما زالوا يدعون أنهم لا يتغزلون بزوجاتهم أو يعبرون لهن عن حبهم لأنهم يعتبرون الحب دليل ضعف أمام المرأة. مشكلتنا أننا نخاف من الحب بشكل عام، ونعتقد أن من يعبر لنا عنه يريد مصلحة أو أمرا ما من وراء ذلك، وأنا شخصيا أحذر زوجتي إذا شعرت أن صديقة لها تعبر لها عن حبها بشكل واضح وكبير ويساورني القلق عن هدفها من ذلك.

أما على مستوى الأسرة، فقد تربيت على يد أم حنونة ومحبة نقلت لنا هذه الشحنات العاطفية، فأصبحت أكن مشاعر للآخرين وأعبر عنها بسهولة، مع ملاحظة أن أخوالي كانوا ينتقدون أمي على كثرة احتضانها وحبها لنا. بعض الأسر لم تنقل لأبنائها هذه الشحنات العاطفية، فأصبحوا جامدي المشاعر خائفين من الحب.
تشويه وتخويف

نجلاء السنافي قالت اننا بحاجة الى ثقافة حب في مجتمعاتنا وأن ندير ظهورنا لتشويه صورة الحب وتخويفنا منه وكأن التعبير عن الحب وراءه مصلحة دوما:
- إذا رأى الناس زوجة تعبر عن حبها لزوجها قالوا لا بد أن هناك نقصا تحاول التغطية عليه، وإذا رأوا زوجا يعامل زوجته برومانسية قالوا انه يفعل ذلك ليصرف نظرها عن خطأ ما. نحن لا نعرف أن نحب أولادنا وأن نشبعهم بالمشاعر كما يفعل الغربيون، ونظن أن الطفل يعتبر حبنا له تحصيل حاصل ولا يحتاج الى تأكيده له. كثيرون في مجتمعاتنا يكبتون مشاعرهم لأن المجتمع لا يشجع على الحب.

أفضل من غيرنا
جاسم ابراهيم كويتي متزوج من أوكرانية، وبحكم احتكاكه بالدول الغربية رأى أن مشكلة إخفاء المشاعر ليست مشكلة الرجل فقط بل مشكلة المرأة أيضا:

- العادات والتقاليد وأسلوب تربية المرأة لا تدربها على التعبير عن حبها، فعندما تتزوج تجد مشكلة في ذلك. أما الرجل فيخشى أن «ينزل نفسه» إذا عبر عن حبه لزوجته، وهذه ليست مشكلة الرجل الشرقي فقط، فحتى الرجل الغربي يتصرف كذلك. نحن أفضل من غيرنا، فالرجال في أوكرانيا بلد زوجتي جافون جدا.

مجرد حركات
خالد أبو النجا قال اننا لا نعرف أن نحب ونحافظ على حبنا:
- أنا شخصيا أحببت ثماني سنوات واستمر زواجي بمن أحببت ستة أشهر فقط، لأننا لم نتعلم أن نجدد حبنا ونحييه بعد الزواج. الأجانب مبدعون في خلق أجواء الحب. في المجتمعات الشرقية سلوكيات الحب وكلماته هي واجبات اجتماعية وتقاليد. نحن بارعون جدا في الحركات وفي الفالنتين يشارك الجميع في «الشو»! الحب في المجتمع العربي يكاد يكون انتهى
.
أسطورة مفقودة
باسمة عبد القادر قالت ان الحديث عن الحب كالحديث عن أسطورة قارة أطلانطس التي نسمع عنها ولم يرها أحد:
- انظري إلى وجوه الناس في الشارع لتكتشفي أنه لا يوجد حب، ثم انظري الى وجوه المارين في أي شارع في دولة غربية لتشعري أن الحب يشع من وجوههم. نحن ماهرون جدا في الكلام، ما عدا كلام الحب الذي لا تنطقه ألسنتنا بسهولة. لو شاع الحب في بيوتنا ومجتمعاتنا لقل عنف الأطفال والمراهقين ونقصت حالات الطلاق. في السابق كان الناس بسطاء وطيبين ويحبون بعضهم البعض، لذلك كانت نفوسهم أكثر سكينة وهدوءا.
الغرب البارد

