زاد الاردن الاخباري -
في الوقت الذي بدأت فيه روسيا بالاحتفال بالعام الجديد، بثت السلطات خطابا مسجلا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فيما شنت القوات الروسية وابلا من الضربات ضد أوكرانيا.
ووفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست كانت رسالة بوتين هذا العام "مختلفة بشكل ملحوظ عن السنوات السابقة"، ويعكس المسار الذي سلكته موسكو منذ فبراير الماضي في غزو أوكرانيا.
وقال بوتين خلال الخطاب إن "روسيا تقاتل في أوكرانيا لحماية الوطن الأم"، مشيرا إلى أن عام 2022 حمل معه الكثير من "القرارات الصعبة" و"الأحداث المصيرية التي أرست أساس مستقبل روسيا واستقلالها".
ويشير التقرير إلى أن خطاب بوتين شكل "تحول مهما في النغمة القتالية والوطنية، بدلا من الاحتفالية"، إذ قدم شكره "للجيش الروسي على قوة روحه وشجاعته"، ملقيا باللوم على "الغرب" باستفزازهم لروسيا من أجل الهجوم على أوكرانيا.
وكانت مدة خطاب بوتين في رأس السنة هذه المرة تسع دقائق، وهو أطول خطاب له في رأس السنة الجديدة خلال حكمه الذي استمر عقدين.
وشدد بوتين على أن "الغرب يكذب بشأن السلام وهو يستعد للعدوان" و"يستغل أوكرانيا وشعبها بسخرية لإضعاف روسيا وتقسيمها"، مؤكدا أنه "لم ولن نسمح أبدا لأي شخص بفعل هذا بنا".
ومع بدء بث اللقطات الأولى للخطاب، سقطت عشرات الصواريخ على كييف وسمع دوي انفجارات، فيما شاهدت مراسلة واشنطن بوست ما بدا أنه صاروخ دفاع جوي أوكراني يعترض صاروخا روسيا.
وقال رئيس بلدية كييف إن نظام الدفاع الجوي "يعمل" للدفاع عن المدينة من الضربات الروسية.
وقال فيتالي كليتشكو عبر تلغرام بعد سماع دوي الانفجار "سماع دوي انفجار في العاصمة. الدفاع الجوي يعمل" بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
وأفاد شهود من رويترز بسماع دوي الانفجارات في كييف والمناطق المحيطة، في حين قالت خدمات الطوارئ إن صفارات الإنذار انطلقت في جميع أنحاء أوكرانيا للتحذير من غارات جوية.
ومع إطلاق صفارات الإنذار صاح بعض الأشخاص من شرفات منازلهم قائلين "المجد لأوكرانيا.. المجد للأبطال".
وكتب أوليكسي كوليبا، الحاكم الإقليمي لكييف "إن الدولة الإرهابية تظهر مرة أخرى تشاؤمها.. حتى في ليلة رأس السنة الجديدة تواصل شن ضربات صاروخية ضخمة"، مشير إلى أنه لم تقع إصابات.
ورغم خطاب بوتين، إلا أن غزو أوكرانيا وتبعاتها على موسكو، ألقت بظلالها على روسيا، حيث قامت العديد من المدن بتقليص الاحتفالات والألعاب النارية، بحسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس.
ومنذ بداية الحرب قام الكرملين بتكميم أي انتقادات لأفعال موسكو، وأغلقت وسائل الإعلام المستقلة، وجرمت نشر أي معلومات تختلف مع وجهة النظر الرسمية، بما في ذلك إلزام الجميع بوصف الحرب بأنها "عملية عسكرية خاصة".
وفرضت الدول الغربية عقوبات واسعة على روسيا وانسحبت العديد من الشركات الأجنبية من البلاد، وجمدت عملات بعدما ارسلت موسكو قواتها إلى أوكرانيا.
وقال بوتين في خطابه إن "الذين أعلنوا حرب العقوبات توقعوا التدمير الكامل لصناعتنا وأموالنا ولكن هذا لم يحدث لأننا أنشأنا هامش أمان موثوق به".
ورغم تطمينات بوتين إلا أن احتفالات رأس السنة الجديدة تم تخفيفها، وإلغاء الألعاب النارية المعتادة والحفل الموسيقي في الساحة الحمراء.
وقدمت موسكو بعض عروض الإضاءة والتي تحمل أحرفا كبيرة "V-Z-O" والتي استخدمها الجيش الروسي من الأيام الأولى للحرب لتمييز مركباتهم.
كما أعلنت موسكو عن خطط لإجراء عروض مسابقة خاصة لأطفال الجنود الروس الذين يخدمون على جبهات القتال في أوكرانيا.
وتعهد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن تواصل بلاده القتال ضد روسيا حتى "النصر" وعودة كل الأراضي التي تحتلها موسكو إلى سيطرة كييف.
وقال زيلينسكي في خطابه بمناسبة العام الجديد: "نحن نقاتل وسنواصل القتال" حتى النصر، آملا بأن يكون العام الجديد "عام عودة.. أراضينا" إلى السيادة الأوكرانية.
وأشاد بمقاومة أوكرانيا للغزو الروسي، الذي بدأ في فبراير، قائلا إن السنة المنصرمة هي السنة التي "غيرت فيها أوكرانيا العالم".
وتابع زيلينسكي: "لقد طلب منا الاستسلام. اخترنا الهجوم المضاد! قيل لنا أن نقدم تنازلات... نحن ننضم إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي".
وفي وقت تنفذ روسيا ضربات واسعة النطاق على البنية التحتية الأوكرانية منذ شهور، أشاد زيلينسكي بالطريقة التي "تتحمل فيها البلاد كل التهديدات والتفجيرات والقنابل العنقودية وصواريخ كروز والظلام والبرد".
واختتم كلمته قائلا: "أريد أن أتمنى شيئا واحدا لكل واحد منا: النصر. وهذا هو الأمر الجوهري والرغبة الوحيدة لجميع الأوكرانيين".