زاد الاردن الاخباري -
تغيب الضوابط عن الحراك الدبلوماسي للسفارات والسفراء داخل المملكة ، بل باتت تخالف الاعراف التي تحكم أي انشطة سياسية واجتماعية لربما تحكم هذا اداء ، وتتطلب علما ، وربما موافقات مسبقة من الخارجية الاردنية ببعض الحالات ، لكن ما يجري محليات يشي ان الامور زادت عن الحد ، وباتت السفارات عبر انشطة توسم انها اجتماعية، مناخا خصبا لنقاش قضايا اردنية محلية، لا ندري كعامة ما الغاية منها ، لكن الرسمي يفترض ان يكون واعيا في شان التعاطي معها ، وان اقتضى الحال وضع حد لها .
لا يعقل ان تكون العطلة الاسبوعية محجا ومزارا صباحيا لشخصيات سياسية اردنية عاملة، او حتى مركونة على الرف ، بذريعة افطار هنا ، او احتساء قهوة صباحية هناك ، والقصة لا تقتصر على طاريء او بمبادرة من سياسي ، لربما له قضية ذات خصوصية لدى السفارات، وانما باتت منظمة ومبرمجة ضمن دعوات اسبوعية ، ولمجموعات، منتقاة من الحياة السياسية الاردنية ، الادهى انها تطورت اخيرا لتاخذ منحى افراد مؤسسات ، ذات تمثيل مدني ، لكنها ذات حضور شعبي .
ما ان تبدأ ديباجة الصباح عبر الإعلام ، السفير .... يولم ، او سياسيون يتحلقون حول مائدة السفير .. بعضهم رؤساء وزراء سابقين ووزراء واعيان ونواب ، ومدراء ومسؤولون ، حتى تبدأ ماكينة التسريبات لاحقا ، وتحت عناوين ، (هذا ما تسرب من على مائدة السفير ... )، وغيرها من عناوين ذات اثارة وجاذبية ، وان انطوى متنها على توافه امور ، لكنها بالمحصلة تعكس قصورا رسميا في التعاطي مع ملفات السفراء والسفارات ونشاطها على الارض الاردنية ، وتوصل رسائل مبهمة وربما ذات اشاعة للعامة، يفترض اننا في غنى عنها تحت كل الظروف .
نسلم ان النوايا الحسنة ربما هي الطاغية على اداء السفراء خاصة العرب منهم ، لكن هذه النوايا ليست بحاجة لاثبات اسبوعي عبر ولائم ومآدب متكررة ، والاصل ان ترد مثل هكذا انشطة لاستعلام وطلب واضح من الخارجية الاردنية يوضح الاهداف والغايات لاي لقاء ، فالمسالة ابعد من كونها دبلوماسيا اردنيا يرتبط بصداقة مع سفير تجعل من دارته او سفارته او منزله محجا اسبوعيا بحكم الصداقة طبعا .
اللافت او التطور الذي طرأ اخيرا ان وجدنا رؤساء بلديات ينحون باتجاه سفارات ، وتخرج للاسف عقبها فلاشات اخبارية ذات عناوين ان السفير .. ورئيس بلدية .. بحثا اوجه التعاون ، واين ؟؟ على الارض الاردنية !! ولا ندري هل مسالة التواصل وادواتها، والياتها غائبة عن ذهن رئيس او رؤساء بعض البلديات ؟؟ وهل هي متفقة مع الاعراف الدبلوماسية وحتى القانونية ؟
الحال الطبيعي في دول يحتكم اداء البعثات الدبلوماسية لديها لنظم وضوابط عالمية ، واخرى محلية تستدعيها ظروف البلد التي يعمل فيها السفير ، ( واي سفير ) ، معلومة ، وفي الجانب الاجتماعي لا تكاد تخرج عن اطار دعوات ذات احياء لمناسبة وطنية تخص بلاد السفير ، او ذات مأدبة افطار رمضاني وهي محدودة في نطاق ضيق جدا ، لكن ما نراه راهنا ، اخذ منحى التمادي الذي يستدعي وقفة جادة من الحكومة وخارجيتها ، بل ومن الذوات ممن يسمون انقسهم سياسيي ونخب البلد ، الذين بات تواجدهم الاسبوعي على الموائد ، مثار تندر واستهجان ، بل واستنكار ..
هي وقفة وملاحظة نضعها بين يدي خارجيتنا ، ونخبنا ، مفترضين حسن النوايا راهنا ، لاعتبارات الاداء الدبلوماسي والجانب الاجتماعي ، لكن استمرار المسلسل بالتاكيد لا بد انه يقودنا نحو افتراض سوء النوايا سياسيا ، وهو ما نجزم ان مسؤولينا يفترض بهم التنبه له ، ونربـأ على انفسنا ان نوسم السفراء بوجوده في اذهانهم ، فهم اشقاء حتى اللحظة .