بقلم : هشام الهبيشان - لا أعرف بالتحديد ماذا يقصد مسؤولي "حكومة الخصاونة " عندما يتحدثوا عن نهضة أقتصادية قادمة للأردن ، وهل هم يقدمون رؤيتهم بناءاً على مؤشرات هم يعلموها ونحن لانعلمها !!؟، وهل يعيشون بذات الواقع المر المؤلم الذي يعيشه المجتمع الأردني بمعظمه، وخصوصاً فئة الشباب منه !!؟.
هل يعي مسؤولي حكومة الخصاونة اليوم ،أن الأردن بات يعيش أزمة حقيقية مركبة العناوين ،يصعب الخروج منها الآن،هل يعي مسؤولي حكومة الخصاونة أن الشباب الأردني مل الحديث عن الزجاجة وعنقها وكيف سيخرج الأردن منها ، بل بات يبحث عن زجاجة خارجية يهرب لها ،بعد ان ضاقت عليه زجاجة الوطن ،مابال مسؤولي حكومة الخصاونة ،الا يقرأون الارقام التي تتحدث عن أن 48% من شبابنا الأردني يبحث عن مشروع للهجرة من زجاجة الوطن إلى أي زجاجة أخرى تحتويه وليس لها عنق وحتى لو كانت شبه ملئ بالأزمات والحروب!؟،زجاجة تحتوي شبابنا الأردني الطموح ،ليتخلص من التهميش الممارس عليه في كل ميادين الحياة .
نسأل ونزيد ،أين الخصاونة وحكومته ، من أزمة وواقع الشباب الأردني ،والذي مازال ينتظر بشغف حلم نهضة اقتصادية قادمة تنتظر الأردن وشباب الأردن!!؟؟،كما تحدثت عنها حكومة الخصاونة والتي قالت على لسان رئيسها " ان أجمل أيام الأردن هي التي لم تأت بعد "، وهنا علينا بالأردن أن نعترف بحقيقة هامة فقد بدأت علامات الشيخوخة والهرم تظهر على وجوه الشباب الأردني، ولم يشاهدوا من حديث مدّعي الحرص على مستقبل الشباب الأردني سوى الكلام ،والحقيقة الأكثر الماً هي ” أنّ الشباب الأردني اليوم، يعيشُ حالة من الاغتراب في مجتمعه ووطنه الأم، وذلك نتيجة لارتباطه بمتغيرات وإفرازات المجتمع الذي ينشأ فيه، وكل ذلك بسبب سياسات تمارس على هذا الشباب المظلوم والمقهور، و الذي ما تزال أزمة البطالة تلاحقه في كل مكان، وهو عاجز عن توفير لقمة العيش والمسكن، كي يتزوج أو على الأقل أن يوفّر قوت يومه، وجاءت شماعة جائحة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية لتكون القشة التي تكسر آمال وطموحات ومستقبل الشباب الأردني ، وهذا على الأقل سبب كاف لزيادة الشعور بالاغتراب داخل الوطن، وفي البيئة المجتمعية الحاضنة لهؤلاء الشباب”.
واليوم ، وبالتزامن ، مع محدودية فرص الشباب الأردني للهروب إلى زجاجة خارجية بسبب ملئ معظم زجاجات العالم بالكورونا والحروب والأزمات،اصبحت البدائل امام الشباب الأردني تضيق ، وبعضه ونتيجه لتراكم الضغوط وضعف الوازع الديني، لايجد بديلاً سوى الانتحار”وهذا أمر مرفوض بكل تأكيد ” ،وهنا يمكن تأكيد ،ان ما يعلن عنه بشكل شبه يومي من حالات انتحار في صفوف الشباب و تحصل في العديد المناطق في الأردن ،هو جزء من أفرزات ظروف وأزمات ومشاكل وتعقيدات الداخل الأردني ،فهذه الظواهر الخطيرة في صفوف الشباب الأردني ،تبرزُ ظاهرة الإحباط والقبول به لدى الشباب، وهي أخطر ما يمكن أن يواجهه المجتمع، نتيجة إفرازات الواقع المعاش ، وتراكم الكبت الذي أصبح مركباً ومعقداً للغاية في ظل انخفاض العامل الديني الذي يعملُ على تحصين الشباب ويحوّله الى قوة ممانعة ترفض الفشل ، فقد انتشرت بين الكثير من الشباب الأردني حالة الاحباط جرّاء البطالة "معدل البطالة تجاوز الـ 30% ” بين صفوف الشباب المتعلم ، والفقر "معدل الفقر بين صفوف الشباب تجاوز حاجز الـ 45% "،وعدم الاستقرار النفسي، فلا يجد بعضهُ وسيلة للخلاص إلّا بإلقاء نفسه في النار، ويسهم في ذلك الفراغ الروحي، فاليوم نرى حالة غير طبيعية بانتشار أفكار التطرف بين صفوف الشباب الأردني، إضافة إلى أنتشار آفة المخدرات بشكلٍ كبير وملموس بين الشباب، ولنقس على هذه الظاهره باقي الظواهر .. عنف مجتمعي– ازدياد حالات الانتحار -الأزمات الأخلاقية و … ألخ، والتي أصبحت تنخر بالجسد المجتمعي للمجتمع الأردني وأخصّ فئة الشباب منه ، والفضل بكل ذلك يعود الى سياسة ونهج خاطئ وملتبس ،أوصل الشباب الأردني للحال الذي وصل له اليوم .
ختاماً ،اليوم ،يمكننا القول ،وبناءاً على كل ماتقدم ،أن الشباب الأردني اليوم يعيش بأزمة حقيقية ،باتت تمهد لأنفجار كبير ،والحلول لتفادي هذا الأنفجار ،لن تجدي معها الآبر التخديرية ،ولا الرهان على الوقت ، والخوف كل الخوف ،ان تنفجر الزجاجة الأردنية بما فيها من أزمات متراكمة ،وعندها لن يكون لها عنق ،فهل وصلت الرسالة ؟؟.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن .
hesham.habeshan@yahoo.com