زاد الاردن الاخباري -
أعلنت منظمة حقوقية أردنية عزمها رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام القضاء الأردني، لتسببها بوفيات وإصابات مواطنين أردنيين ممن يقطنون في المناطق المحاذية لمفاعل ديمونا النووي (15 كيلومترا عن الحدود الجنوبية) بإمراض السرطان التي تسببها الغازات الإشعاعية السامة المنبعثة من المفاعل.
وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها، في مواجهة "الخطر الإسرائيلي النووي" ضد الاردن، خصوصا في ظل تنامي التحذيرات من كارثة نووية وكيماوية جراء قدم مباني مفاعل ديمونا النووي وعدم جهوزية المخازن الكيماوية لأي طاريء.
وأعلن مركز الجسر العربي للتنمية وحقوق الإنسان أمس انه "أنهى جميع الاستعدادات والتحضيرات اللازمة لتحريك شكوى قضائية ضد إسرائيل لتسببها بوفيات وإصابات أردنيين يقطنون في المناطق المحاذية لمفاعل ديمونه بإمراض السرطان وإمراض أخرى تسببها الغازات الإشعاعية السامة المنبعثة من المفاعل اضافه إلى التسبب بأضرار بيئية تؤثر على العناصر والمكونات البيئية في الأردن"
وأوضح رئيس المركز المحامي امجد شموط أن أكثر من مائة محامي أردني ودولي سيقومون بتحريك الشكوى ضد إسرائيل.
وبحسب بيان أصدره المركز، فإن تحريك الدعوى والتحضيرات لها "تأتي بعدا للالتقاء المركز بعدد من ضحايا المفاعل في الأردن إضافة إلى جميع الوثائق والأدلة والبيانات التي تبين ارتفاع معدلات انتشار مرض السرطان وخاصة للقاطنين في المنطقة الجنوبية المحاذية للمفاعل".
وأعرب شموط عن "تفاؤله في قبول القضاء الأردني الشكوى ضد المسؤولين الاسرائيلين وذلك وفقا للدستور والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي صادق عليها الأردن مؤخرا ودخلت حيز النفاذ مما يتوجب على القضاء قبول الشكوى". وأشار الى أن "هناك جريمة مستمرة ومتعمدة من قبل الدولة الاسرائيلة ولا تزال توقع وفيات وإصابات بإعداد كبيرة من المواطنين الأردنيين". وقال ان "المركز قام اخيرا بالتشبيك مع عدد من مراكز حقوق الإنسان والمنظمات الأهلية في إسرائيل والتي بدورها أبدت استعدادها الكامل في التعاون من خلال الضغط على الحكومة الاسرائيلة وتحريك الدعاوى ضد المسؤولين لدى القضاء الإسرائيلي من اجل بإزالة المفاعل وتعويض الضحايا سواء في الأردن او في إسرائيل مع المركز".
ولم يقتصر الخوف من الغازات الإشعاعية السامة المنبعثة من "ديمونة" على الأردنيين على الجانب الأردني، إنما الإسرائيلي كذلك. إذ حذر الخبير النووي الإسرائيلي السابق مردخاي فعنونو الأردن من إشعاعات المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا، مؤكدا أن أي نشاط بما في ذلك الإشعاعات من الممكن أن تسبب تلوثا إشعاعياً أو نووياً للمناخ المحيط بمفاعل ديمونة وبالتالي الأردن أي الحدود الأردنية. وقال ان الأردن يواجه الخطر الحقيقي بسبب اتجاه المراوح والمداخن الخاصة بالمفاعل تجاهه، محذرا في تصريحات صحفية سابقة من أن حالة تشيرنوبل من الممكن أن تحدث في أي مكان في العالم، بما في ذلك ديمونا.
وقال "الناس المحيطون بديمونة هم سكان الأردن على الحدود الأردنية، وهكذا فإن من حق الحكومة والشعب الأردني أن يطلع علماً بالمعلومات حول تلك الأنشطة، ومن حق الحكومة الأردنية أن تسأل وأن تعرف ماذا تفعل إسرائيل بهذا المفاعل، وهل هو أمن أم لا؟".
المستقبل