زاد الاردن الاخباري -
إيهاب مقبل - أوقفت بلدية سوندبيباري بمقاطعة ستوكهولم مدير مدرسة إنكسكولان «مدرسة المرج» عن العمل، وذلك بعد ضبطه وهو يحاول شراء الجنس من فتاة قاصر.
ففي الأيام التي سبقت عطلة عيد الميلاد، تحدث «بير نيلسون»، وهو مدير مدرسة المرج الإبتدائية ببلدية سوندبيباري، مع فتاة قاصر تبلغ من العمر 13 عامًا على شبكة الإنترنت، ورتبَ معها لقاءً بهدف شراء الجنس منها.
وعندما ظهرَ مدير المدرسة، وهو متزوج ويبلغ من العمر 60 عامًا، في المكان المتفق عليه مع الفتاة القاصر في السادس والعشرين من ديسمبر كانون الأول الماضي، أكتشفَ إنه وقعَ في فخ أعده له لاعب الوثب العالي باتريك سيوبيرغ وزميلته سارة نيلسون، واللذان يديران «موقع دومبين» لاصطياد «مشتهي الأطفال» في السويد.
وقدْ نشرَ الموقع الالكتروني مقطع فيديو يظهر فيه مدير المدرسة وهو في الفخ:
- أنتَ هنا لمقابلة طفلة، كما تقول سارة نيلسون للمدير.
- هاه؟ يرد عليها مدير المدرسة المصدوم.
- أنتَ هنا لمقابلة طفلة، كما تكرر سارة نيلسون للمدير.
- لا! يجيب مدير المدرسة وينفي الاتهام مرارًا وتكرارًا.
- وعندما ذكرته بدوره في المجتمع كتربوي، «ولاسيما أن نظرة السويديين للتربويين كقساوسة»، صمتَ قليلًا مدير المدرسة.
- إنه أمر سيء للغاية، كما يقول مدير المدرسة، وبعد ذلك يصبح عدوانيًا ويحاول الابتعاد عن الكاميرا.
ونشرَ الموقع كذلك محادثات الدردشة مع مدير المدرسة والفتاة القاصر المزعومة، وما هي إلا سارة نيلسون نفسها، ويظهر فيها محاولته شراء الجنس منها بمبلغ 500 كرون سويدي/ 50 دولار أمريكي.
كما أرسلَ مدير المدرسة صورًا تعود إليه ولأعضائه التناسلية، والتي يتحفظ الموقع عن نشرها لعدم تخريب الأدلة.
وبسبب انتشار الفضيحة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، قررت بلدية سوندبيباري المسؤولة عن المدرسة، إيقاف بير نيلسون عن العمل.
وأصدرت البلدية، والتي يشكل المهاجرين ما نسبته 42% من تعدادها السكاني، بيانًا على موقعها الألكتروني صبيحة الثلاثاء، الثالث من يناير كانون الثاني الجاري، لتهدئة الطلبة وأولياء أمورهم، والذين أصيبوا بالصدمة من الفضيحة.
وقالت البلدية في البيان بانها قررت «إقالة المدير من الخدمة، وبدأت البلدية بإجراء تحقيق داخلي لتوضيح الحقائق، وتقييم الإجراءات المناسبة والضرورية».
كما تلقى أولياء أمور الطلاب معلومات للتهدئة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكذلك نُشط فريق صحة الطلاب بالمدرسة للرد على المخاوف والإجابة على أسئلة الأطفال.
ونشرت البلدية كذلك إعلانات وظيفية لوظيفة مدير جديد في المدرسة مع إمكانية التعيين بـ«الاتفاق»، وذلك بهدف إيجاد حلول مستدامة طويلة الأمد للتحديات المجتمعية المستقبلية التي قدْ تنشأ بسبب الفضيحة.
وشنت صحيفة أكسبريسن الليبرالية السويدية، هجومًا لاذعًا على «موقع دومبين»، وزعمت أن العديد من الأشخاص الذين فضحهم الموقع قدْ أنتحروا.
كما قالت الصحيفة أن كلا باتريك سيوبيرغ وسارة نيلسون، قدْ تعرضا لسوء المعاملة في طفولتهما، في إشارة إلى أن هدفهما الإنتقام من «مشتهي الأطفال». في حين يؤكد الموقع من جهته بإنه يعمل جاهدًا ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال.
ونقلت الصحيفة كذلك انتقادات موجهة للموقع من المحاكم الأدارية والشرطة السويدية، من بينها عدم تقبل فكرة «الفخ» من المنظور القانوني.
هذا وأتهمَ «كوني أندرسون»، الضابط السابق في جهاز الشرطة السويدية، في لقاء أجراه معه في وقت سابق المحامي السويدي الألماني «هينينج ويت»، كل من دائرة الشؤون الإجتماعية «السوسيال» وجهاز الشرطة بالتعاون معًا على حماية «مُشتهي الأطفال» في البلاد.
ويعترف أندرسون في المقابلة بوجود مشتهي الأطفال داخل جهاز الشرطة السويدي وسلك العدالة، ضاربًا مثلًا بقضية الإستغلال الجنسي للأطفال لرئيس الشرطة المُغتصب «غوران ليندبرج» فيي العام 2010، وقضية جيجر في نهاية سبعينيات القرن الماضي لمشتهي الأطفال وزير العدل السويدي «يوهان لينارت جيجر».
وتهمة شراء الجنس في السويد لا تزيد عن الغرامة المالية لمدة 50 يومًا أو السجن لمدة عام واحد كحد أقصى. ولكن عمليًا، لم يُحاكم بالسجن بهذه التهمة سوى عدد قليل جدًا من المتهمين كما يقول الموقع الرسمي للبرلمان السويدي، مما دعا المحامي «هينينج ويت» إلى وصف السويد بـ«جنة مشتهي الأطفال».