زاد الاردن الاخباري -
في حادثة هي الأعنف، وفق روايات شهود العيان، هاجمت كلاب ضالة أطفالا صغار، الأحد، ونهشت أجسادهم في مدينة الموصل، شمالي العراق، في حادثة تسلط الضوء على تنامي خطورة ظاهرة الكلاب السائبة على السكان.
وضجت شبكات التواصل الاجتماعي بالعراق، بصور الأطفال الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفى، جراء شراسة الاعتداء الذي وقعوا ضحيته في الموصل، مركز محافظة نينوى.
وفي صورة تظهر وحشية الاعتداء، كانت الغرز تنتشر في وجه طفل ورأسه، إذ كانت هناك غرز عند أحد الفكين وأحد الخدين والفم وأسفل العين وفوق الأذن.
ووصف رواد مواقع التواصل الحادثة بـ"الفاجعة"، داعين إلى ضرورة وضع حد فوري لتفاقم ظاهرة انتشار الكلاب الضالة وسط المدينة وأحيائها، لكونها تهاجم السكان وتلاحقهم أحيانا.
حالة الأطفال المصابين
يقول مسؤول قسم الطوارىء في مستشفى الموصل العام الدكتور فهد سعود، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية إن الإصابات تتراوح بين المتوسطة والشديدة:
استقبلنا بحدود العاشرة صباحا 9 أطفال تعرضوا لعض ونهش عنيف، بينها 3 حالات حرجة جدا، فيما الحالات الأخرى أيضا هي إصابات متوسطة بحاجة للمراقبة والإشراف الطبي، وقد تم إعطاء الأطفال المضادات الحيوية والمصل المضاد لداء الكلب، ولا بد لهم من أخذ جرعات أسبوعية منه على مدى شهر، ومع الأسف ولغاية 40 يوما من تاريخ تعرضهم للعض فإنهم معرضون للإصابة بهذا الداء .
تم إجراء عمليات ترميمية وجراحية لبعضهم ممن تعرضوا لتشويه في الوجه والرأس وأجزاء مختلفة من أجسادهم، وعلاوة على ذلك فإن الأطفال التسعة منهارون نفسيا وهم في وضع صعب للغاية وبحاجة لمتابعة طبية ونفسية مستمرة.
الأطفال المصابون سيبقون في المستشفى تحت المراقبة، حتى نتأكد من استقرار حالاتهم الصحية، وعدم وجود مضاعفات، وسيبقون بحاجة بالطبع لمواصلة العلاج حتى تزول آثار هذا الهجوم الشرس عنهم .
هذه ليست المرة الأولى، فقبل أسبوع تقريبا استقبلنا 5 حالات مشابهة لهجمات كلاب ضالة على أطفال، لكن حالة اليوم هي أخطر بكثير، وهي ناقوس خطر ينبهنا إلى ضرورة وضع حل جذري لهذه المشكلة الخطيرة، فما ذنب هؤلاء الأطفال الصغار أن يتعرضوا لهكذا هجوم وحشي ويمروا بمثل هذه التجربة الأليمة .
شهادة من المستشفى
يقول الصحفي العراقي محمود الجماس، من الموصل:
مع الأسف يتم بشكل شبه يومي تسجيل حالات هجوم من قبل الكلاب السائبة، داخل أحياء مدينة الموصل، تطال السكان والمارة في الشوارع والطرقات، وخاصة على الأطفال وكبار السن، وأصبحت الهجمات أعنف في الآونة الأخيرة.
لكن ما حدث هذه المرة هو مختلف تماما، فهو هجوم وحشي من قبل كلاب يبدو أن بعضها مسعور على 9 أطفال، كان قسم منهم في الشارع.
اقتحم كلب بيوتا كانت أبوابها مفتوحة ونهش أطفال داخلها، ووفقا لمدير المستشفى الذي يتعالج فيه الأطفال المصابون، فإنهم ككوادر طبية تفاجأوا كيف يمكن لكلب أن ينهش هؤلاء الأطفال بهذه الطريقة الوحشية.
الملاحظ أن الكلاب المسعورة والسائبة في ازدياد، وهو ما يفسر تزايد مثل هذه الهجمات في الموصل، حيث أن الكلاب عادة لا تقتحم البيوت ولا تبادر بعض المشاة والمارة إن لم تتعرض للأذى.
بعض هؤلاء الأطفال في حال بالغة الخطورة، وبعد ما شاهدته اليوم في المستشفى من مشاهد تفطر القلب لدى رؤيتي الأطفال المصابين.
لا بد من وضع حل عاجل وفوري لمنع حدوث هكذا فواجع، إذ إن سكان الموصل بشكل عام يعيشون حالا من القلق العميق جراء تكرار هذه الحوادث المفجعة، لدرجة أن كثيرين باتوا
يخشون من إرسال أبنائهم للمدارس خشية تعرضهم لهجمات الكلاب على الطريق.
أهالي المصابين الذين ألتقيتهم في المستشفى غاضبون ومستاؤون جدا، وهم يحملون الحكومة المحلية ما حلّ بأطفالهم نتيجة ما يقولون إنه إهمال في حل هذه المشكلة التي باتت تقض مضاجعهم، وحولت شوارع الموصل وحواريها الآمنة، لساحات مستباحة من كلاب سائبة ومتوحشة.