زاد الاردن الاخباري -
يلجأ النظام الإيراني إلى التكنولوجيا الصينية لمحاصرة النساء والتضييق عليهن من خلال مراقبة مدى التزامهن بقواعد اللباس المفروض في البلاد. ففي السنوات الماضية أصبحت المراة الإيرانية تحت أعين تلك الأجهزة المتقدمة تكنولوجيا، ما يعني مزيدا من القيود على الحرية الشخصية.
ووفق تقرير نشره موقع "وايرد" المتخصص بالتكنولوجيا تقوم أجهزة الأمن الإيرانية باعتقال النساء حتى بعد عدة أيام من مخالفتهن لقواعد اللباس، حيث يجري تتبعهن ورصدهن باستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه الصينية المنشأ، ليصار إلى اعتقالهن.
وعرض التقرير قصة شابة تعمل في منتزه "سرزامينه شادي" الذي يقع في شرق العاصمة طهران، إذ فتح المدعون العامون تحقيقا بحق الشابة بعدما وثق صورا لها وهي من دون حجاب، فيما تم إغلاق المتنزه بالكامل، بحسب ما نقل موقع "وايرد" عن وسائل إعلام إيرانية.
شارباك شاجاري زاده، ناشطة إيرانية كانت قد هربت إلى كندا في 2018 بعد اعتقالات عديدة، بعدما توقفت عن ارتداء الحجاب في 2017، مشيرة إلى أنه ليس من الغريب "إغلاق الشركات والأعمال لعدم الامتثال للقوانين الإيرانية الصارمة فيما يتعلق بملابس النساء".
وأوضحت أنها "تشعر بالقلق بعد استهداف النساء، مثل الشابة التي تعمل في المتنزه"، خاصة وأنه يتم ملاحقة النساء "بخوارزميات التعرف على الوجوه"، ناهيك عن ملاحقتهم من قبل أجهزة الأمن التقليدية أيضا.
واقترح مشرعون إيرانيون العام الماضي، استخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوده لرصد مخالفات قانون الملابس، بحسب ما كشف مسؤول إيراني في سبتمبر الماضي، مؤكدا أن هذه التقنية يمكنها "التعرف على وجوه الأفراد" المخالفين، بالاستعانة بقاعدة بيانات الهوية الوطنية.
وبعد نحو أسبوعين من هذه التصريحات اشتعلت التظاهرات في إيران بعدما توفيت الشابة، مهسا أميني، (22 عاما)، بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق لمخالفتها قواعد اللباس الإسلامي.
وتوضح شاجاري زاده أن الشرطة تلاحق الناشطين والمتظاهرين خاصة النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب، حيث يجري اعتقالهن في منازلهن بعد أيام، مؤكدة أن أنماط الاعتقالات تظهر أن تقنية "التعرف على الوجوه" قيد الاستخدام بشكل فعلي في إيران.
مهسا علي مرداني، باحثة في حرية التعبير في إيران في جامعة أكسفورد، قالت لوايرد إن الحكومة الإيرانية أمضت سنوات في بناء جهازها الرقمي للمراقبة، إذ أنها تمتلك قاعدة بيانات الهوية الوطنية، والتي تتضمن بيانات بيومترية تمكنها من تحديد الأشخاص الذين تعتبرهم السلطات منشقين.
وأصبح ارتداء الحجاب إلزاميا في إيران بعد الثورة الإسلامية في 1979.
وفي نوفمبر 2020، تحدثت تقارير أن الصين زودت إيران بأنظمة "مراقبة جماعية" والتي ستغطي غالبية سكان إيران، حيث وضع ما يقارب 15 مليون نقطة كاميرات مراقبة في أكبر مدن في البلاد.
وأشار تقرير نشره موقع "أويل برايس" إلى أن أنظمة المراقبة في إيران سيتم ربطها مع خوارزميات نظام المراقبة الصيني، ما يعني أن قاعدة البيانات الإيرانية ستصبح جزءا من قاعدة البيانات الصينية.
وعلى خلفية الاحتجاجات التي تجري في إيران، أعلن القضاء الإيراني حتى الآن إصدار 18 حكما بالإعدام، تم تنفيذ أربعة منها، وصادقت المحكمة العليا على حكمين آخرين.
وقتل المئات، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما أوقف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءا كبيرا منها "أعمال شغب" ينخرط فيها "أعداء" الجمهورية الإسلامية.