زاد الاردن الاخباري -
يعد احمرار الوجه من ردات الفعل اللاإرادية التي تحدث عند التعرض لمواقف متباينة كالخجل أو الإحراج أو حتى الانزعاج، لكن هل فكرت يوما ما سبب احمرار الخدين أو الأذنين والرقبة عند مواجهة أحد المواقف السابقة؟
تحدث عالم الأحياء الشهير "تشارلز داروين" كثيرا عن احمرار الوجه في كتابه "التعبير عن المشاعر في الإنسان والحيوان"، ووصفه بـ"أشد التعبيرات غرابة وأكثرها إنسانية"، مؤكدا أنه لم يجد هذه السمة في مملكة الحيوان.
لكن كيف يحدث اللون الأحمر؟
بحسب المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، يقول العلماء إن الجهاز العصبي هو المسؤول عن السلوكيات الإرادية واللاإرادية في جسم الإنسان.
ويعمل الجانب الودي في الجهاز العصبي بشكل لاإرادي ليساعد الإنسان على الاستجابة للمخاطر في البيئة المحيطة.
وفي كتاب "علم التشريح: الجهاز العصبي اللاإرادي"، يقول العلماء إن الجهاز العصبي الودي يطلق إشارات كيميائية لإعداد استجابة دفاعية، فتفرز الغدة الكظرية هرمون الأدرينالين، الذي يعمل على زيادة نبضات القلب، وانقباض الأوعية الدموية، وتوسيع حدقة العين، وإمداد مناطق معينة بمزيد من الدم، لمساعدة الجسم على القيام بأعمال ينتج عنها جهد كالعراك أو الفرار.
وبالعودة لاحمرار الوجه، يقول خبراء علم النفس الفسيولوجي إن عروق الوجه حساسة جدا لإشارات الجهاز العصبي، لأنها تحتوي على عدد كبير من مستقبلات استشعار الأدرينالين، وهذا ما يسمح بتدفق المزيد من الدم إلى الوجه في أوقات الانزعجاج أو الخجل.
ولا بد من الإشارة إلى أن بشرة الوجه رقيقة للغاية، الأمر الذي يساعد على ظهور اللون الأحمر بشكل أكثر وضوحا.
؟
رهاب الكريات الحمراء "Erythrophobia"
هو اضطراب نفسي يسبب قلقا وخوفا "غير منطقي" من احمرار الوجه، ويحد هذا الرهاب المصابين به من التفاعل اجتماعيا، ويجعلهم في حالة قلق دائم وعزلة، بحسب ما يؤكده الخبراء النفسيون.
وفي الحالات القصوى عندما يفشل الأطباء في علاج المصابين بهذا الرهاب، يلجأون لعملية جراحية تسمى "قطع الودي الصدري" للتقليل من احمرار الوجه.
وخلال الجراحة يعمل الطبيب على تدمير أجزاء معينة من جذع العصب الودي، ما يؤدي إلى قطع الإشارات العصبية التي تصل منطقة الوجه، بهدف توفير الراحة لمرضى الرهاب.