زاد الاردن الاخباري -
كتب: عبد الله المجالي - حملت المقابلة التي أجراها الملك عبد الله الثاني مع شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية عدة رسائل، رغم قصرها.
الرسالة الرئيسية، من وجهة نظري، هي أن الأردن وبالتحديد الملك، عبر الوصاية الهاشمية، يشكل حماية وضمانة للمسيحيين في المنطقة؛ فالمكان، وهو المغطس، والزمان، أعياد عيد الميلاد، يعززان وجهة النظر هذه.
الملك أسهب في الحديث عما يواجهه المسيحيون في الأراضي المقدسة، كما أسهب في الحديث عن الدور الأردني باحتضانهم وحمايتهم، مؤكدا أنهم "جزء من حاضرنا ويجب أن يكونوا جزءا من مستقبلنا".
الرسالة الأخرى كانت توضيح الموقف الأردني من التطورات السياسية في الكيان الصهيوني؛ ويبدو أن الملك مستعد لتجاوز العامل الشخصي مع بنيامين نتنياهو "طالما أننا سنتمكن من جمع جميع الأطراف معا" في إشارة للفلسطينيين.
الرسالة الثالثة هي تحذير المجتمع الدولي وجزء من المجتمع الصهيوني من مغبة اندلاع انتفاضة ثالثة يراها "ليست في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين". ولا يكشف الأردن سرا أنه يشعر بالقلق من أي انتفاضة في الأراضي الفلسطينية.
لكن السؤال المهم هو كيف يمكن تلافي اندلاع انتفاضة ثالثة في ظل التعنت الإسرائيلي خصوصا مع حكومة متطرفة، ودون الانتقاص أو تجاهل الحقوق الفلسطينية؟
الرسالة الرابعة هي إعادة التأكيد على الثوابت الأردنية أو الخطوط الحمر في العلاقة مع الجانب الصهيوني، ويمكن هنا العودة إلى اللاءات الثلاث التي طرحها الملك في عام 2019 (لا للتوطين ولا للوطن البديل والقدس خط أحمر)، وهي في ذروة الحديث عن صفقة القرن ومشروع الضم الذي يتبناه الإرهابي نتنياهو، وهو مشروع سيجد صدى كبيرا مع حكومة نتنياهو المتطرفة القادمة.
الرسالة الخامسة هي أن الأردن جاهز لتفعيل سياسة "الاعتماد الاقتصادي المتبادل" و"التكامل الإقليمي" ومستعد للمشاريع الإقليمية، لكنه يرى أن تلك السياسة لا يمكنها تجاوز القضية الفلسطينية.
وفيما يلحظ مراقبون أن سياسة "التكامل الإقليمي" تسير قدما متجاهلة الفلسطينيين، فإن ذلك يطرح سؤالا عن المدى الذي يمكن أن تذهب به عمّان في تلك السياسة ومدى انسجام ذلك مع التصريحات المعلنة.