زاد الاردن الاخباري -
اقتربت القوات الأوكرانية من استعادة مدينة استراتيجية صغيرة تعتبر "بوابة الشرق" بعد معارك ضارية مع القوات الروسية بدأت، الثلاثاء، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
واندلعت المعارك حول مدينة كريمينا شرق أوكرانيا، الثلاثاء، في حين كافح الروس للدفاع عن بعض مكاسبهم التي تحققت في الحرب.
وتعتبر المدينة الصغيرة استراتيجية على اعتبار أنها بوابة لمدنيين أكبر في الجوار: سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مركزان صناعيان مهمان بمنطقة دونباس الشرقية التي سيطرت عليها موسكو بعد حملة صيفية مكلفة.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن كريمينا ومناطق أخرى في شرق أوكرانيا، خلال خطابه الليلي، الاثنين، إن "الوضع هناك صعب وخطير".
وأضاف: "يستخدم المحتلون جميع الموارد المتاحة لهم للضغط بهدف تحقيق بعض التقدم".
لاحقا، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن مقترحات بلاده بشأن "نزع السلاح" معروفة جيدا، مهددا السلطات الأوكرانية بتنفيذها وإلا فإن الجيش الروسي "سيحسم القضية"، وفق تعبيره.
يأتي الهجوم المضاد الأوكراني في الشرق حيث يظهر الاقتصاد المنهك في البلاد علامات جديدة على خسائر الحرب، مما يجعلها أكثر اعتمادا على المساعدات الغربية.
قال البنك المركزي إن الحكومة الأوكرانية تكافح لجمع الأموال من أسواق السندات، وهي غير قادرة على ترحيل الديون المتراكمة قبل غزو روسيا في أواخر فبراير، ومنذ ذلك الحين دفعت للمستثمرين حوالي 2.2 مليار دولار أكثر مما جمعته في مبيعات السندات.
ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الأوكراني بنحو 40 بالمئة هذا العام، حيث تحتل روسيا حوالي خمس أراضيها، وتطرق مدنها بصواريخ كروز وتضرب الصناعات الحيوية في البلاد مثل صناعة الصلب والزراعة.
وفي ظل غياب الدبلوماسية، كان الجيشان الأوكراني والروسي يكافحان ضد بعضهما البعض وسط طقس شتوي شديد البرودة، للاستيلاء على المزيد من الأراضي وتثبيت ما تم كسبه.
وبدأت حملة أوكرانيا لاستعادة كريمينا في الخريف، حيث انتهت قواتها من اجتياح منطقة خاركيف الشمالية الشرقية للبلاد وتحولت جنوبًا للتركيز على لوهانسك، التي كانت بالكامل تقريبًا تحت السيطرة الروسية.
منذ ذلك الحين، خاض الطرفان سلسلة من المعارك والمواجهات بالمدفعية على الطرق السريعة والقرى حول كريمينا وسفاتوف.
واستولت القوات الروسية على كلا المكانين بعد وقت قصير من بدء غزوها الشامل وقطعت الجسور العائمة فوق نهر دنيبرو وبنت طبقات من الخطوط الدفاعية لدعم الجبهة.
إلى ذلك، تخوض أوكرانيا وروسيا أيضا قتالا على بعد مئات الكيلومترات إلى الجنوب الغربي في منطقة خيرسون، حيث طردت القوات الأوكرانية نظيرتها الروسية من العاصمة التي تحمل الاسم ذاته، لكن الكرملين لا يزال يسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي.
قال حاكم المنطقة الاوكراني، ياروسلاف يانوشفيتش، على تلغرام، إن قصفا مدفعيا روسيا دمر روضة أطفال وبنية تحتية ومحطة إسعافات طبية طارئة، الثلاثاء، في خيرسون، على الرغم من عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
ومنذ أن تولى القيادة العامة للجهود الحربية الروسية في أكتوبر، سعى الجنرال سيرغي سوروفكين إلى حشد القوات الروسية وإخراجها من سلسلة الهزائم التي تعرضت لها هذا الخريف.
ويقول محللون إنه سحب القوات الروسية من مدينة خيرسون في انسحاب منظم وبذل جهودًا للحفاظ على إمدادات المدفعية الروسية وإعادة تشكيل الوحدات.
وبعد خسارة مدينة خيرسون ومعاناة انتكاسات أخرى في المنطقة، أعادت روسيا تجميع قواتها وتعزيزها في شمال لوهانسك لشن هجوم يهدف إلى بسط سيطرتها في المنطقة، وفقا لمعهد دراسات الحرب، وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن.
وتحقيقا لهذه الغاية، قال المعهد إن روسيا تعطي الأولوية لتعبئة القوات للدفاع عن كريمينا وسفاتوف على العمليات في أجزاء أخرى من شرق أوكرانيا.
وأشار المعهد إلى تقارير عسكرية أوكرانية عن زيادة تحركات القوات والمعدات العسكرية والذخيرة الروسية في المنطقة.
ومع ذلك، قال المعهد إن النجاح الروسي على المدى القصير يبدو غير مرجح بالنظر إلى التضاريس الصعبة والقدرات الهجومية "المحدودة للغاية" لقوات موسكو بعد شهور من الخسائر الفادحة.
وعلى الرغم من أن التجنيد العسكري في الخريف غذى روسيا بمئات الآلاف من القوات التي تشتد الحاجة إليها، إلا أن حرب المدفعية الثقيلة استنزفت أفضل وحداتها تدريبا وأجهدت إمداداتها.