مناير سلطان كان لها رأي مختلف في النظرة الى الحب في المجتمعات الغربية:
- غير صحيح أن الغربيين عاطفيون ويعبرون عن حبهم بشكل أفضل منا، فما نراه في الأفلام مجرد قصص غير واقعية. حب الغربيين لاقتناء الكلاب هو تعويض عن الحب والمشاعر الحقيقية المفقودة، فالحب بين الرجل والمرأة بالنسبة لهم مجرد علاقات جسدية، وأسرهم مفككة، فالأبناء يتحملون مسؤولية أنفسهم من دون دعم الأسرة مبكرا، أما الآباء فيتخلى عنهم أبناؤهم في شيخوختهم وقد يرونهم أو لا يرونهم في الأعياد والمناسبات. الحياة هناك باردة خالية من العواطف وتقوم على المصالح، أما ما يسمى بالفالنتين فمجرد مهرجان لتسويق بضاعة الدبب والورود الحمراء.

علم النفس
البارون: عاطفيون.. لكن

د.خضر البارون، أستاذ علم النفس بجامعة الكويت، قال:
- إننا بالفعل شعوب عاطفية ولا نعاني من جفاف في المشاعر كما يعتقد البعض، لكن المشكلة في مكان آخر: نحن نعاني من جفاف في التعبير عن مشاعرنا، وعلى الرغم من أن لدينا ثروة لغوية كبيرة ومفردات كبيرة في هذا المجال، فإننا لا نستخدمها لأن ذلك غير شائع أو دارج في المجتمع. بالإضافة إلى أن عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا الاجتماعية حتمت علينا ذلك كوراثة حضارية لأن من سبقونا لم يكونوا يجدون الوقت لاستخدامها بسبب قسوة الحياة آنذاك.

كان من الصعب عليهم استخدام تعابير الود والتعاطف بسبب مصاعب الحياة التي يواجهونها وعليهم إيجاد حلول لها. ومثال على تأثير البيئة والظروف الصعبة على المفردات المجتمع العراقي القاسي جدا بعلاقاته ومفرداته، فإذا أراد شخص أن يلاطف صديقه ويعاتبه يقول له «أقتلك»، ويستخدم غيرها من الكلمات العنيفة للتعبير عن الحب وكذلك البيئة الصحراوية القاسية التي تعلم الفرد ألا يستخدم الكلمات الرقيقة.

هناك عوامل أخرى تدعونا الى الحذر وقلة استخدام كلمات الحب منها العادات والتقاليد، لذلك لا يشعر الوالد ابنه بحبه حتى لا يصبح دلوعا لينا ولا يدلل زوجته ويقول لها كم يحبها مخافة أن تتكبر عليه. لأننا لا نستخدم كلمات الحب كثيرا وغير معتادين على سماعها، يشعر البعض إذا قالها له أحد أن هناك غرض أو مصلحة وراء ذلك.

أما بالنسبة للغربيين، فهم يعبرون عن عواطفهم لزوجاتهم وأهلهم فقط، وبكلمات بسيطة وقليلة لأنهم عمليون جدا. وسبب احتفالهم بالفالنتين وعيد الأم أنهم لا يجدون وقتا للتعبير عن حبهم بسبب انغماسهم في العمل أو حتى رؤية أمهاتهم وأهلهم. نحن نحب ونعبر عن مشاعرنا لأمهاتنا وزوجاتنا ونزور أهلنا بشكل شبه يومي، بينما الشخص الغربي قد لايرى أهله إلا في المناسبات


القبس





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع